حسن الحضري: بعض المجلَّات والهيئات الثقافية تعيش في فضاءٍ مزيَّف
القاهرة | خاص
قال الشاعر حسن الحضري عضو اتحاد كتاب مصر والمستشار العلمي السابق بالمركز العالمي للبحث العلمي وتقنية المعلومات: إن بعض المجلات الثقافية تعيش في فضاءٍ مزيَّف، من خلال ما تنشره على صفحاتها من أعمال رديئة تدل على ضَعف القائمين على تلك المجلات، التي تحاول إظهار صورة مزيفة للفكر والإبداع؛
وأضاف الحضري: ومن المؤسف أن هذه المجلات التي تمارس هذه الجرائم تحديدًا تتْبع بعض الهيئات العلمية المتخصصة في الأدب والثقافة والتراث، مؤكدًا أنه من خلال الاستقراء والتَّتَبُّع تبيَّن أن معظم أخطاء هذه المجلات والهيئات المختصة تكون مقصودة وتهدف إلى تحقيق مصالح خاصة ومنافع متبادلة بين رؤسائها وبين أطراف أخرى هي المستفيدة في المقام الأول من ذلك الوضع المتردِّي.
وقال الحضري: إن ما تفعله هذه الهيئات والمجلات الصادرة عنها يعتبر مؤامرة ضد أدبنا وهويَّتنا؛ لأنها تتخذ من الأدب والفكر والتراث شعارًا لها ثم تخالف هذا الشعار عمدًا أو جهلًا، مضيفًا: إن رئيس إحدى الهيئات العلمية الكبرى المتخصصة في الأدب والتراث قام منذ شهور قلائل بتكريم بعض أصدقائه وتلامذته باسم الأدب والفكر في حين أنه ليس لديهم أي إنتاج أدبي أو فكري ولا علاقة لها بهذا المجال سوى صداقتهم لرئيس الهيئة التي كرمتهم.
واستطرد الحضري قائلًا: نحن لا يعنِينا في هذا الأمر سوى شيء واحد؛ هو أن رئيس تلك الهيئة اعتبر أصدقاءه وتلامذته أولئك ممثلين للأدب والفكر والإبداع في العالم العربي وهو يعلم أنهم ليسوا كذلك، فكان يجب أن يذكر سببًا آخر لتكريمهم بعيدًا عن الزَّجِّ باسم الأدب والفكر والإبداع في تلك المهاترات.
وأضاف: إن ما يدور في أروقة هذه الهيئات وعلى صفحات تلك المجلات يدلُّ على عدم أهليَّة القائمين عليها، وخضوعهم لإملاءات خارجية ضمن خطة الغزو الثقافي والفكري التي تمارسها جهات خارجية بمساعدة جهات داخلية في بلادنا العربية، تهدف إلى تقديم انطباعات سلبية عن أدبنا وهويَّتنا، ورغم وجود هيئات ومؤسسات ومجلات علمية وثقافية أخرى تعمل بأمانة علمية وقدرات إبداعية قوية؛ فإن ذلك لا يمنع ظهور آثار الجانب الرديء لأن الإساءة هي التي تطغى صورتها ما لم يتم مواجهتها بالنقد العلمي والمنهجي الصحيح.