شعرية الظلال والعبور والغياب

د. أيمن تعيلب | أستاذ النقد الأدبى الحديث

دائما يتفجر الشعر الأصيل من عتمات الموت والغياب والظلال والصمت الخلاق المبين،ولعلنا فى هذا الديون (ثرثرة لاتفضى إلى الموت) للشاعر عمارة إبراهيم نقف منذ العتبة الأولى للديوان  مجسدة فى العنوان على دلالات جنينية مضمرة تحتقب فى أحشائها الزغب الوليدة علامات الشجرة الفارعة السامقة،شجرة اللغة والخيال والجمال فى هذا الديوان،ولقد كانت عتبة العنوان فى هذا الديون ممضة مراوغة على عادة الشعر الخلاق لايفضى بك أبدا منذ عتبته الأولى إلى جغرافيا واضحة أو مداخل قاصدة،بل يوغل بك إلى السير غربا على حين تظن أنك توغل فى السير شرقا لأن الشعر مثل الحياة مرواغ ختال لايسير بك سيرا قاصدا مهادنا،بل بل يسير بك هادما بانيا مناضلا،فهذه الثرثرة التى لاتفضى إلى الموت كما عنونها الشاعر هى نفسها الثرثرة التى تفضى بك وبى وبالواقع واللغة والثقافة إلى الموت حقا لكنه الموت الخلاق.ولكم فى الشعر حياة يا أولى الألباب.

ولقد جاءت معظم عناوين هذا الديوان مومئة  إلى طريق جبلى وعر يتحدر بنا وسط ممرات الغياب والموت والظلال والصمت مثل  (هياكل مطفأة ـ نيلها الندي  ـ امرأة الظل  ـ  ويحك يا عباسة ـ ظل ليس لي ـ خطيئة ـ صفو عين  ـ غواية ـ غياب ).وكلها تجسد هذا الأفق الغسقى الغامض المحير المحشود بالقلاقل والأخيلة والحلام والظلال والجمال،أفق الشعر المومض الممض يقف باللغة والتراكيب والمجازات والفكر فى هذا الديوان على شاطىء الأعراف الوجودى والجمالى بين الحلم واليقظة فنرى العالم والأشياء والأفكار سابحة بين ضباب الغياب وظلال الممكن ومشارف المستحيل.ونظرا لطول مساحة الديوان سأتخذ منه حالة جمالية واحدة تكون مختبرا تطبيقيا فكأنها قطرة البحر المكثفة تختصر المحيط كله،أو رقة الشجرة اختصرت فهرس الغابة كلها.ولتتأمل معى صديقى القارىء هذه القصيدة الرائعة:(صفو عين) التى بناها الشاعر بناء لغويا ومجازيا محكما حتى جاءت قطعة من الشعر الصافى الخالص المفتوح على التعدد الدلالى والجمالى،يقول الشاعر فى قصيدته:

لنقترب

خطوة ً

أو خطوتين

فنشتعل

جمرة ً

أو جمرتين

روحنا

قلب ٌ

لوريدين

يتنفسان حبا

لحب

يضيئان

سماءً لنا

كانت غيومها دمعة ً

من مقلتين

لشتاء ٍ

فار الصقيعين

علي ضفتين

تقترب جمرة ٌ

أو شهقة ٌ

كانت بين بين

خريف عمرٍ

أو ربيع شيخ ٍ

يوقد نبض الشمعتين

أنــا وأنت ِ

سنابل وقت

يمرج بين موج بحرٍ

وخيال

نهرٍ

يمرق في حياة ٍ

قطوفها الحب

ملء اليدين

صفو عين.

 فى هذا النص نرى الشعر يلتفت على ذاته الجمالية متأملا لغته وواقعه معا فالشاعر هنا يمر بتجربة الشعر على الشعر،فنراه صفوا (صفو العين)،فالشعر الجاد عين صافية ملهمة بصيرة ترى مالايراه الآخرون،حتى لتحيل إمكانات الحياة الغامضة اللامتناهية إلى موجودات ساطعة كاشفة.يبنى الشاعر قصيدته بناء رمزيا عميقا متخذا من مفردات الواقع الحسى مستوى دلاليا أوليا يتحرك من خلاله وصولا للمستوى الدلالى الباطنى العميق،يقترب الشعر من الواقع واللغة خطوة أو خطوتين فينجدل بهما وينجدلان به روحا وجسدا فيتخلقان ثم يضيئان حتى يشتعلا جمرة أو جمرتين،وهنا يتهيأ الشعر ليصير كشفا وإيغالا واستبطانا لشتاء الواقع وصقيع اللغة وحقيقة الحياة،الشعر شكل ومعرفة فى آن،يوغل الشعر هنا فى أعماق اللغة فيوغل فى أعماق الواقع،يتحول من خطوتين إلى جمرتين إلى دمعتين شاهقتين بين صقيعين على ضفتين،كلما نمونا مع عناقيد الصور نمونا فى أحشاء الواقع والتاريخ حيث شكل الشعر شكل الواقع،يتحول الشعر إلى جمرة وشهقة كلتاهما تقف على جسر الوجود كاشفة رائية بين شاطىء الجمر وشاطىء الشعر يتجلى الشعر بين الجلوة والعتمة فنقف على عمق تناقضات اللغة والذات والتاريخ والواقع،وهنا ينفتح الشعر على ذبول الحياة مجسدا فى خريف العمر وزهوة الوجود مجسدة فى الربيع الكامن فى  شيخوخة اللغة الممزقة المندثرة،حيث شكل الشعر شكل الوجود،تتفجر روح الحياة من عمق تناقضات التاريخ والواقع،نرى ذلك مجسدا فى هذا الحوار الجمالى المتوتر بين (أنا) الشعر و (أنت) الواقع مستولدا نبض الشمعتين:شمعة الجمال وشمعة الواقع فى سنابل الوقت الطالعة (بين موج بحر وخيال نهر)،فتورق قطوف الوجود فى ضوء جسارات التخييل ملء اليدين،حقا إن الشعر الجاد الأصيل صفو عين.

دائما نرى الشعر فى هذا الديوان مشدودا إلى أفق بينى غامض  ملون ومتعدد،لذا تكثر فى بنية نصوصه مفردات من قبيل الغواية والغرابة والغموض والصمت والظلال والغياب.ولعل نص (غواية) يوقفنا على نمط هذه الشعرية القلقة المتسائلة التى تمتح من ينابيع الغياب الجميل لا الحضور الزائف،حيث يتمتع الشعر بهذا الزواج الخلاق المثمر بين رحابة ملكة التخييل ونفاذ وعمق ملكة التفكير والتفلسف،فالشاعر عمارة إبراهيم يختلف عن معظم مجايلية بالقدرة على الجمع بين الملكتين مما مكنه من بناء نصوصه بناء فكريا ميتافيزيقيا تخييليا محكما.فلا الفكر يطغى على الخيال،ولا الخيال  يطغى على الفكر،وأخصب الشعر ما جمع بين القوة الخالقة وهى قوة الخيال،والقوة الناقدة وهى قوة الفكر والفلسفة،وبلوغ القمة فى الفن يستلزم تلاقى القوتين،والشاعر العظيم يسمو شعره ويخصب خياله ويتسع أفقه كلما كان له نصيب من الفكر والمعرفة والخيال،فالفكر يزيد من أفق الخيال ويطلق من جساراته حتى ليكسب النصوص عظمة وسعة وجلالا.

ولعلنا فى نص (غواية) السابق نتبين وجوها جمالية ومعرفية كثيرة توقفنا على نفاذ الوعى الشعرى لدى الشاعر بالواقع واللغة والعالم من خلال ظله.يقول الشاعر مخاطبا ظله الموازى الفكرى والتأملى لذاته الأخرى المثالية الطامحة:

يا أيها الأنـا

هل تراني مثلما أري؟

وهل تملك في الميدان

طرقات ٍ وأعمدة نور ٍ وموجَ بحرٍ

يملأون مواسم َ حكايات النار

وقت أن حصدت

 أرصفةَ المشهدِ خلف عربات

يجرها غروب ٌ

حتمي

يجرد الشاعر من ذاته كائنا آخر يحاوره بكا يذكرنا بفكرة الصاحب والقرين فى الشعر العربى الموروث،لكن الجديد فى الشعر المعاصر أن يتم التجريد داخل الذات الشعرية نفسها بعد أن تحول القلق الإنسانى من الخارج الطبيعى إلى الداخل النفسى،انتقل الوقوف على  الطلل المعاصر من تاريخ الطبيعة إلى تاريخ الروح فى صورة  هذا الحوار بصيغ الغائب بين  الأنا المغتربة  فى حاضرها وذواتها الممزقة الحائرة بين الواقع والممكن والمستشرف،وتبدأ اللحظة الشعرية من خلال حس موجع بالمفارقة بين ماض جميل زاه وحاضر مقفر متلاش،تؤكده صيغة الغائب المتضمنة داخل صيغة الأنا الحاضر،فكأن الشاعر والشعر والواقع موجودون فى حكم مفقودين،نحن الحاضرون زيفا الغائبون حلما.نحن لانملك كما تقول القصيدة في ميادين حياتنا طرقات ٍ ولا أعمدة نور ٍ ولاموجَ بحرٍ،نجن لا نملؤ مواسم الحياة واللغة والتاريخ (بحكايات النار)،بل نحن منقسمون ممزقون بين ماضى حالم وحاضر لا يحصد سوى (أرصفةَ المشهدِ خلف عربات يجرها غروب ٌحتمي)،ما أبهى هذا الشعر الذى يستنبط من مفردات الحياة المألوفة وجوه الحياة اللامألوفة.فمن خلال مفردات مثل: (الأرصفة والعربات والغروب) وهى مفردات بالغة البساطة والاعتياد يدخلنا الشعر عالم الغرابة والدهشة فى صورة الغروب الحتمى الذى يعيد خلق مفردات الطبيعة من جديد موسعا من حدود الإدراك والوعى والعالم واللغة.ثم يستعين الشعر المغوى الخلوب بمفردات أخرى يناوىء بها هذا الغروب الحتمى،نرى ذلك فى سؤال الشعر محاورا أنا الشاعر الموازية لأنا الشعر والوجود  فى النص:

هل ترانى مثلما أري؟

 وقت أن كنت  أعانق صهوة الصهيل في حارات خيول السبق،توقفت ساعة الصعود،فوق انحدارات الوقت،ترصد ضحكة الموت والتيه،هل تذكر أيها الصباح، وقت أن كانت، تشاطرنا ابتساماتِنا أمي أمام فرن  صنع الخبز البلدي في قريتنا الكبيرة كانت  تصنع لأخوتي  كعكعة ً صغيرة ًنتقاسمها،قبل ما تجف عروقنا،من جوعنا الحتمي)

فى غواية الشعر واللغة والوجود تتذكر الأنا الشعرية ذاتها الحالمة القديمة لتكافح ضمور وجودها الحاضر الخاوى،فى سؤال تذكرى استنكارى حزين:هل ترانى مثلما أرى؟ تتجلى الأنا هنا  وهى الرائى والمرئى  معا من خلال بنية اللغة الشعرية التى تعيد ترتيب اللغة من جديد لتكون وفق رؤانا لاوفق واقعنا الخاوى الجديب.دائما الشعر الرصين قادر على إعادة بناء اللغة من جديد مبينا أن حدود لغتنا اليومية ليست بالضرورة حدود خبرتنا النهائية بالعالم،فالشاعر هنا يتلقى كلمات من قبيبل( الصهيل والخيول والفرن البلدى والخبيز والكعك والساعة) ليدخلها مصهر الخيال وفق إرادة التشكيل الجمالى ليبلغ بنا حميا التبليغ الدلالى والإنسانى،يدمج الشعر  بغواياته التشكيلية مفرداته فى تراكيب وصور ومجازات مثل(كنت  أعانق صهوة الصهيل في حارات خيول السبق،توقفت ساعة الصعود،فوق انحدارات الوقت،ترصد ضحكة الموت والتيه) لينقلها من المتناهى فى البساطة والوضوح إلى المتناهى فى الغرابة والغموض والتعدد والتدلال ومعنى هذا أن التشكيل الرمزى والاستعارى فى النص السابق أعاننا على كشف الجوانب الخفية اللامرئية الموجعة من حياتنا اليومية العادية وكل شعر عظيم هو شعر ميتافيزيقى بامتياز يرينا اللامرئى الموجع الكامن فى المرئى البسيط،إن كل استعارة مرئية فى النص السابق تعرب عن حقيقة ضمنية خفية لم يكتشفها سوى نشاط الكلمات فى الشعر بما يرجعنا من جديد إلى قلب الوجود واللغة الحية الأصيلة نتبين ذواتنا ولغتنا وتاريخنا وواقعنا من جديد،نرى ذلك فى نهاية النص: (كن يا أيها الأنا في شطرك الواسع علي محطة المسافرين واستجمع ظلك وصد عنك  غوايتي.).

قلنا آنفا إن الشاعر عمارة إبراهيم يمتاز من مجايليه بأنه شاعر ميتافيزيقى بامتياز يقف على حد الشعر مهموما بأسئلة الوجود والواقع واللغة والتاريخ،لا يكتب الشعر ترفا بل يراه ضرورة من ضرورات الوجود،لذلك كرر الشعر فى هذا الديوان أسئلته المدوية الهادمة البانية نرى ذلك فى قصيدة ( ظل ليس لى )،والظل هنا فلسفة جمالية تشكيلة عميقة تجسد موازيا رؤيويا إدراكيا للأنا الشعرية الممزقة فى الوجود بين واقعها الزائف وغائبها الممكن الجميل،وهى فلسفة تذكرنا بأسئلة الذات الممزقة فى النص السابق،فى هذا النص يحاور الشاعر ظله  الذى يسبقه أو يلحقه الموازى للوجود واللغة والتاريخ ففى الشعر يكون كل شىء ذاته وشيئا آخر فى نفس الوقت على عادة وجوه الشعر المتعددة.يناور الشاعر ذاته من خلال سؤاله ظله.(يا أيها الظل هل أنت ظلى المرتجف؟.فوق حوائط رؤيتي؟ وهل تراني  وأنا أدقق  في تفاصيل حدودك  المتحركة؟)، هنا تنشق الأنا الشعرية على ذاتها بالسؤال فينشق الشعر نرسيس الغواية على اللغة محدقا فى جسد الكلمات بل فى أدق تفاصيل حدودها،حيث يتحول الظل إلى سراب روحى تخييلى يظل مؤرجحا بين ظهور وغياب،وغدو ورواح متلجا أسرار واقعه.هل الشاعر هو ظله الشعرى؟ أم ظله أكبر وأوسع من حدود الشاعر؟ بالتأكيد ظل الشعر أوسع وأرحب وأخصب من واقع الشاعر نفسه.يظل الظل(في سراب  روحي يروح ويأتي؟ هل تملك في الميادين طرقات  وحدائق تعيد لي  ترتيب معابر الوقت لأبحث عن ملفاتي الضائعة؟.)،هنا يعيد الظل الشعرى ترتيب معابر التاريخ حتى تستعيد اللغة ملفاتها الضائعة ويستعيد الشاعر ذاته والشعر جوهره والواقع نضارته.

ولعل هذه القصيدة من أخصب وأنضج قصائد الديوان،فهى القصيدة المفتاح التى نستطيع من خلالها أن نقرأ شعرية عمارة إبراهيم المتراوحة بين الظل والعبور والصمت والغياب،لقد ظل الشاعر على طوال النص يخايل ظله ويخايله.وفى كل مرة كنا نرى إقدام الحياة وإدبارها مع ظهور الظل واختفاؤه.والسؤال الجوهرى هنا:ما العلاقة بين الشعر والظل والواقع؟

أغلب الظن أن العلاقة بين الظل والشعر علاقة خلق ووحى وتأسيس،فبقدر ماتوحى الكلمة وتخلق يكون لها ظل،ولأمر ما كانت العلاقة الوثقى بين الوحى والظل فى معاجم اللغة العربية،ففى معجم محيط المحيط: نرى(الظل مانسخته الشمس وهو من طلوع الشمس إلى الزوال،والظل من كل شىء شخصه وكنه،ومن النهار لونه إذا غلبته الشمس،… كل موضع تكون فيه الشمس فتزول فهو ظل).ووفقا للتصورات السابقة تكون القصيدة شمسا والظلال معناها،ويكون الشعر شمسا والواقع ظلالها،والظل هنا ليس عكس الشمس بل هو الجوهر الضوئى المستصفى بعد أن تذهب عن الشمس لفحات شعاعها الحارق كما يقول لسان العرب(الظل فى الحقيقة إنما هو ضوء شعاع الشمس دون الشعاع).فما تنسخه الشمس لاتمحوه بل يتكاثر ويتعدد ويتجلى بمس ضوئها الوهاج،ومن هنا كانت فلسفة الظل فى هذه القصيدة الميتافيزيقية من أخصب وأعمق الرؤى،فالظل هو العلامة السرية الكثيفة التى تنبئنا وتعلمنا فى الخفاء الجميل عن أصل جميع الأشياء بعد أن استصفاها الشعر من كتلة عتمتها واستخلصها من حرائق أشعتها الصاخبة،ومن ثمة تحرك رمز الظل فى النص عبر مستويات رمزية كثيفة خصيبة،بين الذات وظلها،والواقع وظله،واللغة وظلالها خالقا هذا الوجود الجمالى النصى الموازى للحياة بأسرها،لقد لعب مجاز الظلال فى هذا النص دور البطل فى الموقف الدلالى والأداة التشكيلية معا،لقد قال قديما الشيخ الأكبر الصوفى ابن عربى(بالظلالات عمرت الأماكن) وبظلالات الشعر تعمر الكلمات والرموز والدلالات أيضا،الظل عمران الكلمات،فى امتداده وانتشاره وجودها وعمارها وفى غيابه خرابها واندثارها،فدائما المعانى بين حضور ساطع معتم وغياب ظلى موح،يعلمنا الشعر هنا أن الغياب هو الحضور الأبهى والحلم الأسنى بينما بهرج السطوع هو الحضور الزائف،فلا معرفة حقيقة خالقة إلا من خلال خبرة الظلال الكمينة وما توحى به وتومىء من بعيد فتلهم فى الخفاء الخلاق.ومن هنا كان الظل موضعا للسؤال الشعرى والوجودى على طوال النص، لكنه قد تجلة فى نهاية النص موحيا بالسكون واليباس والعتمة الموازى الجمالى ليبوسة اللغة وضمور الحياة وسكون الزمن،يقول الشاعر:

يا أيها الظل هل أنت ظلي الواقف

علي مدار روح ٍ ونبض ٍ يتوسطهن

تمثال لا قلب له

ولا ظل يتحرك؟

أنت الآن لائذ

في قصيدة بائسة .

تتعدد رموز الظلال فى الديوان لتصب فى اتجاهات جمالية ومعرفية متعددة،ولعل قصيدة (امرأة الظل)،وكنت أود أن أقف عليها وقفات تحليلية طويلة هى وقصيدة (غياب) فكلتا القصيدتين تمتحان من الرؤى الغائبة الخلاقة لتدرجها فى جسد الحضور الزائف،إن  الشعر فى هذا الديوان مترع بالغياب والظلال والعبور والموت،وهى بوابات جمالية مدهشة ومؤلمة،عبرت من خلالها اللغة الشعرية وعبرنا معها إلى غرائب الروح وعجائب الممكن وتلاوين المستحيل.

                       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى