أوراق الخريف ساحرة النيل

 شرين خليل

على ضفاف النيل في إحدى القرى الصغيرة التابعة لمحافظات الوجه البحري تعيش أم إسماعيل وأولادها حامد وفؤاد وأنا إسماعيل.
توفى والدي عندما كانت أمي في عُمر الثامنة والعشرين كان أخي فؤاد طفل رضيع. أمي “أم اسماعيل” أو “السيدة” فهي اسمها “السيدة” وبالفعل كانت سيدة شديدة الجمال جمال الريف النقي ،جمالها كصفاء السماء، وبياض السحاب، وضوء القمر المنعكس على جداول الماء، والندى الساكن على ورق الأشجار .. وهذا الجمال هو سبب معاناتها فهي تتعرض بإستمرار لمضايقات من الرجال وأيضاً من النساء فجميع رجال القرية دائمي التقرب منها في محاولات للزواج أما النساء فكان الغضب مُسيطر عليهنّ والخوف أيضاً فكل إمرأة تخشى على زوجها من هذه السيدة الفاتنة أو الساحرة كما أطلق عليها أهل القرية ساحرة النيل ..فكرت أمي في حيلة للتخلص من هذه المخاوف فهي في بداية المشوار، مشوار حياتها وكفاحها حتى تجعلنا رجال، فأبي رحل فجأة وتركها وحيدة وكان عليها أن تقوم بدور الأب والأم وفي نفس الوقت تعمل من أجل توفير احتياجتنا المادية ..ترك أبي قطعة أرض صغيرة ومحل صغير لتجارة الأعلاف..ولكن هل تستطيع أمي وهي في هذا السن أن تعمل مثلما كان يعمل أبي … وكانت المفاجأة فلقد ارتدت أمي ثوب الرجال واطلقت على نفسها لقب السيد بدلاً من السيدة وبدأت أولى خطوات رحلتها في في هذه الحياة الجديدة….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى