محمد أبو تريكة.. عن الترويج للشذوذ الجنسي.. دروس و عبر
رضا راشد | الأزهر الشريف
لا يجوز لنا أن يمر علينا موقف محمد أبو تريكة مرور الكرام على لغو الكلام، بل لا بد من استخلاص الفوائد والعبر منه.
وأولى هذه العبر: أن كل مسلم يجب عليه أن يستشعر مسئولية تجاه هذا الدين الذي أكرمنا الله به وحرمه غيرنا، وألا يتكل على غيره؛ تذرعا بأنه ليس من اختصاصه،ط وأن ذلك من مهام العلماء والخطباء والدعاة وحدهم. وهذا الفهم الخاطئ لو فكر فيه أبو تريكة لعد نفسه آخر من يتكلم في هذا الأمر ..وفي النهاية لن يتكلم لأن من يجب عليهم أن يتكلموا سكتوا، فإذا سكت المقدم أفيتكلم المتأخر؟!
إذن فعلى كل مسلم – أيا ما كان تخصصه أو مهنته – أن يتذكر أنه مسلم قبل أن يكون أي شيء. فليكن المرءُ منا المسلمَ الطبيبَ، أو المسلمَ المهندسَ، أو المسلمَ المدرسَ، أو المسلمَ التاجرَ، أو المسلمَ الصانعَ، أو اللاعبَ المسلمَ..إلخ، وليس الطبيبَ المسلمَ، ولا المهندسَ المسلمَ، ولا المدرسَ المسلمَ، ولا التاجرَ المسلمَ، ولا الصانعَ المسلمَ . بمعنى أن يعتبر إسلامه قبل مهنته، لأن إسلامه كان سابقا على كل شيء، فلا بد أن يقدم على كل شيء.
إن الإسلام مسئولية كل مسلم وليس مسىولية الدعاة المتخصصين فقط؛ لأن الدعوة إلى الله تعالى وسائلها كثيرة، فمن عجز عن الدعوة إلى الله تعالى بلسان النقال فليدع بلسان الحال من خلال خضوعه في أقواله وأفعاله للإسلام تكليفا وتشريعا.
ولا يسوغ لمسلم أن يترك الدعوة لدينه لأي سبب كان، حتى وإن قام المتخصصون بدورهم على الوجه الأكمل ..فالرجل الذي كان في قرية بها ثلاثة رسل لم يسوغ لنفسه القعود عن الدعوة لدينه بل جاء من أقصى المدينة ليساعد الرسل على القيام بمهمتهم {وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين 0 ابتعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون } [يس: ٢١،٢٠]
فعلى كل مسلم أن يقيم من أقواله وأفعاله شاهد صدق وبرهان حق على صدق انتمائه لهذا الدين. وعليه -إن كان لا يعرف مقتضيات الانتماء للدين – أن ينظر لمقتضيات الانتماء في أشكال أخرى. فإن الانتماء لأندية رياضية أو لأحزاب سياسية أو لهيئات اجتماعية يفرض على أصحابه من المسئوليات الجسام ما تنوه به العصبة أولو القوة: من مجاهرة بهذا الانتماء، واستعلاء به، وتشجيع له، وعمل على نشره، وتضحية بالنفس والمال نصرة له، وهذا كلام حقه أن يبسط في مقام آخر .. فما بال المسلمين يستهينون بالانتماء لإسلامهم فلا يقومون بأدنى مقتضياته وأقل حقوقه.
فيا أيها المسلم:
دلل على صدق انتمائك، وبرهن على هويتك الإسلامية، بالصدع بدينك: التزاما، وتعلما، وتعليما، ودفاعا عنه، وإقناعا به=ثم التخلي عما يناقض هذا الدين من عقائد واخلاق ومعاملات..وأنت في كل ذلك مستعلٍ بنفسك شامخٌ بدينك غير مستحيٍ من انتمائك ولا منهزمٍ أمام التيارات الجارفة والعواصف الهوجاء التي تربد اقتلاعنا من جذورنا، والتي ما كانت إلا بتخاذلنا نحن عن نصرة ديننا؛ فما يقوى الباطل إلا في غيبة من الحق.فلا تستشعر خزيا بغربتك، بل كن كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله: “اسلك طريق الحق ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا يغرك كثرة الهالكين “.