الإنسان والآلة
عبد الهادي شفيق | المغرب
تعد الآلة ثمرة جهد الإنسان واجتهاده التي تنضاف إلى سجله الحافل بالإنتاجات التكنولوجية المواكبة لعصر التقدم.
إن عصر السرعة وما يقتضيه من تطور في مجال التكنولوجيا مكن الإنسان الحديث من اختراع آلات وتقنيات جديدة تنم عن حاجياته في المجتمع، فهي ليست فقط مجرد أعمال وإنتاحات ملأت سجل الحضارة وساهمت في تشييدها كالهاتف مثلا الذي خلف آثارا بالغة في المجتمع و ترك نفعا كبيرا فيه، أو كجهاز التلفاز الذي يجعل العالم كله بين يديك، أو تقنية الشبكة العنكبوتية المعروفة بالإنترنت، وهي أكبر نقلة نوعية شكلت فاصلا كبيرا بين عالم الأمس و عالم اليوم، بل هي أيضا مصدر كبير للحصول على المعلومات والأفكار البناءة، و تكوينها كذلك وأهم مورد للانفتاح على معارف أخرى تشي بالتطلع نحو تقدم زاهر وزاخر.
إن العالم قبل ظهور وسائل التواصل كان يواجه صعوبات وتحديات كبيرة في التواصل والتراسل وبناء أفكار ذات قيمة نفعية على الناشئة إذ كان يلجأ إلى طرق تقليدية بدائية وهي المتاحة له أنذاك ما قبل اختراع الهاتف والإنترنت، وجميع الآلات والتقنيات الأخرى.
فلنأخذ مثلا تطبيق اليوتيوب الذي أصبح كاسحا الساحة العالمية كما أصبح يحتل مكانة مرموقة في الساحة الإعلامية والأوساط الثقافية. لقد طفق الكل يصنع فيه محتويات خلاقة وبناء أفكار جديدة التي تقود إلى أخرى.. وهكذا فالآلات والتقنيات الجديدة لم تبق مجرد صخور شاهدة على إنتاجات الفرد، بل هي كذلك قادرة على خلق محتوى قيمي وفكر بناء يشد بعضد الثقافة والفكر الإنساني عبر العالم.