المِهَنُ العشر

مازن دويكات | فلسطين

ولي مهنةٌ واحدة

أنْ أحبك ِ حتى

إذا ما الخسارة صارتْ

هي الفائدة

 

ولي أن ْ أعدَّ

مناقبَ عينيك ِإنْ ضحكتْ

أو بكتْ ..

أو إذا أغمضتْ ساهدة

 

ولي أنْ أرتب َ

فوضى العصافير وهي

إلى قوسِ ِ هدبكِ

راجعة عائدة

 

ولي أنْ أدربَ روحي

على الموت ِداخلَ عينيك

عابدة ساجدة.

 

ولي مهنة ٌ ثانية

أنْ أنجّرَ منْ خشب ِالضوء

لي سلماً، وأعلقه في الفضاءِ

على الأرض ِأوله

وآخره في السماءِ

وأصعد ُباسم الفصول ِ،

وباسم الحقول ِ

أسرّح شعر َالغيوم ِ

وأقرع َفي نبضِها جرسَ الماء ِ

حتّى

ي

ف

ي

ض

 

وريدُ الشتاءِ

وتمتلئ الآنية

 

ولي مهنةٌ ثالثة

أنْ أعلّمَ قطرَ الندى

 

أن ْ يباركَ قرميد داري

و

ي

قّ

ط

رُ

في روحي اللاهثة

 

وأنْ أتبعَ النهر,

منْ بردى

للفرات ،إلى النيلْ

وأنْ

 

أ

س

ك

ب

 

الماءَ

في رحمكِ المستحيلْ

وأنْ تلدي لي

توأم النور والنار ِ،

داليةً في الخليلْ

ونرجسةً في الجليلْ

ولي أنْ أحبكِ

حتّى أقاصي الصهيلْ

ولا أستقيلْ.

 

ولي مهنةٌ رابعة

أنْ أدوّزنَ عودَ دمي

ل

ي

س

ي

لْ

صباً ونهوندْ

على ركبةِ امرأةٍ رائعة

تربي بحمالة ِ الضوء ِ

طفلاً جميلاً جميلْ

تسميه نهدْ

وترسله في الصباح ِ

لمدرسة ِ الوردْ

وفي ساحة ِ الجلنارْ

يغيمُ النهارْ

ف

ت

م

ط

رُ

عشباً وشهدْ

علي الشرفة الوادعة.

 

ولي مهنة ٌ خامسة

أنْ أشيّدَ مدرسة َ للعصافيرْ

وفي حصة ِالأقحوان

تمدَّ مناقيرَها

و

ت

ط

ي

ر

تحطَّ على كتفيكِ

وتقرأ بينَ يديكِ

كتابَ البنفسج ِ والزعفرانْ

فلا تزجُريها

إذا أخطأتْ في القراءة

ولا تُغضبي في الحمامْ

هديلَ البراءة

فأنتِ مُعلّمة العاشقين

وأنتِ التي باركتها

ملائكُة الله في كلِ حينْ

سلامٌ عليكِ

كلما فتحتْ وردةٌ

في وريدِ الغمامْ

أو كلّما أرسلتْ نجمة ٌابنها

ليضيء حقول الكلامْ

سلامٌ عليكِ،سلامْ.

 

ولي مهنة ٌ سادسة

أنْ أرى روح أمي

على عتبات منازلنا جالسة

تقول لأخوتي الخارجين

اتقوا بردَ تشرين

في الليلة الدامسة

 

وتقول لأبنائنا الداخلين

ملائكة الله،كونوا

كما كنتُ ربيّتُ آبائكم ، طيّبين

 

و

ت

ب

ت

ع

د

ي

ن

كزيتونة

في خريفٍ بعيدْ

أصيحُ بظلكِ :يا قُدُسيُّ

توقفْ قليلاً لألمسَ زيتكَ

أمسحُ فيه جبيني

أصيحُ

أصيحُ

ولا تسمعيني!

 

ولي مهنةٌ سابعة

أن أهزَّ النخيلَ

بحجركِ يا مريم الرائعة

ولي أن أغني

إلى أنْ تنامَ فراشاتُك المرهقة

في سريرِِ الفرحْ

وإلى أن يحين مخاضك،

 

سوفَ أعَلم أيامَ أسبوعنا

أن تبدلَ أسماءها

بألوان قوس قزحْ

هيئي للصغير

مخدته،

شرشفَ الضوء،

عطرَ السرير،

قلادتهُ النبوية،

أيقونة يرشح المسك منها

على ريش أجنحة الخاصرة،

ها هو الآن، يمشي..يسيرْ

على جمرات النبوة،

من بيت لحم إلى الناصرة.

 

ولي مهنة ٌ ثامنة

أْنْ أدرّبَ هذي الخطى

كيف تبتكرُ الطرقَ الآمنة

ملزمٌ أن أسير لعينكِ

بين جحيمين،واحدةٌ

هندستّها الأخوة

وواحدةٌ شيدتّها

أصابعُ يهوة

 

سأشربُ نخب حصارك ِ

يا وردتي الطيبة

و سأشربُ حتى

ي

ف

ي

ض

دمي

في عروق ِالحجارة ِ والأتربة

 

ارفعوني على سورهِا لأراها

أنا لا في الزحام سواها،

على جيدِها

شُدّ حبلُ الصليبْ

وبين أصابِعها

قمرٌ لا يغيبْ.

 

ولي مهنة ٌ تاسعة

أن أخبئ اسمكِ تعويذة

في خزائن روحي

وإن سرقوا الأبجدية يوماَ

سأطلقُ أحرفهُ

في براري دمي الشاسعة

وإذا ما جرحتُ

ي

س

ي

لُ

 

على قممي وسفوحي

وفي كلّ حرفٍ أرى

نحلةَ لاسعة

تحط ُّ

على وردةٍ في الحقولْ

 

لتحرسها،

منْ خريف الذبولْ

هنا أنتِ عاليةٌ في الهبوط ْ

خذي بيديْ

قمراً لا يحبُ السقوط ْ.

 

ولي مهنة ُ عاشرة

أنْ أواصل كدحي

على أرض ِ حبك ِ،

أحرسُ هذي الحقولْ

وأحرثُ هذي السهولْ

وأحصدُ قمحي

إلى أنْ تفيضَ الخوابي

بحنطتكِ الفائرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى