مِنْ وَحْيِ الْنَّجَاةِ
شعر: عماد الدين التونسي | تونس
هُنَا جَنَّةُ الْعِشْقِ وَحْيُ الْحَيَاةِ
رِبَاطُ الْمُرِيدِينَ مَرْسَى الرِّئَاتِ
|||
شَذَى يَاسَمِينٍ لِخِلَّانِ أُنْسٍ
مَرِيءٌ قَرَاحٌ لِبَعْثِ الْلُتَاتِ
|||
فَذَا حَنَّبَعْلٌ كَوَابِيسُ رُومَا
لِقَرْطَاجَ عِرْقٌ بِكَفِّ الرُّمَاةِ
|||
وَذَا مَسْرَحٌ هَيْكَلٍ مِنْ طِرَازٍ
رَفَعْنَاهُ فِي مَوْكَبِ الْمُعْجِزَاتِ
|||
وَذِي قِبْلَةٌ طَافَ فِيهَا الْفَقِيهُ
أَمِيرُ الْفُتُوحَاتِ اِبْنُ الْفُرَاتِ
|||
فَمِنْ طِبِّ جَزَّارِنَا قَدْ خَبِرْنَا
مَهَارَاتَ حِذْقٍ بِشَرْحِ الصِّفَاتِ
|||
وَمِنْ عُمْدَةٍ كَمْ كِتَابٌ بَلِيغٌ
لِإِبْنِ رَشِيقٍ بَيَانُ الْلُّغَاتِ
|||
هُنَا اِبْنُ وَرَّاقُ تَأْرِيخُ دَرْبٍ
وَمَوْسُوعَةٌ فِي ضُرُوبِ الْجِهَاتِ
|||
كَذَا اِبْنُ خَلْدُونُ تَصْنِيفُ فِكْرٍ
وَ بَابٌ لِتَعْرِيفِ أَصْلِ الْفِئَاتِ
|||
هُوَا بِنْ غَذَاهُمْ كَزِلْزَالِ أَرْضٍ
عَلِيٌّ عَلَى سُلْطَةٍ مُفْتَرَاةٍ
|||
نَعَمْ ثَوْرَةٌ ضِدَّ ظُلْمٍ تَفَشَّى
ضِيَاءٌ لِبَدْرٍ عَزِيزُ السِّمَاتِ
|||
هِيَ مَوْلِدٌ لِاِبْنِ عَاشُورَ فِقْهٌ
بِتَحْرِيرِ تَنْوِيرِ عِتْقِ الذَّوَاتِ
|||
كَمَا اِتِّحَادٌ نِدَاءَاتُ شُغْلٍ
كَحَشَّادَ قُمْنَا لِحَدِّ الْمَمَاتِ
|||
وَذَا دَمُّ مِصْبَاحِ مَا جَفَّ مِنْهُ
هَطُولٌ كَمَاءٍ لِأَجْلِ الصَّلَاةِ
|||
وَ ذِي بَاحَةُ الْلَّحْنِ تَرْنَانُ عَزْفٌ
لِمَالُوفِ زَيْتُونَةِ الْأُغْنِيَاتِ
|||
هُنَا عُدَّ حَدَّادُ فَصْلٍ مُثٍيرًا
بإِِصْلَاحِ أَحْوَالِ عَيْشِ الْفَتَاةِ
|||
وَقَدْ عَقْلَنَ الْفَنُّ نَحْتًا لِتُرْكِي
خُطُوطٌ مِنَ الْعُمْقِ بِالتِّقْنِيَاتِ
|||
بِحُضْنٍ عَطُوفٍ يَضُمُّوا هِلَالِي
أَشِقَّاءَ بَدْرِي نُجُومُ الشِّتَاتِ
|||
مَسَارٌ لِأَنْوَارِ مَجْدٍ بَسُومٍ
سَتَرْوِيهِ أَقْمَارُ وَجْهِ الثَّبَاتِ
|||
حَدِيثٌ بِمُرِّ الْعِتَابَاتِ فِينَا
فَنَحْنُ الْفَقِيدُ الْذِي فِي الْرُّفَاتِ
|||
ذَبِيحُ الْخِرَافِ الْتِي كَمَّمُوهَا
بِإِسْطَبْلِ شَعْثٍ بِلَا إِلْتِفَاتِ
|||
نَوَاحُ الْخُضُوعَاتِ لَمَّا خَرِسْنَا
عَنِ الْبَوْحِ جُبْنًا لِأَجْلِ الْفُتَاتِ
|||
وَ بَعْدَ الْخِيَارَاتِ كُلٌّ هَرَبْنَا
تَرَكْنَا الْوَصَايَا لِرِيحِ الْفَلَاةِ
|||
وَنَحْنُ السَّكَاكِينُ فِي نَحْرِ رَاعٍ
لِأَنَّا قَبِلْنَا رَصَاصَ الْجُنَاةِ
|||
غُبَارٌ تَفَشَّى كَسُمٍّ بِأُفْقِي
لِإِرْهَابِ يَمِّي بِوَقْتِ الْفَوَاتِ
|||
بِنَشْرٍ لِغَوْغَاءِ جَهْلٍ نَرَاهُمْ
عِصَابَاتُ بَطْشٍ وَبِالشَّائِعَاتِ
|||
بِتَقْنِينِِهِمْ قَدْ أَبَاحُوا هُبُوطًا
لِطَمْسِ الرِّسَالَاتِ بِالظُّلُمَاتِ
|||
خُرَافَاتُهُمْ عِنْدَ حُرٍّ غَيُورٍ
عُبُودِيَّةٌ وَصْمَةُ الْخَائِبَاتِ
|||
هُمُ الْيَوْمَ تَحْتَ الْمِخَدَّاتِ سِرًّا
لِمَزْجِ الْحُرُومَاتِ بِالشُّبُهَاتِ
|||
بِتَدْنِيسِ أَحْيَائِنَا كَمْ نِفَاقًا
تَفَاهَاتُ لُؤْمٍ وَ بِالطُّرُقَاتِ
|||
عَنَاوِينُهُمْ لَيْسَ مَا قَدْ أَشَاعُوا
فَسَقْطُ الْأَكَاذِيبِ فِي الْلَافِتَاتِ
|||
وَ لَيْسَتْ خِطَابَاتَ رُكْنٍ يَتِيمٍ
سَيُنْسَى لِيُمْحَى وَ بِالْبَصَمَاتِ
|||
أَنَا مَوْسِمٌ لِلْغِرَاسَاتِ حِبْرٌ
لِتَرْسِيخِ مَاضَاعَ مِنْ مُفْرَدَاتِ
|||
مُنًاخٌ لِتَلْوِينِ لَوْحَاتِ شِعْرِي
بِتَفْسِيرِ مَضْمُونِ بَحْرِ الرُّوَاةِ
|||
وَفِي مَرْسَمٍ لِلْمَفَاهِيمِ عُرْسٌ
لِإِنْطَاقِ صَمْتٍ بِنَعْشِ الْحَصَاةِ
|||
فَلَا تَعْجَبَنَّ صَهِيلًا لِصَبْرِي
إِذَا مَا كَوَتْنَا مَنَافِ الْغُزَاةِ
|||
سَمَا صَاعِدُ النَّخْلِ مَنْ كُنْتُ أَدْرِي
مَوَاقِيتَ جَمْعٍ لِتَمْرِ النُّوَاةِ
|||
قَصِيدٌ لِأُمِّ الْمَوَاوِيلِ أُمِّي
فَمِنْ ثَدْيِهَا حِكْمَةُ الْأُمْنِيَاتِ
|||
أَنَا طِفْلُ أَحْلَامِ صَدْرِي رَوَتْهَا
سُطُورٌ مِنَ الْوَصْفِ فِي السَّنَوَاتِ
|||
تَجَاعِيدُ نَصِّي دُرُوسٌ لِجِيلٍ
حَكَتْ كَيْفَ مُتْنَا بِفَصْلِ السُّبَاتِ
|||
وَ كَيْفَ النِّضَالَاتُ بُرْدٌ شَرِيفٌ
وِسَامٌ لِتَكْرِيمِ مَنْ قَالَ آتِ
|||
مَعَ الْفَجْرِ إِنِّي بُزُوغٌ جَدِيدٌ
لِأَطْيَافِ خَلْقٍ رَسُولُ النَّجَاةِ