ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ
ﺑﻘﻠﻢ: ﻣﻨﻰ ﺍﻟﻨﺠﻢ| العراق
الفنان التركي المبدع Musa Celik
ﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﻫﺪﺅﺀ ﺧﺮﻳﻔﻲ ﺗﺴﺘﻔﻴﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﺟﺮﻑ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ _ إﺣﺴﺎﺱ ﺧﺎﻧﻖ ﻳﻠﻒ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﻮﺷﺎﺡ ﺍﻟﻐﺮﺑة، ﺷﻌﻮﺭﻗﺎﺗﻞ ﺑﺎﻟﻼﺟﺪﻭﻯ.. ﻳﺸﺮﻧﻖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻋﺒﺜﺎ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻣﻨﻴﺎﺕ ﺁﻓﻠﺔ، ﻋﺒﺜﺎ ﺗﺘﺸﺒﺚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻟﺔ ﺑﺎﻷﻣﻞ،ﻋﺒﺜﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ.
ﻣﺎﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ؟
ﻗﻄﻌﺎ إﻧﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻻﺷﺊ ﺳﻮﺍﻩ.
ﺗﺮﻯ ﻟﻮﻛﻨﺎ ﻧﻨﻌﻢ ﺑﺬﺍﻛﺮﺓ ﻣﻄﻔﺄﺓ ﻫﻞ ﺑإﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺗﺬﻛﺮﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻤﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﺃﻭ ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺗﻨﺎ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﻴﻄﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻀﺤﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﻧﺨﺠﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﺛﻢ ﻟﻮ ﺗﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ العقار ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ (ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎﻥ) ﻟﻤﺎ وجدنا له ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺃﻛﻴﺪﺓ، ﻓﻤﺎ إﻥ ﻳﻜﺘﺴﺤﻨﺎ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺑﻬﺪﻭﺋﻪ ﻭﻭﺣﺸﺘﻪ
ﻭﻏﺮﺑﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺜﺐ إﻟﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻘﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﺘﺒﺪﺃ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺭﺟﺮﺟﺎﺕ
ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺑﻰ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﺗﻬﺪﺃ .
ﻓﻲ ﻫﺬﺍﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ إﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ؛ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﺘﻌﺎﻃﻮﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺴﻤﺮ، ﺻﺪﻳﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻳﺘﺒﺎﺭﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ.. ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﺔ الإﺣﺴﺎﺱ ﻭإﺻﺮﺍﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍاﺭﺗﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﺍإﻟﻬﻲ .
إﻧﻬﺎ ﺍآﻥ ﺃﻡ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺻﺒﻴﺔ، ﺗﺠﺎﻫﺪﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻧﻔﺲ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ، ﻻﺯﺍﻟﺖ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻮﺛﺎﺑﺔ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺯﺭﻋﺘﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻲ ﻭ ﺭﺣﻠﺖ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻋﻮﺍﻡ إﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻻ ﺃﻋﻠﻤﻬﺎ،٠
ﺃﻭ ﺣﻴﺚ ﻣﻨﻔﻰ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﻮﺭﺩﻳﺔ أﻭ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺼﻼﺑﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺗﺤﺪ ﺃﻗﻮﻯ، إنها ﺗﻜﺘ ﺐ ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺍﻷﻟﻢ .. ﻭﺃﻧﺎ ﻻﺯﻟﺖ أﻧﺴﺞ ﺣﺮﻓﻲ ﻣﻦ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ.. ﻻﺯﻟﺖ ﻫﺎﻣﺸﺎ ﻫﻤّﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺎﻳﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺩ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﺃﻭﻧﺒﺮﺓ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﺍﻟﺮﺻﻴﻦ ﻭﻫﻲ ﺗﺪﻟﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺸﻴﺮﺓ إﻟﻰ ﻧﺒﺘﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺮﺓ ﺩﺍﺧﻠﻲ، ﻣﺆﻛﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺳﻘﻴﻬﺎ ﻣﺎﺀ ﺍإﺧﻼﺹ ﻟﺘﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍإﺳﻼﻡ ﻭﺭﺩﺓ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ .
ﻫﺎﻫﻲ ﻗﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻀﻮﺭﺍ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻗﺒﻞ، ﻓﻤﻊ ﻛﻞ ﺧﺮﻳﻒ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻃﺎﺋﺮﺍ أخضر ﻳﺤﻤﻞ إﻟﻲ ﺑﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﻳﺤﻤﻠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ إﻟﻰ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻳﻜﺪﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﺑﺼﻴﺺ ﺃﻣﻞ ﺃﻭ ﻳﻠﻘﻰ ﺭﺑﻪ ﻣﺘﻄﻬﺮﺍ ﻓﻲ ﺃﻋﺬﺏ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺟﺎﺭ ﻣﻦ ﺩﻧﺲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ .