قصص فارغة

عبد الرزاق الصغير | الجزائر

من غير شك

كل صباحاتكم كأزهار الخبيز

رقيقة وهشة ندية وطرية

و لا أحد ( تصب النوء ) في قلبه

ولا أحد يمسح ضباب بلوره بمزق من روحه

ينزل ويصعد يمضي ويجيء يشعل سيجارة من عقب سيجارة

يستفيق ليتبول  وينام ، يكره حقن البنسلين ، والحب من طرف واحد

والهديل ورائحة البصل ، والبيض المسلوق ، وأفيشات الأفلام المكتوبة بغير اللغات الثلاث ، والمنافقون ، والجبناء والقحاب

وطعم المعدن وحبوب الطلع ، والذين يجلسون على العشب في الحدائق العامة يحاولون قرأة الطالع بتنتيف الأزهار

تحبني أولا تحبني ، تجيء أو لا تجيء ،  يحب قراءة الروايات والكمياء عفوا تفسير الأحلام وأحيانا شعر الفخر

لا يأبه لصباح

أو مساء يكره مزية النفاق

والحب من طرف واحد

والبول على الجذوع في الحدائق

ونساء العصابات ، والنصوص التي لا يوجد على كل جدرانها سلم خشبي واحد  تم تثبيت خشباته أوتسميره عشوائيا تماما كسلالم الأكواخ والحواري

وكل أشجار أحواشها الخلفية كمثري وزعرور

ولا وجود لنبتة قنب هندي واحدة

من دون شك

كل صباحاتكم كأزهار الخبيز الزرقاء

رقيقة

وهشة

ندية

طرية

ولدنة

كنهد صبية

///

 

من قبل لم تجلب نظر أحد

كل تلك الدلاء القديمة

المستخدمة كأصائص جيرانيوم وحبق

في الأحياء الشعبية

والعشوائيات

لاوقت لأحد أن يقرأ قصيدة

أو يهدي لأمه مساءا وردة

أو يتنزه ولو لربع ساعة في حديقة

وإن كان يقرأ يختم قراءة الرواية

او سورة البقرة

من قبل لم يجلب نظر أحد من خلف النافذة ليلا هذا المطر

الخفيف وهو يغسل الأشجار بتأن وهدوء و إنعكاس ضوء المصابيح على أوراق الشجر

على الإسفلت

و ستائر المحلات

في ما سبق لم نهتم للطرق

التي نتملص بها من حكايات البناء الأعرج في المقهى

عن بطولاته في الثورة

من قبل لم يك أحد

يقرأ هذا الهراء

ولا لديه متسع من الوقت

للسقوط على هوامش

قصص فارغة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى