ما يجمع بين مارتن لوثر كينج وإبراهام لينكولن

مريم حميد | العراق
في السنة التحضيرية لدراسة الماجستير كلفت بالكتابة عن حقوق الملونين بين إبراهام لينكولن ومارتن لوثر كينج لم أك أرغب حقا بالكتابة عنهم لأني استثقلت البحث والكتابة عن شخصيتين معا في حين كلف أغلب زملائي بالكتابة عن شخصية واحدة إلا إن قرأته عنهما دفعني لأقارن بين شخصتين يفصلهما قرن من زمان وكدت أقول فكر مقارب.. إن التسامح كان مذهب هاتين الشخصيتين وأعطاهما عمرا أطول من عمرهما المدون بين رقمي الميلاد والوفاة وحياة أكبر فهاتين الشخصيتين اختارتا الخلود بكفاحهماضد العنصرية التي أكلت البشرية ولم تورثها سوى الحروب والمجازر والعار.
اثنان اختارا أن يحياك ما تريد الإنسانية الحقة التي أوجدت السياسية والقوانين لخدمة أبنائها لا لإذلالهم والتنكيل بهم الإنسانية التي تؤمن بإنها الإنسان هو أخ الإنسان ونظيره في الخلق، منالمفارقات التي جمعت بينهما رغم القرن الذي فصل بين وفاة لنكولن وولادة لوثر كلاهما أصر على محاربة العنصرية بطرق سلمية وكلاهما سعى لتثبيت حقوق الملونين، وكلاهما تأثر بالكتاب المقدس وتعاليمه ماجاء به من مواعظ وعبر ووظف ذلك فيخطاباته، وكلاهما نشأ في طبقة محدودة الدخل، وكلاهما كان يمتلك ملكة الخطابة المؤثرةفي الجمهور، وكلاهما اعتمد التسامح بمعنى احتواء الآخروتقبله كما هو وكلاهما تنبأ بموته فتنبأ مارتن لوثركينج بمقتله في آخر خطاب يلقيه عل ىشعبه.

نظرة تاريخية على أحوال الملونين في الولايات المتحدة
كان الرق في الولايات المتحدة الأمريكية يتّخذ صفة المؤسسة، بموجب التشريعات. فقد انتشر في أمريكا الشمالية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، واستمر في الولايات الجنوبية حتى إقرار التعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة في عام 1865 نتيجة للحرب الأهلية. كان هذا الشكل من العبودية يتمثل في إخضاع العمال الذين يتم شراؤهم من تجار الرقيق في أفريقيا لاستخدامهم كخدم وعمال في مزارع المستعمرات. كانت فرجينيا أول مستعمرة إنجليزية استقدمت العبيد إلى أمريكا الشمالية عام 1619، بعد وصول سفينة تحمل 20 أفريقيا، إذ كانت بمثابة نقطة الانطلاق لانتشار الرق وصولاً إلى المستعمرات الإسبانية في أمريكا الجنوبية، كان العديد من العبيد من الأفارقة السود ونسبة ضئيلة منهم من الأمريكيين الأصليين، وبعض السود الأحرار يملكون عبيداً، وكان القليل من عمال السُخرة من البيض.انتشر الرق أول الأمر في المناطق ذات الأراضي الخصبة جداً التي تصلح لزراعة المنتجات عالية الطلب مثل التبغ، والقطن والسكر والبُن، حيث كان العبيد يحرثون الأراضي ويجمعون المحاصيل يدوياً في هذه المساحات الشاسعة. تركز معظم العبيد في العقود الأولى من القرن التاسع عشر في الولايات الجنوبية، وكان يُشرف على كفاءة العمل حرّاس السجون، الذين كفلوا، باستخدام وسائل العنف، أن العبيد سيحققون أقصى الجهود لانجاز الأعمال المطلوبة. قبل انتشار العبودية على نطاق واسع، نُظمت الكثير من الأعمال في المستعمرات من خلال مجموعات من العمال الذين يتم تعينهم بالتعاقد (أجير)، وانتشرت ظاهرة عمال الأجرة لسنوات، سواء كانوا من العمال البيض أو السود، حيث يدفع الأشخاص تكلفة الرحلة إلى المستعمرات عن طريق العمل حتى يتم سداد الدين.

أبراهام لينكون
هو الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية ظل في منصب رئيس الولايات الأمريكية من 4 مارس، 1861 – 15 ابريل، 1865م ولد لنكولن في12 فبراير 1809 في كنتاكي من عائلة فقيرة، الولايات المتحدة وأغتيل في 15 أبريل 1865 وله من العمر 56 سنة عمل في زراعة وقطع الأشجار وملاحا وأجيرا في بعض الأعمال الشعبية ومساحا للأراضي.

لنكولن محاميا – وسياسيا – ورجل دولة
فقد انضم إلى الحزب الجمهوري (1854–1865) وانضم إلى حزب الاتحاد الوطني (1864–1865). كان هدفه في الحياة تحرير العبيد من العبودية وتأثر بـالكتاب المقدس .في يوم 5 مارس 1861، أدى ابراهام لنكولن اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية.في خطابه الافتتاحي ، رفض انفصال ولايات الجنوب بدأ القتال في 12 أبريل 1861، بين الشمال والجنوب . انتهت العبودية فعليا في الولايات المتحدة في ربيع عام 1865 عندما استسلمت الجيوش الكونفدرالية. أفرج إعلان تحرير العبيد عن جميع العبيد في الكونفدرالية ، والذي نص على أن العبيد في المناطق الكونفدرالية أحرارا. أفرج عن العبيد في الولايات الحدودية والأجزاء التي يسيطر عليها الاتحاد بقانون الولاية (في 6 ديسمبر، 1865) بالتعديل الثالث عشر.
عضو في الكونغرس: تم ترشيح لنكولن عن حزب الأحرار للكونغرس سنة 1846، وفاز بجدارة على منافسه من الحزب الديمقراطي وأحتل مقعده في المجلس النيابي في كانون الأول. كانت العاصمة الفيدرالية آنذاك تقصم ( 40 ) ألف نسمة ، منهم (۳۰) ألفا من البيض و (10) آلاف من الزنوج ، فيهم الفان من العبيد. وكانت المدينة من أكبر أسواق الرقيق في البلاد شوراعها غير معبدة ومليئة بالأوحال
أبرز القضايا المطروحة على الدورة الثالثة عشرة للكونغرس الحرب المكسيكية والخلاف حول الرق
بدا لنكولن نشاطه السياسي بالهجوم على الرئيس الأمريكي جيمس بولك Polk, متهما إياه ببدء الهجوم على المكسيك، وأعلن معارضته للحرب ففقد شعبيته في المجلس وفي ولايته تقدم لنكولن إلى عضوية مجلس الشيوخ ولكنه فشل في المجلس التشريعي لولاية إلينوي، كان لينكون في أوائل حياته عضواً في حزب الويك الذي كان الحزب الثاني في أمريكا قبل انقراضه واتهم رئيس أمريكا في ذلك الوقت جيمس بولك إلا أنه بعد انتصار أمريكا الكبير على المكسيك وضمها لأراضي واسعة مثل تكساس وكاليفورنيا كنتيجة للحرب، فإن شعبيته انحدرت بشكل كبير بسبب مواقفه المعارضة لها، فانسحب من انتخابات المجلس التشريعي لعام 1848، وعاد إلى ممارسة المحاماة، ثم انضم إلى الحزب الجمهوري، وألقى خطابا بمناسبة تأسيس فرع للحزب في ولاية إلينوي، وذلك في مدينة بلومنغتون Bloomington أيد فيه أفكار الحزب في منع انتشار الرق في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان لهذا الخطاب تأثير قوي على الجمهوريين في الينوي، وانعقد المؤتمر الوطني للجمهوريين في مدينة فيلادلفيا ، بعد ثلاثة أسابيع، حصل لنكولن على (110) أصوات کمرشح الحزب لمنصب نائب الرئيس سعي لنكولن لبلوغ مجلس الشيوخ مرة أخرى سنة 8081 وألقى خطابا قبل ترشيحه في المؤتمر العام للجمهوريين في سبرنجفيلد في جاء فيه: «لا يمكن أن يعتمد بیت منقسم على نفسه . أنا أعتقد أن هذه الحكومة لا تطيق أن تبقى نصف الأمة عبيدا ونصفها الآخر حرا. أنا لا أتوقع أن ينحل هذا الاتحاد، ولا أتوقع أن يسقط هذا البيت ، ولكنني أتوقع أن ينتهي هذا الانقسام حول حرية العبيد) .
ولما أجريت الانتخابات في فاز لنكولن على منافسه دوغلاس ، لكن المجلس التشريعي للولاية جعل دوغلاس يفوز بعضوية مجلس الشيوخ رئيسا للجمهورية: انتخابه رئيسا للولايات وفي مايو سنة ۱۸۹۰ دعا إلى مؤتمر الحزب الجمهوري في اني اسبرنجفیلد وكانت الحماسة في استقباله بحيث لم يستطع وغ المنصة إلا بشق النفس، ثم لم تمض على ذلك عشرة أيام حتى أعلن فوزه في ترشيحات المؤتمر الوطني بشيكاغو ضد وليام سیوارد» ممثل نيويورك في ذلك الحين . وترقب نتيجة المعركة القادمة لانتخابات رئاسة الجمهورية بین « لنكولن » و« دوجلاس » بصبر نافد، وما أعلن فوز لنكولن » على خصمه العتيد حتى عمت البلاد موجة من قبل الاضطرابات انتهت بإعلان العصيان في الولايات الجنوبية وقد حرص «لنكولن» عند رحيله من «سبرنجفیلد» ليالي «واشنطن» على إبقاء اسمه على لوحة مكتب المحاماة، وكان أشد ما یکربه أن الخزانة العامة خاوية، وأن الحرب الأهلية توشك أن تشب بسبب تمرد الولايات الجنوبية فأعلن في خطبة افتتاح المجلس النيابي أن الحكومة لن تهاجم لامريكان ولما أجريت الانتخابات استقبل لنكولن بغضب شديد في الولايات الجنوبية بسبب مناهضته لرق وقد بروا مؤامرة لاغتيالهعند مرور قطاره في مدينة بالتيمور وقد علم الرئيس بذلك فأجرى تعديلا على مسيره ودخل واشنطن وكانت الولايات الجنوبية تعلن استعدادها للانفصال عن الاتحاد؛ لكن ظهرت تسوية كريتندن كامتداد لتسوية ميسوري عام 1820، وذلك بتقسيم الأراضي ما بين الرق والأحرار وهو مناقض لتوجه الحزب الجمهوري ولكن لينكون رفض هذه الفكرة قائلاً: “سأموت قبل أن أقبل أي تنازل أو تسوية تبدو كشراء امتياز لتملك هذه الحكومة التي نلناها بحق الدستور”.
الحرب الأهلية: حاول لنكولن أن يطمئن الولايات الجنوبية بإنه لن يتدخل في نظام الاسترقاق في الولايات التي يوجد فيها رقيق وإنه ليس من حقه التدخل في ذلك ولكنه أعلن بوضوح إنه لا يمكن لأي ولاية أن تنفصل عن الاتحاد من دون موافقة سائر ولايات الاتحاد وناشد أهل الجنوب أن يتمسكوا بالوحدة وذكرهم بأيام الكفاح المشترك من أجل الاستقلال والوحدة وبدأت الحرب بسقوط حصن مدينة شارلستون و الذي أعلنت القوات المرابطة فيه ولائها للدولة الاتحادية في واشنطن وفي اليوم التالي استدعى لنكولن الجيش ودعاه لقتال الانفصالين وانضمت ولاية فيرجينا وكارولينا الشمالية واركسناس إلى الولايات الجنوبية الانفصالية وبذلك بلع عدد الولايات المنفصلة 11 ولاية تضم 21 مليون نسمة منهم أربعة ملايين من العبيد الزنوج وبقي في الاتحاد الشمالي 32 ولاية تضم عشرون مليوز نسمة ودارت رحى الحرب واصدر لنكولن مرسوم تحرير العبيد الى الابد واستسلمت القوات الجنوبية وبذلك انقذ الاتحاد وانتهت الحرب نسبياً مع الولايات المهزومة، بخلاف الكثير من أعضاء حزبه الذين كانوا أكثر تطرفاً. أما بخصوص العبيد، فعلى الرغم من معارضته للعبودية وقضائه عليها بشكل كبير، إلا أنه كان يميل إلى الرأي القائل بإرسال السود المعتوقين إلى جزر الكاريبي أو سواحل أفريقيا حفاظاً على السلم الأهلي من وجهة نظره، وإن لم يقم عملياً بشيء في ذلك الصدد.
كما هددت قضية ترينت في أواخر عام 1861م بقيام حرب مع بريطانيا العظمى. حيث اعترضت البحرية الأمريكية سفينة تجارية بريطانية باسم “ترينت” بصورة غير قانونية في أعالي البحار، كما ضبطت اثنين من المندوبين الكونفدراليين. احتجت بريطانيا بشدة في حين ابتهجت الولايات المتحدة الأمريكية. حل لينكون القضية بالإفراج عن الرجلين، وبذلك تفادى الدخول في حرب مع بريطانيا.

کلمات مختارة لابراهيم لنكولن
أنا أعتقد بأن هذه الدولة لا تستطيع أن تدوم نصفها حر ونصفها عبد وصحة/ إن مبدأ حكم الشعب نفسه مبدأ صحيح . هو مبدأ صحيح دون أدنى شك، وسيظل صحيحا إلى الأبد. ولكن إذا كان الزنجي إنسانا، ألا ترى، بقدر ما في ذلك المبدأ حرمناه حكم نفس نفسه، إنما تنتهك بذلك مبدأ سيادة الشعب؟ حين محكم الرجل الأبيض نفسه، يكون ذلك تطبيقا لمبدأ سيادة الشعب، ولكنه حين يحكم نفسه ويحكم رجلا غيره فان ذلك يكون أكثر من سيادة الشعب: إنه الاستبداد بعينه) (إن من حق أية أمة في أية جهة، إذا ما أحست في نفسها الميل واستشعرت القوة، أن تثور في وجه الحكومة القائمة و تعصف بعد ذلك من الحكومات ما يكون اكثر ملاءمة لها) (انكم باعتیاد كم عدم الاكتراث لانتهاك حقوق غيركم، تفقدون بذلك حقيقة استقلالكم أنتم، وتصبحون طعمة لكل طاغية يخرج من بينكم) (إنكم تستطعيون أن تخدعوا كافة الناس ردحا من الزمن وبعضا من الناس طول الوقت لكن لن تستطيعوا أن تخدعوا جميع الناس إلى الأبد)

(كان العبيد السود يؤلفون الثمن من سكان هذه البلاد ولم يكونوا متوزعين في أنحائها إنما يسكنون الجنوب ويشكلون منفعة عظيمة للناس هناك وكلنا نعرف إن هذه المنفعة ستثير الحرب يوما والداعون إلى تمزيق هذه الأمة يقصدون إلى تقوية هذه المنفعة وتخليدها ومد شبكتها ولم يكن قصد الحكومة إلا قصرها على مكانها دون أن تتسع دائرتها إلى ولايات أخرى). وفي تعليق آخر له على الحرب الأهلية قال: (لم يتوقع أحد الحزبين أن تبلغ الحرب هذا المدى أو تطول مدتها إلى الآن كما لم يتوقع أحد) (إن حسم النزاع قبل والاتفاق قبل أن تعرف نتيجة الحرب فكان كلاهما ينتظر نصر سهلا ونتيجة أهون وأقل هولا فكلاهما كان يعبد ربا واحدا ويقرأ إنجيلا واحدا ويصلي لإله واحد ويدعو الإله أن يعينه على خصمه ومن الغريب أن يدع الإنسان ربه أن يعينه على انتزع الخبز من عرق جبين الآخرين. ومن أقواله الشهيرة: انهضوا أيها العبيد، فإنكم لا ترونهم كباراً إلا لأنكم ساجدون/ رأي الشعب هو كل شيء، فبرأي الشعب لا يخيب شيء، وبدونه لا شيء ينجح/ إن إحتمال هزيمتنا في أي نزاع، يجب أن لا يثنينا عن تأييد القضايا التي نؤمن بأنها عادلة/ أولئك الذين ينكرون الحرية للآخرين، هم أنفسهم لا يستحقونها/ بطاقات الإنتخاب، هي الخليفة المناسبة السلمية للرصاصات/ ليس هناك طريقة مشرفة للقتل ولا طريقة لطيفة للتدمير ولا خير في الحروب إلا نهايتها/ الحرية هي الرغبة بان نكون مسؤولين عن أنفسنا/ لأني غير مستعد لأن أكون عبداً فإني لا أرضى أن أكون سيداً أيضا / كان جون ويلكس بوث كان ممثلاً معروفاً وجاسوساً كونفدرالياً من ولاية ماريلاند، وقد قام باتصالات مع الاستخبارات الكونفدرالية. في عام 1864، وضع بوث خطة سبق أن أذنت بها الكونفدرالية لخطف لينكولن للمقايضة به من أجل الإفراج عن السجناء الكونفدراليين.
ولكن بعد حضوره خطاب لنكولن في 11 أبريل 1865 م دعم فيه حق السود بالتصويت، غضب بوث وتغيرت خططه وأصبح أكثر عزما على اغتيال الرئيس. بعد علمه أن الرئيس، السيدة الأولى، ورئيس الاتحاد العام يوليسيس اس غرانت، ستحضر مسرح فورد، وضع بوث خطة مع المتآمرين لاغتيال الرئيس أثناء حضوره مسرحية (ابن عمنا الأميركي)، وقد نجحت بالفعل وتوفي إثرها الرئيس لنكولن

تكريمه بعد رحيله
تظهر صورة لينكولن على البنس وعلى الدولار الأمريكي فئة 5 دولارات كما تظهر صورته على العديد من الطوابع البريدية. وقد أحيت ذكراه بإطلاق اسمه على العديد من الضواحي والمدن والمقاطعات من ضمنها عاصمة ولاية نيبراسكا ويُعد النصب التذكاري للنكولن الواقع في العاصمة واشنطن والمنحوت على جبل راشمور الأكثر شهرة وزيارة، وفي أماكن ليست ببعيدة عن قبر لينكولن، بالتحديد في سبرينغ فيلد في ايلينويس، يقع مسرح فورد ومنزل بيترسن (حيث توفي) ومكتبه ومتحف الرئيس ابراهام لنكولن.

مصير الزنوج بعد إبرهام لنكولن
بعد انتهاء الحرب الاهلية ومصرع ابراهام لنكولن تمت الموافقة على التعديل الذي أقترحه قبل وفاته ولم يكتف مريدو لنكولن بهذا التعديل الذي قضى نهائيا على الرق واستطاعو حمل الكونجرس على اقرار تعديلين آخرين عرفا بتعديل الرابع عشر والتعديل الخامس عشر اصبح بموجبهما الزنوج جميعا يتمتعون بالجنسية الاميريكية وبكافة حقوق المواطن المدنية والسياسية ولكن هذين التعديلين لم يتجاوزا دفتي الدستور نفسه فلن كان الزنجي قد أعتق من نير العبودية فلم يعد سلعة تباع وتشرى وهو أمر خطير في تاريخ الولايات المتحدة إلا إنه بقي في نظر أكثر المواطنين الامريكين ولا سيما الجنوب عبيدا رقيقا لكن يختلف المتبع أو العرف عن القانون أحيانا عليه ومشكلة الزنوج في الولايات الجنوبية كانت من هذا القبيل فعلى الرغم مما ورد في التعديلين الدستورين الرابع عشر والخامس عشر لدستور من منح الزنوج حق التصويت فقد وضعت جميع العراقيل من الحكومات في الولايات الجنوبية أمامهم مانعة إياهم من ممارسة حقهم فأوجبت على الناخب دفع ضريبة عتق او اجتياز امتحان في الكتابة والقراءة أو تفسير مادة في الدستور وهذه القوانين رغم إنها قوانين عامة تشمل البيض والسود فإنها تطبق في الواقع على السود والطبقة الفقيرة من البيض . فحق التصويت في الجنوب لا يسير كما هو في الشمال والمساواة المطلقة بين البيض والسود لا وجود لها في الواقع في الزنوج في مركزهم الاقتصادي يسيرون في الاخير والاختلاط بين العرقين يكاد يكون معدوما وهذه السياسة كانت واضحة في الجنوب إذ حرم على الزنوج الجلوس في القطارات وسيارات النقل والامكنة العمومية بجانب البيض فأحياء سكناهم واسواقهم العامة ومعابدهم ومؤسساتهم قامت منفصلة عن مساكن البيض واحيائهم ومؤسساستهم وللمفارقة فإن الرأسماليين كانوا من المؤيدين لتحرير العبيد بل ومناضلين لأجله وذلك بسبب حاجاتهم الى اليد العاملة ولعلمهم بأن الزنوج يعملون بأدنى الاجور كي لا يموتوا جوعا فضلا عن أن الزنوج كان عددهم وقتها يبلغ عددهم 41 مليون 11 بالمائة من مجموع السكان وهم أكثر وعيا وأوفى ثقافة من عبيد الامس لا يستيكنون للظلم والاضطهاد الذي يلاقونه مسلمين بالامر الواقع بل يناضلون باستمرار في سبيل الحصول على المساواة مع المواطتين الآخرين ورفع مستواهم الاقتصادي والسياسي يؤيدهم في ذلك الواعون من المواطنين البيض وراثوا ر رسالة لنكولن في الثورة الفكر من أجل حقوق الإنسان.

مارتن لوثر كينغ
أولا : حياته: مناضل أمريكي من أصول أفريقية ولد في 15 يناير 1929ولاية جورجيا الأمريكية وهو الابن الثاني من ثلاثة أولاد للقس مايكل كينغ الأب وألبرتا كينغ واغتيل في 4 أبريل 1968 وله من العمر39 سنة, متزوج من كوريتا سكوت كينغ وله أربعة أولاد .
وكينغ حاصل على دكتوراه في الفلسفة وهو عضو في أكثر من حركة سياسية وأدبية وهو مدافع عن الحقوق وعالم في عقيدة، وداعية، وكاهن، وكاتب، وقس وداعٍ إلى السلم وإنساني وناشط حقوقي، وناشط سلام، وسياسي وحصل على جائزة نوبل للسلام ، ويعد أبرز المدافعين عن حقوق السود .
جاء أول وعيه بالتمييز العنصري عندما حظر عليه والدا صبي أبيض كان يصادقه اللعب معه. وعندما سألهما عن السبب قالا له: “نحن بيض وأنت ملوّن (أسود)”. وعندما حكى الواقعة لأبويه تلقى منهما أول دروسه في تاريخ العبودية والتمييز في وطنه. وتعزز لديه مفهوم التمييز العنصري عندما كان يستقل حافلة مع أحد معلميه، فأمره صبي أبيض بأن يترك له مقعده. وعندما رفض تدخل معلمه وأخبره بأنه ينتهك القانون وقد ينتهي به الأمر في السجن إن لم يستجب للأمر، ففعل).
وذكر كينغ لاحقاً: “يومها صممت على كراهية البيض أينما كانوا. لكن والدي علمني أن الدين يحرّم علينا الكراهية لأي سبب كان”. ومع ذلك فقد ظلت التفرقة والعزل اللذين عاناهما السود لحظة بعد أخرى يحرمانه من التصالح بالكامل مع هذا المفهوم، حتى قال في خطبة مدرسية وهو في سن 13 ة: “لا أفهم كيف ولماذا يعيش أسود متعلم تحت رحمة أبيض جاهل”.
زار الهند وكان معجبا بغاندي ونهرو , وتعرض للسجن كينغ عام 1960م ، مثل غاندي تماماً ، بسبب حملات الاحتجاج السلمية ضد التمييز العنصري ، قرر كينغ في أواخر صيف عام 1963 بدء سلسلة من المظاهرات في برمنجهام ، وعمل على تعبئة الشعور الاجتماعي بمظاهرة رمزية في الطريق العام، وفي اليوم التالي وقعت أول معركة سافرة بين السود المتظاهرين ورجال الشرطة البيض الذين اقتحموا صفوف المتظاهرين بالعصي والكلاب البوليسية الشرسة، لكن المشهد كان على مرأى من كاميرات التلفاز ، ولم يعد ممكناً تعمية الأخبار على الناس.)

ثانيا . النضال ضد العنصرية
في 1 ديسمبر/كانون الأول العام 1955، تعرَّضت السيدة السوداء روزا باركس للاعتقال، بعدما رفضت التخلي عن مقعدها كي يجلس رجل من بيض في مكانها.عندها قرَّر كينغ، بالتعاون مع قائد كنيسة محلي وناشط يُدعى “اي دي نيكسون”، أن يُطلقا حركة مقاطعة باصات مونتغومري.أثمرت الخطة عن 382 يوماً من مقاطعة مواصلات النقل العامة، وتعرُّض المشاة السود للمضايقات والتحرش، حتى إن منزل كينغ شخصياً تعرض للاعتداء.لكن انتصرت حركة المقاطعة بعد عدة دعاوى ضد بلدية المدينة، وصلت إلى المحكمة العليا التي ألغت قانون الفصل بين العرقين.الاحتجاجات السلمية تيمناً بغاندي بعد هذا الانتصار، أسَّس كينغ مع قادة مدنيين ورجال دين ما يسمى بالمؤتمر المسيحي الجنوبي لتنظيم تحركات كنائس السود، وتنظيم احتجاجات سلمية لتعديل القوانين المدنية.متأثراً بمقاومة الزعيم الهندي غاندي المناهضة للعنف، زار كينغ العام 1959 مسقط رأس غاندي في الهند.كان لتلك الزيارة تأثير معنوي بالغ عليه، وزادت من عزيمته لمناهضة القوانين العنصرية.مصاعب تعرض لها بسبب كفاحه خبر اعتقاله تم توظيفه في الحملة الانتخابية الرئاسية آنذاك، والتي كان مرشحها جون إف كينيدي، الذي اتصل بزوجة كينغ واعداً بممارسة الضغط السياسي لإطلاق سراحه، وهو ما تم.كل الحراك المدني الذي كان يقوم به كينغ مع سائر الناشطين كان له تأثير جذري في الرأي العام الأمريكي.وأدت هذه التحولات إلى إقرار قانون الحقوق المدنية لعام 1964، الذي يأذن للحكومة الفيدرالية بفرض إلغاء الفصل العنصري في الأماكن العامة وحظر التمييز في المرافق العامة. أدّى ذلك أيضاً إلى حصول الملك على جائزة نوبل للسلام في عام 1964استكمل كينغ مسيرته في النضال ضد القوانين العنصرية في الستينيات، ومن أشهر الحوادث مثلاً المسيرة التي كانت مقرَّرة من ميدنة سلمى إلى مونتغومري، والتي تحوّلت إلى اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين. لم يكن كينغ في المظاهرة، لكن المشاهد التلفزيونية صدمت الرأي العام فيما بات يُسمى “الأحد الدموي”، ولكن من جديد قرّر الناشطون تنظيم مسيرة من سلمى إلى مونتغومري، وهذه المرة بمشاركة كينغ في 21 مارس/آذار 1965.1)
وفي 28 آب/ أغسطس 1963، توجت مسيرة تاريخية إلى واشنطن للمطالبة بالوظائف والحرية قادها الناشطان بايارد راستن وأي فيليب راندولف، بخطاب كينغ الشهير “لدي حلم”. وتجمع 250 ألف شخص أمام نصب الرئيس أبراهام لينكولن التذكاري القريب من البيت الأبيض، للاستماع إلى الخطاب الذي قال فيه إن المتظاهرين قدموا إلى العاصمة من كل حدب وصوب لـ”لمطالبة بدين مستحق لهم.. ولم تف أميركا بسداده”. وقال كينغ “بدلا من أن تفي بما تعهدت به، أعطت أميركا الزنوج شيكا من دون رصيد، شيكا أعيد وقد كتب عليه أن الرصيد لا يكفي لصرفه”. بعدها حاول كينغ توسيع رقعة نشاطه لتشمل تحالفاً مختلط الأعراق يخاطب التحديات الاقتصادية والبطالة. كما عارض الحرب الفيتنامية، وانتقد سياسات الحكومة الأمريكية “العنصرية” ضد الفقراء.
تأثر مارتن لوثر خلال فترة دراسته في الجامعة بكتابات وفكرة غاندي عن العصيان المدني كسلاح من أجل التغيير، وكذلك فكرة المقاومة السلبية السلمية، وبينما كانت الأوضاع تنذر برد فعل عنيف يمكن أن يفجر أنهارا من الدماء في الولايات المتحدة، اختار مارتن لوثر كينغ طريقا آخر غير الدم، يعتمد على المقاومة السلمية. وقد كان يستشهد دائماً بقول السيد المسيح : “أحب أعداءك واطلب الرحمة لمن يلعنونك، وادع الله لأولئك الذين يسيئون معاملتك”. ومن الأقوال الشهيرة المأثورة عن مارتن لوثر كينج عن النضال السلمي:” يجب علينا ألا نسمح لتظاهرنا الخلاق أن ينحدر إلى مستوى العنف البدني.،و ” على الرغم من الانتصارات المؤقتة التي تتحقق بالعنف، إلا أنه لا يجلب سلاما دائما أبدا.”)
وكانت دعوة مارتن لوثر كينج للمقاومة السلمية إيذاناً ببدء حقبة جديدة في حياة الأمريكان ذو الأصول الأفريقية، فكان النداء بمقاطعة شركة الحافلات الذي امتد عاما كاملاً أثر كثيراً على إيراداتها، حيث كان الأفارقة يمثلون 70 % من ركاب خطوطها.
كما تأثر بابراهام لنكولن وأشار لفضله في أكثر من موضع في خطاباته وبدا وكأنه يستمد العزيمة منه (قبل مئة سنة قد قام أمريكي عظيم الذي نقف في ظله المجازي اليوم بتوقيع وثيقة تحرير العبيد وقد جاء هذا المرسوم كمنارة عظيمة تضيء آل ملايين الزنوج الذين احترقوا في الظلم لقد جاء كنور الصباح السعيد لينهي ليل العبودية الطويل؛ لكن بعد مئة سنة لا يزال الزنجي غير حر بعد مئة سنة لا تزال حياة الزنجية مقيدة بشكل محزن بأغلال الفصل العنصري
وسلاسل التمييز لايزال يعيش في جزيرة من الفقر وسط محيط من الرخاء المادي لايزال يعيش مرهقا في زوايا المجتمع الامريكي ويجد نفسه منفيا في وطنه ) وواضح من خطابه كم عاتب وغاضب على مئة عاما لم تأتي أوكلها بعد توقيغ ورؤوساء لم يتمموا ما بدأه ابراهام لنكولن في خطوة تعد مبكرة بالنسبة لمجتمع كانت العبودية أحدى متلازماته

ثالثا :_ التسامح في في أفكاره
( نحن نرفض أن نصدق أن بنك العدالة مفلس . نرفض أن نصدق أن الرصيد الموجود في مخازن التسامح في هذه الأمة غير كاف. ولذلك أتينا النصرف هذا الشيك ، والذي سيعطينا ثروات الحرية وأمان العدالة ، کہا انشاء لقد أتينا إلى هذه البقعة المقدسة لنذكر أميركا بالطبيعة الطارئة لهذه اللحظة الحاضرة. الآن ليس هو الوقت للتمتع بالتهدئة أو بأخذ عقاقير التدرج . الوقت الآن هو وقت إنجاز الديمقراطية الموعودة . الوقت الآن هو وقت الصعود من وادي الفصل العنصري المظلم والمقفر إلى طريق العدالة العرقية المضيء . الوقت الآن هو وقت رفع أمتنا من الرمال المتحركة للظلم العرقي إلى صخرة الأخوة الصلبة . الوقت الآن هو وقت جعل العدالة حقيقة ماثلة لكل عباد الله) أراد أفراد أمة لا تحكم على الناس على أساس لونهم، ولكن على أساس شخصياتهم . وما يؤكد خطابه لدي حلم اليوم لا ننسى الملكة الادبية والطريقة الخطاب المؤثر التي تصل بصدق إلى المتلقي وهي إداة من أهم أدوات التأثير في الجماهير وقد أجاد لوثر استخدمها يقول في خطاباته:
لدي حلم اليوم ! وإن أرادت أميركا أن تصبح أمة عظيمة ، فيجب أن يتحقق هذا.
دع الحرية تقرع من تلال نيوهامشير الهائلة .
دع الحرية تقرع من جبال نیویورك العظيمة .
دع الحرية تقرع من جبال الأليجيني في بنسلفانيا الهائلة .
دع الحرية تقرع من قمم جبال الروکيز في كولورادو المغطاة بالثلج .
دعوته لتحرير الملونين ونيل حريتهم لم تجعله يشعر بالعنصرية ضد البيض ولم يزدرهم أو يدع الى تعنيفهم والاضرار بممتلكاتهم بل دعا الى تقبل ومؤاخاتهم من خلال كلماته التالية :_
(أدعوكم في هذا المساء أن تلتزموا باللاعنف أثناء مضينا . يجب ألا يكون هدفنا أبدا إهانة الرجل الأبيض ، ولكن کسب صداقته وتفهمه . علينا أن نیقن أن الهدف الذي نسعى إليه هو مجتمع متصالح مع نفسه ؛ مجتمع قادر على العيش مع ضميره . وسيكون ذلك ليس يوم الإنسان الأبيض ، ولا يوم الإنسان الأسود ، بل سيكون يوم الإنسان كإنسان فقط)وربط استمرار العالم باستمرار العدل والتسامح ودون العدل سيهلك كل من عليه (على صعيد حقوق الإنسان، إن لم يتم عمل شيء عاجل لإخراج الملونين في العالم من سنين فقرهم الطويلة، وسنين ألمهم وتجاهلهم ، فإن العالم كله آيل للهلاك) ولم يقتصر هدفه على تحرير الملونين والحصول على حقوقهم في امريكا فقط بل كان خطابه موسعا معينا بالبشرية جمعاء مفضلا الهلاك على استخدم العنف
كما إنه يستشهد في خطاباته بالحوادث التاريخية لا سيما المقترنة بدين ووظف ذلك بشكل مثمر كونه رجل قسوقرن قصة بني اسرائيل في مصر مع فرعون بنضال الملونين وتاريخ كفاحهم وقدم الحل من خلال ذلك
(كلما أراد فرعون أن يطيل عهد العبودية في مصر ، كانت لديه خطة مفضلة ، وماذا كانت؟ كان يترك العبيد منخرطين في التعارك مع بعضهم البعض. ولكن عندما توحد العبيد ، حدث شيء ما في بلاط الفرعون ، فلم يستطع إبقاء العبيد عبیدا . عندما يتوحد العبيد، فهذه بداية خروجهم من العبودية . فلنحافظ على وحدتنا . لن ندع العصي توقفنا .من خلال حركتنا اللاعنفية، أصبحنا متمرسين في جعل الشرطة تتخلى عن أسلحتها ، فهم لا يعلمون ماذا يجب أن يفعلوا ، وقد رأيتهم هكذا مرارا)
ولم يفته أن يشير الى قسوة العالم وتحجره العاطفي عازيا ذلك الى التطور التكنولوجي الذي زاد البشر غلظة (إن المشكلة الحقيقية هي أننا عبر عبقريتنا العلمية استطعنا تحويل العالم إلى قرية صغيرة ، ولكننا عبر عبقريتنا الأخلاقية والروحية فشلنا في نشر الأخوة فيه)ورغم إنه رجل دين لكن وجه خطابه الى الكنيسة مذكر إياها بدورها الروحي والتربوي لا السياسي (على الكنيسة أن تتذكر أنها ليست رئيسة للدولة ولا خادمة لها ، بل إنها ضمير الدولة ، فيجب أن تكون ناصحة وناقدة للدولة ، وألا تكون أبدا أداة بيدها)
وأشار إلى عقدة يعاني منها الزنوج أنفسهم بسب لونهم المميز عدد كبير من الزنوج يشعرون بالخزي من أنفسهم ، ومن كونهم سودا . على الزنجي أن يثور ويصرخ من أعماق روحه: «لي كيان، وتراثي غني ونبيل ومشرف. رغم تاريخي المؤلم وكل الاستغلال الذي تعرضت له ، فإنني أسود، ولكنني أسود وجميل»، واستشهد ذات مرة بقول الرئيس كينيدي: « يجب على الإنسانية أن تضع حدا للحرب، أو ستضع الحرب حدا للإنسانية»، ثم يقول لوثر: (على الولايات أن تنصت لنا بدلا من قولهاأنها ستحرر الشعب الفيتنامي، بينما لم تنته بعد من حل مشاكلنا الداخلية. إننا نرغم الشباب السود والبيض على العراك والقتال بتآزر متوحش، ولكنهم يفشلون في العيش جنبا إلى جنب) فيرى أن الاولى بالولايات المتحدة أن على أرض الوطن تحرر شعبها من عبوية الافكار العنصرية وأن تعمل على احلال السلام بين البيض والسود بدلا من التدخل في شؤون الدول لأخرى باسم تحريرها ومساعدتها على تقرير مصيرها.

ثانيا وفاته وتكريمه
كان كينغ يقف مع بعض أعوانه على شرفة غرفته (رقم 306) بالطابق الثاني في فندق “لورين” الصغير، ميمفيس. وفي تمام الساعة السادسة ودقيقة مساء الرابع من أبريل 1968 أطلق عليه شخص يدعى جيمس إيرل راي النار من بندقيته، فأصابه في خده برصاصة وجدت طريقها إلى نخاعه الشوكي. ونقل سريعاً إلى مستتشفى سان جوزيف وخضع لجراحة غير ناجحة إذ لفظ نفسه الأخير بعد ساعة وأربع دقائق من إصابته. وقال الطبيب الشرعي الذي شرح جثته إن قلب كينغ، الذي كان في سن 39 وقت وفاته، يعود إلى رجل في الستين من العمر. ودفن في “د. مارتن لوثرهيستوريكال بارك” (تشمل البيت مسقط رأسه وكنيسة الحي) في أتلانتا.
وفي 1983 أصدر الرئيس رونالد ريغان مرسوماً يقضي باعتبار الرابع من أبريل عطلة فيدرالية في عموم البلاد. وهذا شرف لم يحظ به سابقاً غير جورج واشنطن نفسه. واليوم ثمة 730 شارعاً في مختلف أرجاء الولايات المتحدة تحمل اسم مارتن لوثر كينغ، إضافة إلى نصبه التذكاري الذي واشنطن

المصادر :
١_ عصاميون من الشرق والغرب، مجموعة مؤلفين، دار الهلال القاهرة ١٩٥٦
٢_ ابراهيم لنكولن، قدري قلعجي، دار العلم للملايين، ١٩٤٦
٣_ شخصيات من التاريخ، علي محافظة، دار الفارس عمان، ٢٠٠٩
٤_ ابراهام لنكولن صاحب قرار في تاريخ امريكا، مقال منشور على موقع اليوم السابع http://m. youm7. com، 2019
٥_ لنكولن من الكوخ الى البيت الابيض، سترلنج نورث إيب، احمد كمال، عالم الكتب، القاهرة، ٢٠١٢
٦_ ماذا تعرف عن لنكولن، مادونا عماد، صحيفة المصري اليوم
٧_ مارتن لوثر كينج رجل لديه حلم تحقق، صلاح احمد، مقال منشور على موقع، www.independent arabia. com,، ابريل2020
٨_ شبح العنصرية لايزال يخيم على امريكا، خالد عبد الرسول موقع صحيفة الوطن الكويتية
٩_ شذرات واقوال مارتن لوثر كينج، غيداء محمد، مكتبة مؤمن قريش، البحرين، ٢٠١٤
١٠_ محطات دامية في حلم مارتن لوثر كينج، مقال منشور على موقع إذاعة مونت كارلو إذاعة فرنسا الدولية، www.mc_doualiy.com،2018
١١_ كيف حرر العبيد انفسهم، احمد امين حبيب، مقال منشور على موقع إضاءات، www.ida2at. com
١٢_ ماريا ايليوت، مقال منشور على موقع نيويورك تايمز www.nytimes. com.،2018
١٣_ مارتن لوثر كينج، مقال منشور على موقع قناة الحرة، 2018،usa. www،alhura. com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى