دعونا نعيش حياتنا كما نحب

مروة فهمي | مصر 

كثيراً ما قالها الأباء والأمهات لأبنائهم وبناتهن، ”هو إحنا عاوزين ايه غير انك تبقي أحسن مني“، الحقيقة ولمدة سنين كل يوم أكتشف أنها جملة غير صحيحة بالمرة.

أباؤنا يقنعونا بذلك، لا نشك طبعاً في حبهم لنا ولكن الحقيقة أنهم يريدوننا أن نكون نسخة منهم، نسخة مطابقة تماماً. لا يكتفون بالجينات الوراثية التي نورثها رغماً عنا، من لون وعرق ومن ثم عادات وتقاليد في أغلب الأحوال هي عاهات إعتادوا عليها من أباءهم وأمهاتهم أيضاً، بل يُصرون أن نكون مثلهم حتى في التفكير وإن انحرفنا عن المسار المحدد لنا نصبح عاقين.

تُري إلى متى سنظل نسمع مثل هذه العبارات الوهمية، والخوف كل الخوف أن نتورثها أيضاً ونقولها لأبنائنا.

عدد كبير من الأطباء والمهندسين تركوا مهنتهم لأنهم لم يجدوا أنفسهم بها، بل وأنهم قد التحقوا بهذه الكليات فقط لرغبة أبائهم!

ليس ذلك وحسب، بل الكثيرين والكثيرات فشلوا في هذه المرحلة الدراسية وقد تكون هذه المرة الأولي لفشلهم، ولكنهم لم يستطيعوا الاعتراف بأن هذا ليس طريقهم، ربما قد يكون ذلك لحبهم للمظاهر والألقاب فحسب ولذلك أكملوا وعملوا فيه فقط لرغبتهم في كتابه لقب الدكتور أو المهندس قبل اسمهم. ومنهم من عرف ذلك سواء في مرحلة متقدمة أو متأخره وقرر أنه لن يُكمل في طريق قد فشل فيه.

فلنعترف أن هناك الكثيرين من الأطباء والمهندسين يتميزون بالفشل في عملهم، ربما أغلبهم ممن دخلوا تلك الجامعات الخاصة التي بدأت تنتشر وتتوغل وكأنها مرض غير قادرين على اكتشاف علاج له. ولكن هناك أيضاً ممن تخرجوا من جامعات حكومية عادية.

ولكن هل توقفت رغبة أبائنا وأمهاتنا عند حد الدراسه والألقاب فقط؟!

للأسف فهم مستمرون في ذلك من الناحية الاجتماعية أيضاً، فأغلبهم وبنسبة كبيرة يريدون منا تكرار تجاربهم في الزواج والارتباط فقط من أجل شعارات زائفة، الإستقرار أو إنجاب الأولاد وأن لا يتركونا في وحده. لا يستطيعون الاعتراف بأنهم فقط يريدون أن نكون نسخة أخري من تجاربهم التي ربما وغالباً هي تجارب فاشلة.

لكل أم، بحق كل ذرة ألم وانتِ تلدِ أحد منا!

لكل أب، بحق كل ذرة عَرق وتَعب لكي تُجلب لنا الرزق وتُؤمِن مستقبلنا!

فقط دعونا نعيش حياتنا كما نحب، كما نختار .. كما نرتاح!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى