أدب

أيتها السورية: تعالي نراجع سيرة الحلم

شعر: أحمد جمعة

هل لأنكِ امرأة سورية
وينبت في يديك اللتين قسّاهما فأس الحاجة
الياسمين..
على العالم أن ينصت إليكِ
أو حتى يعدكِ عاقدًا إصبعيه
بأن يلبي لكِ
أبسط
رغباتكِ؟!

تعالي نراجع سيرة الحلم
الذي ربيته تحت شعركِ المعتق في البرتقال
ونعرف لماذا يعبد العالم
السكاكين التي تجرح بكارة التفاح
بينما لا يلتفت للأصابع الطرية
التي تقشر له الفرح
وتضعه بين شفتيه فصًا فصًا
كي لا يصيب راحته
أدنى فقد..

بيديك اللتين تحت جلدهما الرقيق
أنهار جافة
بنيتِ للوطن فوق سنينكِ
أبراجًا
لـ حماماته
التي لم تحمل لكِ في النهاية
إلا رسائل
وداع.

بعينيكِ الخضراوين
اللتين لطالما لاحقكِ كي يطال منهما نظرة
الربيعُ
زرعتِ للوطن في صدركِ
قلبًا
أنبت ألف محبة
جميعها تردد نشيده كلّ صباح
ثمّ هو أجزل لكِ الشكر
بأن قطع عن حضنكِ الذي تشقق من الرجاء
أولادَكِ
وصدّرهم
للبلاد الغريبة.

بقدميك القاسيتين في براءتهما
رصفتِ البلاد بالأغاني
والرقص
وقطعتِ ألف ميلٍ بخطوةٍ
كي لا يلحق بها سهم أيّ حاقدٍ
ثم اكتشفتِ أنّ دمكِ
كان المرمى الذي لوّثته
كل سهام الغدر
من يد البلاد التي لطالما ربّيتِ أولادكِ
على تقبيلها..

ليس لأنك سورية
قد ينصت العالم إلى أحزان قصائدك
أو يجبر بالعفو انكسار
أمانيك،
العالم لا يرفع قبعته أو يقف احترامًا للمؤدبين
فأشهري رجاءً في لحم وقاحته
أنياب مسباتكِ
التي لطالما حرصتِ على خلعها
كي لا تنهش
من أخلصتِ لهم في حبّكِ
لكنّهم ك العادة
خانوك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى