القدس لا تقبل التجانس القهري والقسري!
بقلم : عماد خالد رحمة | ألمانيا
على الرغم من النقاشات الحادة في كثير من الأحيان، والهادئة نوعاً ما في أحايين أخرى ،والتي اتسمت بالدونكيشوتية. إلا أنّ ما وراء الأكمة ما ورائها يجزم بأن لها صفات ومميزات أخرى، لأنّ البعض يسارعون إلى تصنيف تلك النقاشات بالمعارك وفق معايير أخرى، تحركها العديد من العوامل فهي ليست محلية أو إقليمية فقط.
لهذا فإن ما سمعناه منذ طفولتنا وشبابنا الأوّل عن تراشق النقاد والأدباء والمبدعين لمنجزات لغوية تجعل الملاكمة هي الأدق في مشاهد كلامية وبلاغية، إلا أن هناك حدوداً وأطر لا يمكن الإفلات منها، ولكل حرب كلامية مفرداتها ومعجمها وأسرارها وتأويلاتها، لهذا لم يكن صعباً استغلال مفردة الهجاء الحربي أو حتى العربي، فقد كان المنهج اللامبالي الذي يلقي فيه خارج التصنيفات والتقييمات.
لا تستطيع مؤسسة أو هيئة عربية أو غير عربية أن تحشد كل ما كتب عن القدس وتاريخها وحضارتها وأديانها ومبدعيها وتراها الغني في ليلةٍ واحدة، بحيث يبدو ما كُتب حتى الآن لو أنه تفرغ لصاحب القضية، واعتنى بأدق التفاصيل، وإن أي دراسة أو بحث جاد واستراتيجي لا يستطيع الاستغناء عنها من معلومات وأفكار واستنتاجات.
وحقيقة الأمر هي ليست كذلك، فقد استمعت إلى عدد لا يستهان به من مثقفي أمريكا وأوروبا في هذا المجال، وضمن سياق المعرفة والفهم العام لجوهر القضية. لأن كل القدس دون تقسيم أو الضفة الغربية بكاملها دون اقتطاع وسرقة أراضيها لا يكفي تجانسها النفسي والروحي أو تقاربها أحياناً لخلق حيثيات، بخاصة إذا كان هناك من التباعد الزماني والإيديولوجيا العقيمة ما يؤهل الباحثين والدارسين إلى التمحور حول قضية واحدة وأساسية، كأن تكون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأملاكهم أو ما يُسمى ظاهرة التوطين يهجع قليلاً في الذاكرة السياسية العربية التي باتت متكلسة ثم تعود.
إن تفاصيل القضية الفلسطينية التي هي محور القضايا العالمية وهي ذات دلالات بالغة التعقيد والتركيب مهدّدة بالتجانس القسري والقهري بآن