الحياة العلمية في زنجبار خلال النصف الثاني من القرن 19
كتب – حسني نجار | سلطنة عمان
نظم صالون فاطمة العلياني الأدبي محاضرة تحت عنوان: الحياة العلمية في زنجبار خلال النصف الثاني من القرن 19تحدث فيها د. سليمان الكيومي عن الحياة العلمية في زنجبار خلال النصف الثاني من القرن 19م ، و أدارت الجلسة: د. بدرية النبهاني
بدأ د. سليمان الكيومي الحديث عن التحديد الزمني لفترة النصف الثاني من القرن 19م وسلاطين زنجبار الذين تعاقبوا على الحكم في زنجبار وأهم الأحداث التي شهدتها منطقة الساحل الشرقي لأفريقيا خال تلك الفترة.
ثم الحديث عن عوامل ازدهار الحياة العلمية في زنجبار مثل تشجيع سلاطين زنجبار للعلماء، وإنشاء المطبعة السلطانية، ووجود نخبة من العلماء والمفكرين، مما أدى إلى ظهور مؤلفات كثيرة وعلماء حملوا راية العلم في القرن العشرين الميلادي.
وتطرق بالحديث عناهتمام سلاطين زنجبار بالجوانب الثقافية سواء من خلال طباعة الكتب بالمطبعة السلطانية أو نسخها، أو من خلال الدعم المادي وتشجيع العلماء والمفكرين ودعم مشاريعهم الفكرية في العالم الإسلامي، ويتضح ذلك من خلال المراسلات الكثيرة التي تمت بين سلاطين زنجبار وبعض العلماء والمفكرين ورؤساء تحرير الصحف في العالمين العربي والإسلامي، وبين مراكز الثقافة العربية في بيروت ومصر وبلاد المغرب ومع الهيئات والمنظمات الإسلامية خاصة في العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي.
وكذلك الحديث عن المطبعة السلطانية التي أنشأها السلطان برغش بن سعيد ( 1870-1888م ) وكان لها دورا كبيرا في دعم الحركة العلمية في منطقة ساحل شرق أفريقيا، حيث طبعت الكثير من المؤلفات العلمية مما أدى إلى انتشارها وأصبحت في متناول طلاب العلم وقد ساهم ذلك في ازدهار الحياة العلمية في زنجبار وساحل شرق أفريقيا خلال فترة النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي،كما مهد تأسيس المطبعة السلطانية إلى قيام الصحافة في زنجبار في مطلع القرن العشرين الميلادي، ويعتبر ظهور الصحافة في زنجبار حدثا ثقافيا مهما، حيث ساهم في وصول الأخبار والمعلومات إلى شريحة كبيرة من سكان زنجبار والمناطق المجاورة لها .
وذكر د. سليمان الكيومي أن من مظاهر الحياة العلمية في زنجبار وساحل شرق أفريقيا خلال النصفالثاني من القرن التاسع عشر الميلادي نجد:النشاط التعليمي ووجود المؤسسات التعليمية، وانتشار اللغة العربية والسواحلية، وإضعاف النشاط التنصيري، وانتشار الإسلام في البر الأفريقي، وبناء المساجد، وظهور المؤلفات العلمية، كما أصبحت زنجبار مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي مركزا ثقافيا مهما في شرق أفريقيا، وكان الطلاب يأتون إليها من مناطق عدة من شرق أفريقيا وغرب الهند وحضرموت وعمان، مما أدى إلى ظهور نهضة علمية في زنجبار وامتدت آثارها إلى أغلب مناطق ساحل شرق أفريقيا.
وقد أدى ذلك إلى ظهور مجموعة من العلماء الذين كان لهم دورا مؤثرا في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في شرق أفريقيا،وكانت لهم مكانتهم الاجتماعية العالية، كما حظوا بالتكريم والاحترام من قبل سلاطين زنجبار، فكانوا يتصدرون مجالس السلاطين، ويتم تعيينهم لمناصب الدولة واتخاذهم مستشارين للسلطان،وكانت لأولئك العلماء إسهامات ثقافية من خلال جهودهم في مجال التعليم ومن خلال مؤلفاتهم العلمية التي أثرت الحياة الفكرية في المنطقة، وقد تعددت مجالات التأليف حيث نجد مؤلفات في مجال الفقه والعقيدة وفي التاريخ والأدب، كما تتلمذ على أيديهم عدد كبير من سكان زنجبار والمناطق المجاورة لها في شرق أفريقيا .