الشاعران عبد الكاظم عبيد و مالك البطلي (وجها لوجه)
خاص | عالم الثقافة
الكتابةُ ليست حكرًا على الكُتّاب ولكنّها أيضاً ليسَت لكلِّ من هَبَّ ودَبّ
س/ من هو عبد الكاظم؟ وهناك إلحاحٌ دائمٌ في النّقد الشعبي.. ما سبب الدمعةُ خلف الكواليس؟
ج/ عبد الكاظم هو من يريد أن ينتصرَ بالجمال داخل الأدَب العامِيّ، فالدّمعَةُ خلفَ الكواليسِ، هي إفرازات الآخرين بتصديرهم لنا من الكمّ الهائلِ من الإسفاف، والابتذال، سواء أكان داخل النص، أو بإعداد الحوارِ على الصَّعيد الإعلامي. أما الكتابةُ فتعتمد على عواملٍ كثيرةٍ منها: الثقافة، والإطلاع، والباعُ الطويل والأسلوب المنفرد، والجمالُ اللُّغَوي وهذا ما يُقنِن لنا المساحة ويُحجّمُها.
س/ هل جربتَ يومًا أن تبكيَ بسببِ قصيدةٍ، أو تبكي على قصيدة ؟
ج/ كلُّ النّصوصِ الصادقة تُبكيني تارة و أُبكيها أُخرى.
س/ هل تعتقد أن كثرةَ الشُعراء والبرامجِ لهُ أثر سلبي في بُنيةِ القصيدة والدّموع التي ترافقها ؟
ج/ كل الحيثيات نسبية ولا وجودَ لحقيقةٍ مطلقة. فالكميةُ لا تقاسُ بالنّوع فما أكثرَ الشُعراء، وأقلَّ الشِّعر. وما أكثرَ البرامج، وأقلّ الِإنصاف. وما أكثرَ القصائد العظيمةَ، والكفوف مقطوعة.
س / كيفَ ترى وجهكَ في المرآة بعدكل قصيدة ؟
ج/ لاتعنيني سوى القصيدةُ التي لها القدرةُ على إرباكي، ودهشتي، والتساؤلاتُ التي تنضِحُ من عَرق جَبينها، وهذا ما يجعلُ ملامحي مُبتسمةً. فأنا أبتسم ُأمامَ الجمال، وأبكي خلفَ ذاتي المقطوعةُ أزرار صدرِها.
س/ كَما الطيورُ على أشكالها تقعُ هل الشّعر على ألوانهِ يطير؟
ج/ الجمالُ من يمنحُ الشّعر أجنحةً؛ ليطيرَ بغضّ النظَرِ عن اللّون، و القالبِ الخارجيّ والجغرافيا.
س/ ومن أقربُ شاعرٍ ، أو أقرب قصيدة تتدلى من نوافذها طفولتك ؟
ج/ نصوص الرّاحل عريان السَيد خَلف له الرّحمةُ والخلودُ هي من منحَت لذكرياتي مَعناها، فتلك الصّوتيات على الهاتف المحمول كانت نافذتي، وطفولتي.
س/ هل يتلَفُ الشّاعر بكثرة المهرجانات واللقاءات؟ وأين يذهب بعد أن يموت؟
ج/ بكلّ تأكيد، فكثرة الظّهور الإِعلامي والقراءات المهرجانية،تسببان الاستهلاك، والإشباع عند المُتلقي، وكذلك الاستهلاك بكتابة النّصوص وهذا ما يقودُ الكاتبُ لمطبّاتٍ كثيرة كالتواردِ، والبناءِ الضعيفِ، والابتعادِ عن الجمال؛ لضيق الوقت.أما الشّق الثاني من السؤال، فالشاعر يذهب بعدَ الموتِ لمكانين لا ثالث لهما: أما أن يخلد ويعيش في المئة عام القادمة، وإمّا أن يكتب بلغة الشّارع، وهذا ما يجعلهُ مَنسيًا بعدَ أربعين يومًا لا أكثر.
س/ هل جربتَ يومًا العُزلة من الواقع؟ وكيف كان صدى روحكَ خارجَ المنزل؟
ج/ الجميعُ يحتاجُ إلى العُزلة والمنفى مع الذات. فقد جربتُها لسنواتٍ طويلةٍ، لقد كان الصّدى حميميًا جدًا مع الأصدقاء، والأَحباب، وكان انتصارًا مهزومًا للأعداء.
س/ متى دقَّت القراءةُ النقدية بابك؟
منذُ خليقة الوَعيّ الأُولى، كان النّقد على كلّ شيءٍ تقريبًا، هو الهاجسُ الفطريُّ، وهذا ما جعلَ مِنّي مُشكّكا ومُعترضًا على كلّ شيءٍ تقريبًا ومن بعد الانقطاعِ والعودةِ، أخذَ النّقدُ يتأَصّل ويكبُر بداخلي، فحينها عملتُ على الإِطّلاعِ المُكثَّف و قراءةِ الكتبِ الأَكاديمية النَّقدية، والأدبية بصورةٍ عامةٍ وهذا ما جعل مِنّي ما تراهُ اليوم.
س/ هل تعتقد في نهايةِ المطافِ الزّمن كفيلٌ بالشُّعراءِ الموتى؟ ” أي بمعنى الأيام ستحدد إن كان سيذاع صيتُ هذا الشّاعرِ وكتاباتهِ، أم أنَّهُ سيبقى على الرَّف كتلكَ الكُتب التي لم يقرؤها أيّ مِنّا؟ وماهي آخرُ رسالةٍ لك قبلَ أن تموت؟
الزمنُ خيرُ غِربالٍ و لا يصمدُ أمام اختبار الزمن إلاّ الحقيقيةُ المطلقة، أمّا الشقُّ الثاني من السؤال، رسالتي الأخيرةُ والتي أتمنّى أن يبقوا متمسكينَ بها هي: “الجمال سينتصر بالنهاية”.
^^^^
عبد الكاظم عبيد، شذرةٌ بصرية ملهمة بالكتابةِ والشعرِ والهوى من نواح الرّافدين، والتقاء النّهريْن تحديدًا عندَ شطِّ العرَب من مواليدِ 1994 بكالوريوس إدارة الأعمال وعاكف على دراسة اللغةِ العربيةِ في الموسم الدراسيّ القادم لشدة شغفه. ويطمحُ إلى الدُّكتوراه فصاعدًا لكثرةٍ ما روحهُ دثرتها صقيعُ الحياةِ.