إلغاء الذات
محمد زهدي شاهين
اللوحة للفنان: هانز زاتسكا (1859-1945)
لكل منا شخصيته وسماته الخاصة، طباعه، توجهاته، قناعاته ومزاجه الخاص وبصمته الفكرية، بمعنى أن لكل منا ذات خاصة به لا يمكن بحال من الأحوال الغاؤها أو تجميدها في قالب معين.
في حال تم إلغاء الذات يفقد الإنسان أهمية دورة في الحياة مما يولد لديه ويعزز نظرته التشاؤمية لعديد من الأمور والقضايا التي تواجهه في مسيرته ومعترك حياته. ومن الممكن بأن يتخطى الأمر ذلك في شعورة بالعجز والاستسلام للواقع، وبشكل تلقائي تقل فاعلية الفرد في مجتمعه ومحيطه.
أضع بين أيديكم التساؤل التالي: هل النص يا ترى يكون ملكا للكاتب أم للقارئ؟
للإجابة على هذا السؤال لا بد من البدئ من تعريف النص؛ فالنص هو فقرة مكتوبة أم منطوقة قصيرة أم طويلة بشرط أن تكون وحدة متكاملة.
إن أي نص دون ما ورد في الكتب السماوية هو عبارة عن تفاعل عدة نصوص مع بعضها البعض بناءً على قراءات كاتب النص، ومن سمات النص الليونة والمرونة؛ فمن الوارد جداً تعديل النص إما بالحذف أو الاضافة.
من هنا نستنتج بأن تفاعل عدة نصوص ينتج لنا نصاً جديداً وبالتالي لا هيمنة للكاتب على النص؛ فالنص إذن ملك للقارئ الذي يقرأ النص ويأوله ويشارك في كتابة الواقع.
ولا بد من التنويه هنا بأنه لا يوجد قارئ منتج وأخر قارئ استهلاكي كما يظن البعض، فلي هنا وجهة نظر اخرى بأن أي قارئ هو قارئ منتج، إما أن يزاوج ويساهم القارئ في انتاج كتابي بمختلف أنواعه وإنتاج سلوكي، وإما الاكتفاء بالإنتاج السلوكي؛ فالقراءة تصقل شخصية الإنسان وتزيد من معرفته وإدراكه وتؤثر بشكل مباشر في سلوك الفرد.
فلو افترضنا على سبيل المثال بأن إحدى أمم هذه الأرض لها رمز ثوري متوفى، فهل من المعقول بأن تلغي هذه الأمة ذاتها وتقف مكتوفة الأيدي نادبة حظها، شاقة ثوبها، عاجزة مستسلمة للواقع وفي مخيلتها بأن هذا الرمز الثوري لن يتكرر. أم ينبغي عليها بأن تكون أمة قارئة للنصوص بثراء من اجل كتابة نّص جديد.