الشاعر عماد الدين التونسي في حوار مع جريدة عالم الثقافة
حاوره: ناصر أبو عون
يقول الشاعر عماد الدين التونسي أنا من مواليد ٢٧ جويلية ١٩٧٣ بمدينة القصرين ودرست بالمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بسبيطلة وكلية العلوم الإنسانية والإجتماعية شعبة تاريخ بتونس دخلت ميدان التعليم مع سنوات الألفين علاقتي بالشعر وخاصة النثر بدأت منذ نعومتي أظافري بالمدرسة كمحاولات أداعب بها روح الطفولة ومع مرحلة المعهد وجدتني أنظم النص الحر مراوحة مع المنهج الدراسي وقتها حيث درست لي بدر شاكر السياب و نازك الملائكه لأنتقل في مرحلة التدريس إلى أرياف الشمال التي دفعتني إلى دراسة العروض وبحوره وأسبح في أمواج الخليل إبن أحمد وهكذا بدأت أولع بالقصيدة العمودية شاركت بعديد المهرجانات المحلية والجهوية والوطنية والإقليمية أهمها أيام قرطاج الشعرية ملتقى سبيطلة ٢٤ ساعة شعر ملتقى شاعر تونس كما شاركت في عديد الخيمات الشعرية التي نظمتها مندوبية الثقافة بتونس كما تلقيت دعوة من المندوبية الجهوية بزغوان للمشاركة في مهرجان عرائس الماء وشاركت بالملتقى الثقافي المغاربي للشعر العربي بالبقالطة وكنت من المؤسسين لملتقى عين تاله للشعر أما عربيا فقد تلقيت دعوة من مؤسسة النيل والفرات الطبع والنشر والتوزيع للمشاركة فى المهرجان الدولي للإلداع والفنون بجامعة الدلتا بمصر والإتحاد العام للمبدعين العرب بالمغرب للمشاركة بالمهرجان الدولي للأدب والفنون بسيدي بالنور بالمغرب والمهرجان الدولي للشعر والفنون بالرباط كما تلقيت دعوة للمشاركة بملتقى الإبداع الأردني للثقافة والفلكلور كما تلقيت دعوة للمشاركة في المهرجان العالمي للصالون الثقافي رؤى إبداعية بمدينة سليمان بتونس والمهرجان الدولي للشعر والفنون على منصة المجلس الدولي للإبداع الرقمية الدورة التاسعة. لي ديوان قلب الخرائط وديوان تحت الطبع مواكب الندى كما لي مجموعتين قصصيتين تنتظران الطبع وهما أحاديث وبوح الضليل وبعض المشاركات في دواوين مشتركة مع شعراء عرب ومن دول صديقة
(1) عودة إلى البدايات.. متى اكتشفت قارة الشعر المفقودة داخل جغرافية روحك المتوثبة ؟ وكيف ولجت إلى أبواب القصيدة؟
الجواب:
بدأ الحرف يناديني منذ المرحلة الإبتدائية في شكل خربشات و خواطر وبدا يتطور الحرف ويكبر نثرا وحرا وموزونا حتى إكتمل نصا عموديا.
(2) تعريف الشعر بعيدا عن الأدلجة والخطابين القومي والعقائدي بما يدعم مرتكزات الهوية الثقافية؟
الجواب:
الشعر لغة تتحدث عن لغة الأعماق
نرسمها كإيقاع الأشواق
(3) يُطْعَنُ في الحداثة بوصفها إنجازًا غربيًّا، وهي كذلك بالفعل، أليس من حداثة عربية وكيف يسهم الشعر في تأصيلها؟
الجواب:
الشعر يمكنه تأصيل الموروث بإعتماد مقومات الحداثة التي لا يجب أن تخرج عن بنية النص العربي و مقوماته التي يتميز و يتفرد بها عن غيره من الأشكال اللغوية.
(4) رزح الشعراء العرب في العقود الثلاثة الأخير تحت نير العديد من المتغيرّات السياسية والاجتماعية ومحاطين بسياج اقتصادي شائك مما خلّف آثارًا خطيرةً على الإبداع.. كيف يمكننا الانفلات من هذه الأزمة والخروج بأقل كلفة من الخسائر؟
الجواب:
ما وصل إلية جزء من شعراء الأمة كان سببه إما الرضوخ للحاجة المادية التي سيطرت و احتلت ملكة الفكر و التخيل المنهج أو جفاء المخزون الثقافي لدى البعض منه مما نتج عليه منتوج ضحل و فقير المعنى .
(5) ما أبرز ملامح قصيدتك الشعرية دونما التَّماس مع تجربة جيلك الإبداعي؟
الجواب:
النص عندي تعبيري ترسيخي للهوية مع المحاولة المتواصلة لعصرنته مبنى و معنى .
وكيف يتحقق الشاعر في ظل تداخل السياسي الإقصائي مع الإبداعي الديموقراطي وتجاذبات الشللية المقيتة التي تستقطب أنصاف المبدعين والمتعلمين؟
الجواب:
هذا الإتجاه جعل النص مازال يحاول تجاوز مرحلة الموت نحو الوصول إلى شاطئ القارئ .
بينما الخط الذي يتبناه طالبي الشهرة و المناصب يتحكمون في خيوط اللعبة الإنشائية طبعا ونشرا وظهورا على الساحة التي تلفظهم ما إن يصل خطها النص الحق .
(6) لم يعد الشعر العربي يطرح أسئلة وجودية.. ما السبب؟ ولماذا صارت صارت “أسئلة الشعر حائرة بين منجزه التراثي، ووظيفته الاجتماعية والحياتية، وبين طارئ خلخل قواعد التعاطي الشعري العربي، بانفتاحه على التجديد والتطور الشعري” وفق تعبير عثمان حسن.
الجواب:
نعم هذا الطرح منطقي و السبب أن النص لم يتطور ولم يأخذ من تجربة الأخر مقومات البناء المستقل عن التبعية و الإنغلاق على الذات أو الإنصهار في الغير لهذا النص لن يتطور ما دامت الصور الشعرية الرمزية و المقامات البنائية بعيدة عن آليات الكتابة .
(7) هل من دور ووظيفة للشعر؟
الجواب : بالطبع الشعر عبر مراحل بنية العقل الغربي كان له الدور من خلال ثراء المدارس الشعرية لهذا إن وجد النص الشعري توازناته المنهجية في الطرح فإن النص سيكون رائدا
وما أهم ملامح الأزمة التي يعيشها الشعر العربي؟ في ظل غياب المؤسسات التنظيمية؟
الجواب:
الأزمة تتمثل في تجاهل التجارب السابقة و الآنية مع السياسة المفتعلة في تعليب كل ماهو يسعى لتأسيس النص المواكب للواقع المعيش بآليات جديدة و مفاهيم حديثة وتقنيات عصرية وجذور متأصلة للنص.
(8) تكاد القطيعة ما بين القارئ والشعر العربي الحديث أن تصبح شاملة.. ما العوامل التي أدت إلى هذه الأزمة؟
الجواب:
للقطيعة بين القارئ و النص الشعري عدة أسباب منها ركاكة النصوص ،التكرار العاجز على الخروج من المألوف مع تقلص الإهتمام بالمنتوج الأدبي نحو الغرق في مادية المنتوج .
(9) كثير من الأصوات تبشر بعودة القصيدة العمودية لتتسيد المناطق المضيئة في المشهد الشعري العربي .. هل تعتقد أن هذه بشارة أم خسارة في ظل أزمة النمطيّة والتكرار في الرؤية واللغة والصورة والإيقاع التي أصابت قصيدة التفعيلة خاصة، في إطار حركة الشعر العربي المعاصر، منذ ستينيات القرن الماضي، إلى حالة من السأم و”الإرهاق الجمالي”.
الجواب:
ربما لأنني إبن العمودي يسعدني هذا لكن لا ضيم في التعددية الكتابية ففي الإختلاف تنوع و ثراء وهذا مازلنا نبحث عنه في النص الموزون الذي وقف سيره في تجارب في حد ذاتها .
(10) هناك فشل للنظريات النقدية الغربية التي تمّ شتلها في البيئة العربية وبتعبير فخري صالح (لا تتجذر في الواقع الثقافي وظلت مجرد أيقونات ثقافية نخبوية لا تتصل بحاجات حقيقية للثقافة العربية.. ما تقييمك للمنتج النقدي العربي المشتت بين الأكاديمي والصحفي الانطباعي؟
الجواب:
أنا ضد الإسقاط الفكري بما فيه النقد الذي مارسه البعض إنتقادا و عايشه النص العربي بكل إحتراز فالمحاولات النقدية الغربية التي تناوات النص العربي ربما تغافلت مفهومية الطرح الفكري للمادة المقروءة وهذا ما دفع بسقوطها مبكرا ،شطحات أو ظواهر لم تدم إلا بعض الوقت.
(11) في ظل اتساع حرية التعبير على مواقع الإنترنت، وتحطيم جدار الاحتكار داخل الصحافة الورقية وظهور مصطلحات من قبيل: (المواطن الصحفي)، وشعراء (الفضاء الأزرق)، و(المؤسسات والصحف الإلكترونية)، و(الجوائز وشهادات الدكتوراه الفخرية) التي تتطاير في الفضاء.. ما ملامح مستقبل صناعة النشر.
الجواب:
أنا مع التنوع و المنافسة التي ستفرز التميز رغم سلبيات هذه الحوانيت لكن مع الإجتهاد في تأصيل و التأطير فالنص العربي سيولد من جديد ويزهر مع جيل سنقرأ له ويقرأ لنا ..
ذات حرف ..
مع كل الشكر والتقدير والإحترام لكم أيها البهي الغالي.