دُنيا الثمانين.. ( بمناسبة بلوغي الثمانين )

شفيق حبيب | فلسطين

 

دُنيــا الثمانين لا حَــوْلٌ ولا أمَــلُ

يبكي على راحَتَيها البـدءُ والأْجـَلُ

///

خلفي ثمانون حَـوْلاً لستُ أذكرُها

ضاعَت كما هربَتْ من خُطوَتي السُّبُـلُ

///

أين الشّبــابُ وإطـلالاتُ رَونقِهِ

أين الربيـــعُ وأين الشّــعرُ والزَّجَـل؟

///

أين الجمالُ وصوتي في معابـدِهِ

ما انفكَّ رجعُ الصّـدى يهفـو ويرتحِلُ

///

أصبحْتُ رَجْعَ صدىً في كلِّ ناحيةٍ

غاضت نجومي وبانَ الزّيفُ والدَّجَلُ

///

أينَ الليالي وأحلامٌ مُجَنَّحَـــةٌ

دالـَــتْ هباءًا فأحلامُ الصِّبـا دُوَلُ

///

أبكيـكَ يا شعرُ أم أنت الذي ذرَفـتْ

عينـاكَ حزنــاً وقد جفّــتْ بكَ المُقَـلُ؟

///

في آخِـر العُمـر لا الأيــامُ تُسعِفُني

فوقَ اللِّســانُ تساوَى المُــرُّ والعَسَلُ

///

يا خدعَـةَ العُمــرِ يا أهــاتِ زنبقـةٍ

تذوي ويذوي شذاهـا العاطِـرُ الثَّمِلُ

///

أين الحروفُ التي أوقدتُ جُذوَتَها

أين النِّضــالُ وأين العِشــقُ والغزلُ

///

أحيـا زمانـاً كسيــراً بِتُّ أمقُتُـــهُ

في كفَّتَيْــهِ تـــــوازى الحَـقًّ والخَطـلُ

///

ناديتُ, ناديتُ عادَ الصوتُ يخنقني:

قد خلَّفتْــكَ رمــاداً هاتِـــكَ العِلَــلُ

///

ناديتُ، لكنَّ صوتاً جــاءَ يزجُرُني:

ما أنتَ غيــرَ تُـــرابٍ أيُّهــا الرَّجُـلُ!

///

هذا أنا ريشـةٌ في ثغــرِ عاصفــةٍ

أنّى استـدارتْ رَمَتْني، هـل أنا طَلَـلُ؟

///

إني غــدَوتُ بلا حِـــلٍّ ومُرتَحَـلٍ

أُسائلُ الرّيحَ عن أخبـارِ مَن رَحَلوا

///

ما رحلةُ العُمرِ؟ أوراقٌ مُبَعثرةٌ

خطّـــتْ مَقاديرَهــا الأحــداثُ والرُّسُلُ

///

هذا إلهي، إلـهُ السِّلــمِ أعبُــدُهُ

للظُّلـــمِ آلهــــةٌ في ثوبِهـــا هُبَـــلُ

///

قدَّستُ هذا الثرى، صلَّيتُ مُبتهلاً

إن مسَّـهُ الضّــرُّ أو إن لفَّهُ الوَجَلُ

///

نحن الرّواسي هنا في وجهِ عاصفةٍ

أمّـا هـمُ العِهْـنُ إن جاؤوكَ والوَشَـلُ

///

أرثيـكَ بالحِبْـر أم أرثيكَ يا جَسَـدي

بالنـّـار تأكـــلُ أوراقــي وتشتعِــلُ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى