الدواة وطيلسانها
وجدان خضور | فلسطين
عندما تنفلتُ الأعطارُ من خِدرِ الوجدِ زهرا.. يطرزُ الدربَ كصبحٕ يلبسُ طيلسانَ السديم..
او كورَعِ لحظٕ.. تنهمرُ مدامعُهُ من دخانِ قلبٕ اخضلَّ بالبوحِ والحنينِ ..
اتحسّسُ طريقي بأبِنوسةِ اللغةِ معتصمةً بفواحِ الضوءِ…
أجرُّ تلاليبَ الوقتِ بأماسي الصيفِ … وألملمُ رعشاتِ ليلِ الشتاءِ الطويلِ بمسكِ البيانِ ..
انتبذُ معمعةَ المشهدِ.. وأجلسُ تحتَ شجرِ الصمتِ المسجورِ… بحفيفِ الهوى ..
وحيدةََ إلا منكَ أنتَ، الكواكبُ ترتدي حَواسَّها.. وتراقبُ ما ينبجسُ من قواريرِ المشاعرِ المسكونةِ بأطيافِك…
أنغمسُ في ديمةِ الغيابِ… أمشطُ رفيفَ انكساري ..بدواةِِ تلونُ شفاهَ النطقِ كعروسِ الرنينِ ..
انكفئُ على كتفِ الليلِ بعد أن أفرغَ من احتساءِ عصائرِ الوجومِ !
يهزونَ اوتارَ كمانِ التوقِ لجمهورٍِ صفقَ طويلاً لبحةِ صوتي… متغاضياً نزفي عندَ رحيلِكَ المكتظِّ بوشوشاتِ الحزنِ..
أتهادى .. بين يدي الراعي ..في عزفٍه لحنِِ .. نكّأَ جراحَه نشيجُ بكائه.. المنساب من ثقوبِ المونامور ..
لا ملجأ اليومَ منكَ إلا اليك في موتي…
فأنتَ ترافقني كبحرِ حَرون؟…
على متنهِ أوديسيوس يعتمرُ الأملَ ..وحنينهُ لوطنهِ يعصفُ في جميعِ الاتجاهاتِ ..
منيرفا تحفزهُ ..
البدارَ البدار ..
اتعثرُ في مرافئِ النهايةِ محتشدةً بالنّداءِ المَهيبِ وبطيورِ غبارِِ ..
رفيفُها ناهزَ أنينَ راقصٍ تحتَ التّويجِ ..
أيها البالُ أحضرْ لي فنجاناً وأبجديةََ خضراءَ ..
أوّاهُ يا خافقي هاتِ ترياقا وموسيقا ودعني في حضنِ الرباب …
فقد انهكني شرابُ المنافي والسُّهادِ ،..
أيها النبضُ من أطفأ الوجودَ بغتةً بوعودِِ وشجرةِ خلدِِ ..
ايها العابرونٓ لا تقتربوا من ضلعِ سيرتهِ أكثرَ مني .. فأنا من ماءِِ وهو من تراب ..
والحزنُ يقيمُ في قلبي كرْنَفالا… بضاعتُهُ تجارةُُ ،..
توتةُ الدّارِ .. عالقةُُ في تلابيبِ حنيني …
تسألُ الأرضَ من سلمَ الشياطينَ صولجانا ؟
كيفَ يرسمونَ الهواء جيشاً عرما!! ..
ويجعلونا نؤمنُ
بأنَّ للوحةِ العطرِ عبقاََ شهيّاََ؟
كيف يصبح نواحُ اليمام زغردةََ..
فهل يا أبي أنهي لوحتي الاخيرةَ بجنازةِ غصنٍ وقصيدةِِ ؟
يا أبي:- يلتفُ حولي هذا التفرقُ كأفعى خطيرةِِ،..
سأرجعُ بعدَ الهزيعِ فلا تُسدلِ الستائرَ على شهيّاتِ الحلمِ الأسير ..