حكاية كتبها الغد
إبراهيم محمد الهمداني | اليمن
لك الحمد يا غالب على كل من غلب
ويا من بأمرك يسهل الشاق والصعيب
***
ويا عالم النجوى ويا شاهد الصخب
ويا مطلع فوق الخلايق هو الرقيب
***
لك الحمد ما جودك من الغيم قد سكب
ويا من برزقه عم مخطي مع مصيب
***
لك الحمد يا ذا المجد في سالف الحقب
ويبقى معك يا حي قيوم لا يغيب
***
وبازكى الصلاة اثني وتسليم قد وجب
على المصطفى والآل ما ماطره سكيب
***
على العالمين فضلهم الله وانتجب
من الرجس طهرهم ومن كل ما يعيب
***
وصلى عليهم واصطفاهم بما كتب
بهم دعوة المضطر يسمع ويستجيب
***
عليهم صلاة الله وتسليم ما نضب
يعم الفضا والكون والعالم الرحيب
***
وتبلغ مقام الفضل والمجد والحسب
وهم صفوة الرحمن هم فضله الخصيب
***
ومن بعد يا قلب المعنى .. من السبب
وأيش الذي خلاك في عيشتك كئيب
***
وكيف أصبحت دنياك عالم من اللهب
وليش ارتضيت العيش في الهم واللهيب
***
علامك طواك الحزن والكد والتعب
وما زد صفا عيشك ولا النفس بك تطيب
***
وانا ذي عرفتك بالبلاغة وبالخطب
اذا قام قولك يصبح الدهر بك خطيب
***
وما كان لك مطمع في المال والرتب
ولا اغراك ذي طلعة قوامه كما القضيب
***
أنا ـرجوك جاوبني وقل قول مقتضب
قد أصبحت من حالك إلى مهلكي قريب
***
كفيت الوجع واسمع لقلبك اذا انتحب
وهو يخبرك باهوال تستوجب النحيب
***
قد الوضع غير الوضع والسابر اخترب
وقد عمة البواب تأمر على النقيب
***
مضى أمس واليوم من غيابه قد اقترب
وموعد شروق الغد في مغربه مهيب
***
وذي كان طالب صار في هامش الطلب
ومن نال مطلوبه منع حاجة الطليب
***
ومش كل من يطلب عمر ينظر العجب
ولا كل متعجب عرف ما هو العجيب
***
فكم من غريب ما حس غربة ولا اغترب
وكم قلب بين اهله وناسه يموت غريب
***
ومش كل من يمسح على الضرع قد حلب
ولا كل متقني لقى السمن والحليب
***
ولا ذي تشوفه من بعيد مثل عن كثب
وقمة جبل عيبان ما هي كما الكثيب
***
ومش من أكل زادك ع يخلص لك الصحب
ولا كل من تهواه تلقاه لك حبيب
***
فلا تحسب الجاوع لعهدك قد احتسب
ولا المصلحي عند الشدايد يكون مجيب
***
ومن خان كيف تعطيه عفوك وقد قلب
من اخطاك وده لك بسهم العدا يصيب
***
من الواقع المزري ومن قهر من كذب
صلبت انكساري كنت انا الصلب والصليب
***
تجارب مريرة ألف غبني لمن جرب
من أهوال تخرس منطق العاقل اللبيب
***
لوحدي وحولي جيش قد شمر الركب
بكوني ومن قبل الذياب كانوا الف ذيب
***
شياطين يقتاتوا على النهب والسلب
عيال الضلالة ما لهم في الهدى نصيب
***
طوتهم من الله ألف لعنة ومن هرب
يلاقي عذاب الخزي في عيشته ربيب
***
وسبحان ناصر كل مستضعف اغتلب
وصادق وعوده جابر الكسر والطبيب
***
هو المرتجى ما رد طالب بما طلب
فلا قاصده يشقى ولا سائله يخيب
***
حكاية كتبها الأمس باللحن والطرب
ويبكي أساها اليوم من في غده سليب
***
وختم المقال صلي صلاة تكشف الكرب
على المصطفى والآل جرحي بهم يطيب
***
توليتهم فيهم نجاتي من العطب
وهم حجتي في يوم ما الشمس فيه تغيب