الإعلامية وفاء كمال الخشن والفنانة ماجدة الخطيب وجها لوجه (1)

كانت المهرجانات السينمائية التي تقام في سورية تتمتع بحضور سينمائي لافت ومتنوع .حيث يلتقي فيها كم كثيف من الفنانين من جميع أنحاء الوطن العربي . وتميزت تلك المهرجانات بالتجديد ومتابعة الموجات الفنية التي تواكب الأحداث وتدعمها . ولربما كان وجود الفنانة ” ماجدة الخطيب “وشقيقها المخرج ” محمد الخطيب ” في دمشق لتصوير فيلم ” الانتفاضة ” خير دليل على ذلك . فذلك الفيلم الذي يحكي عن انتفاضة الشعب الفلسطيني ومعاناته من الاحتلال الإسرائيلي .كان قد تم منع عرضه في البداية في أغلب الدول العربية ودول العالم الأخرى .وبعدها سمح بعرض الفيلم وللأسف لم يكن موجوداً في أغلب القنوات الفضائية رغم أنه من الأفلام الجيدة التي تستحق المشاهدة .

كانت الفنانة ” ماجدة الخطيب ” متألقة بثوبها الأسود الطويل الذي أبرز تفاصيل جسدها وشعرها الكستنائي الذي كان يلمع ويتوهج مع أضواء الفندق المتلونة . كان الضوء الأخضر بعكس خطوطاُ متموجة خضراء كمنحنيات ربيع إقليدية على زنديها العاريين ووجهها الذي أوجزت بتزيينه بالمساحيق.


كانت تجلس على يد الأريكة في إحدى زوايا الفندق، وتصالب قدمها اليسرى مع اليمنى التي مدتها إلى الأمام لدرجة أنه يمكن أن يتعثر بها كل من يمر . وكانت تتحدث بصوت ذي نبرة مثيرة كأنها مخمورة .
اقتربت منها بعض الشيء وأنا أضع يدي على زر المسجل استعدادا . حيتني ببشاشة مبالغ بها وقالت :منذ قليل كنت أراقب حركتك ونشاطك . أتنبأ أن تكوني إعلامية ناجحة. لم أعقِّبْ على كلامها، وإنما ركزت اهتمامي على تسجيل حديثها لأنني كنت أريد أن أثبت جدارتي أمام رئيس التحرير .  فحاولت أن أدخل معها بالحوار مباشرة وسألتها :

ـ أنت هنا لتصوير فيلم الانتفاضة أليس كذلك ؟ أجابتني بالحال حين شعرت أني ضغطت زر المسجل.
سأجيبك ولكن ” مش حاتكوني شريفة معايا لوسجلتِ حاجة من اللي بقوله دي الوقت ”
فاضطررتُ أن أغلق التسجيل نزولاً عند رغبتها، وأن أكون شريفة فعلاً، وأسكت عن الكلام المباح .
كانت تحدثني وتصمت بين عبارة وأخرى لاتريد أن تحرر فمها من تلال أحاديث  خرساء تراكمت فوقه
حاوَلَتْ التهرب من الحديث حول فيلم الانتفاضة وذلك بالتوجه نحو شقيقي الذي كان يصطحبني وكان يحمل كاميرا يابانية غالية الثمن، سألته:
– أنت مصور صحفي : 
أجابها :
لا أنا طبيب أخصائي، وأنا مرافق لشقيقتي .قالت : طبيب عيون حضرتك؟ وضحكت ضحكة عالية أجابها شقيقي بصوته الشجي وأفهم كمان في رموش العين، ضحكا معاً وكأنهما يعرفان بعضهما من قبل. وأخذت  تتجاذب معه أطراف الحديث وكأنني لستُ موجودة ووعدتْه أن تنجز معي الحوار في فندق ” سفير معلولا ” بعيداً عن أجواء الميرديان الصاخبة .
في الحقيقة اصطحبت أخي يومها لأن الوقت متأخر وطريق العودة إلى منزلنا مرعب للغاية
كان محظور علي أنا وشقيقاتي البنات التأخر  عن المنزل. فالعودة  قبل غروب الشمس أمر مفروغ منه، لأنه شرط من شروط الاستمرار بالحياة في هذا الحي المرعب الذي كنا جميعاً نحلم بمغادرته للعودة إلى لبنان .
لكثرة التحرشات التي كنا نتعرض لها،  لذا كان يرافقني شقيقي في معظم اللقاءات المسائية .
يتبع ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى