قراءة تحليلية لمقال: قواعد ابن خلدون في تفسير التاريخ   

د. هالة ماهر: ماجستير في التاريخ والحضارة

يطالعنا الدكتور إسلام أبوزيد؛ بنظرة نقد شموليه على مؤلف ابن خلدون القيم المميز فى نهج طريقة مختلفة تماما عن سابقيه قد انتهجها حيث استطاع الدكتور إسلام ان يلتقط بكل مهارة مفتاح سر هيكلة المنظومة التي  أبدع فيها ابن خلدون بتأليفه رائعته التاريخيه الذهبية.(العبر). حيث أبهرتنا ريشته فرسم لوحته التاريخيه البديعة. التى لم يسايره في ألوانها وظلالها وحتى إطارها من ساقوه أو عاصره من المؤرخين.

وذلك الصرح من مؤلف (العبر) كانت عل هيئة كتب يندرح تحتها فصول متصلة الأحداث فيما بينها زمانيا متباعدة مكانيا. يجمعها حدث مماثل. وهنا أشار الدكتور اسلام بتفرد منهج ابن خلدون بمجموعه من الصفات الأدبية والمنهجية. استفرد بها ابن خلدون عن معاصريه وسابقيه. ولكن لى تعقيب هذه النقطه؛ لأن الدكتور إسلام أسقط كل من له باع  في هذا المجال وأفرغ من هذه القدره والموهبة علميا وفكريا وحصرها لابن خلدون فقط.

والسؤال هنا: أليس كل ما وصل إليه ابن خلدون هو مزيج من ينابيع متباينه مختلفة المذاق والمحتوى والأثر فكريا ومنهجيا وأدبيا أيضا قد امتلأت به طاولت ابن خلدون طبخت عل ايدى سابقيه بكل صدق ومهارة وجهد ومثابرة قد حظى بها ابن خلدون نتيجة بحث وتقصى فما بخل  التاريخ به وجبه سائغة قد التقطها ابن خلدون من سلال غنيه بالعطاء قدمت بكل حب لكل باحث مجتهد نشط فنتهل منها مدركا واحيانا غير عابىء لليد التى صنعتها  كما قال الدكتور اسلام انه تفرد بها منهجا وتنظيما وفكرا عن سابقيه ومعاصريه.

ولكن من الملاحظ وجود  التناقض في النقد حيث ذكر مفردا ابن خلدون لما وصل إليه في كتب العبر. ثم نكس معقبا بأن ابن خلدون استفاد بشده بنهله من موائد الرحاله والجغرافيين العرب. مما أعلت من قيمه مؤلفه وأعذب مؤلفه أعذابا السباحه فى إشراقات القرآن الكريم والسنة النبوية وأثرها الواضح عل مؤلفاته كما ظهرت جلية فى تقسيم  مقدمه ابن خلدون لسبع قواعد اوضح فيها مدى قيمة علم التاريخ وإنه يماثل في أهميته جميع العلوم الاخرى بلا استثناء والتى فجرت منابعها جميعا ارادة الله ف خلق الكون واستعمار آدم وبنيه خلفاء لله فى الأرض وكانت ٱيات الله معجزات سماويه منبرا داعيا للعلم والتفقه والعلم وهو ف حد ذاته إيذانا لكيان اسمه التاريخ قيمته تدوين حياتى لا يتوقف لكل حدث سبق وحالى وٱتى فيه العبر والتعلم والتدبر والتفكر واستشهد الدكتور إسلام عل ذالك. بالآية الكريمة (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ ).

نستطع القول إن نقد الدكتور كان شموليا موجز قطف عل عجل من كل  بستان زهره. وان كانت الزهور لا حصر لها فيما استقى وأقصد بستان كتب العبر؛ ولكنه حاول جاهدا لفت النظر بخفه على هذا الحدث الجلل. وإن كنا في شوق للبقاء أكثر وقتا  وأرحب عمقا في هذا العالم المتفرد الذى  أغرانا به ابن خلدون عبر زمنه الذى لا ينسى وللأسف لم يتكرر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى