أوهام اليأس

سمير حماد | سوريا

سئل مروّض الفيلة يوماً:  لماذا تستخدمون هذا القيد الصغير الذي لا يقيّد جرواً صغيرا , لتقييد هذا الفيل الكبير, والذي لو أراد لكسّره بلمح البصر، ومع هذا نرى هذا الفيل, لايحاول التخلّص منه, أوفكّ أسره.

ضحك مروّض الفيله, لسذاجتي, وقال: عندما يولد الفيل, نعمل على تقييده صغيرا, بهذا القيد … وهو يحاول تحطيمه, لكنه لضعفه في صغره, يعجز عن تحطيم قيده رغم محاولاته الكثيرة اليائسة يومذاك، ثمّ يشعر بالإحباط واليأس من تكرار المحاولة، فيعدل عنها، ويستمرّ على هذه الحال، حتى يصبح فيلا كبيراً ضخماً يستطيع تحطيم كل شيء, يقف في وجهه .

لكنه يبقى على نفس الاعتقاد, بأنه غير قادر على فكّ قيده، والأدهى أنه لا يحاول أبداً لأنه استسلم لعجزه صغيراً وشبّ عليه.

فهل يستطيع الإنسان أن يتخلّص وينجح في الخروج من عاداته وتقاليده, ومسلّمات جهله وخرافات تخلّفه, إذا لم يحاول أن يفك قيوده ويطور أو يستبدل  ثقافته الموروثة الجامده؟

 أما آنَ لهذا الإنسان أن يتخلّص من أوهام اليأس والإحباط, والسلبية, والشعور بالإفلاس والعجز،  واعتماد الإصلاح والتغيير جزءاً من ثقافته؟

   لكنّ الحلول لاتهبط من السماء، لابدّ من التفتيش عن حلول  لتغييرهذا الواقع، لابدّ من تشغيل العقل للوصول إلى الحلّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى