عمق الانتماء في ديوان “أشواق تشرين” للدكتورة روز اليوسف
بقلم: الأديب جميل السلحوت
صدر عام 2021 ديوان “أشواق تشرين” للدكتورة روز اليوسف شعبان، عن دار “أ.دار الهدى ع. زحالقة”، ويقع الديوان الذي قدّم له الكاتب شاكر فريد حسن في 157 صفحة من الحجم المتوسّط.
الدّكتورة روز اليوسف شعبان أكاديميّة فلسطينيّة من بلدة طرعان في الجليل الفلسطيني، وهي أكّاديميّة تحمل شهادة “الأستاذيّة” في الأدب العربي، وتعمل مديرة مدرسة. وقد عرفتها ككاتبة قصص للأطفال، وهذه هي المرّة الأولى التي أقرأ لها ديوانا شعريّا، وهو ديوانها الثّاني، مع أنّني قرأت لها من قبل بعض القصائد على صفحات التّواصل الإجتماعي.
ومن خلال مواظبة شاعرتنا منذ عدّة أشهر على حضور أمسيات ندوة اليوم السابع المقدسيّة الأسبوعية عبر تقنيّة زووم، انتبهت لعمق ثقافتها، وسلامة لغتها، وعندما قرأت قصصها للأطفال تأكّد لي ذلك.
ومع أنّني أطالع الكثير من الشّعر لشعراء كثيرين، وأتذوّق الشّعر وأطرب له، إلا أنّي أتهيّب من نقده، فللشّعر مهابة لا أرتقي إلى درجة القفز عنها.
ومع ذلك فقد قرأت ديوان شاعرتنا مرّتين، مرّة للإطّلاع وحبّ المعرفة، والمرّة الثّانية للمتعة والتّمعن، وفي القراءة الثّانية شعرت بمتعة وكأنّي أقرأه للمرّة الأولى.
وقد وجدت في هذا الدّيوان أنّني أمام شاعرة موهوبة، تملك لغة شاعريّة سلسة، فصيحة سليمة، فقصائد الدّيوان تنضح بصدق العاطفة، بعيدة عن التّصنّع، وهذا يعني أنّني وجدت نفسي أمام مبدعة موهوبة، تعرف كيف تختار كلماتها الرّقيقة، فتعبّر بأريحيّة تامّة عمّا يجول في خاطرها، فتأتي قصائدها زاخرة بالموسيقى والإيقاع حتّى أنّ بعضها قصائدها راقصة غنائيّة مثل قصيدة “عزم وآمال” ص 63. ورموز قصائدها شفيفة لا تحتاج إلى كثير من العناء؛ ليفكّ القارئ الجادّ ما ترمي إليه الكاتبة.
وهذه العجالة لا تغني بأيّ شكل عن قراءة الدّيوان والتّمتّع بجمالياته.