سياسة

واقع التربية الإعلامية في فلسطين

نهاد أبو غوش

إن فعاليات التربية الإعلامية لأي مجتمع أو مجموعة بشرية ترتبط بالشروط السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذا المجتمع، ومستوى تطوره، ومن المؤكد أن الحديث عن التربية الإعلامية في الواقع الفلسطيني ينبغي أن يرتبط بشكل وثيق بالظروف السياسية والتاريخية التي يعيشها الشعب الفلسطيني على أرضه تحت الاحتلال، وفي منافي اللجوء والشتات، كما ترتبط بما تعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم تاريخي تمثل في نكبته الكبرى واقتلاعه من أرضه وتشريده ومحاولات شطب وتبديد هويته الوطنية. في الأدبيات الاجتماعية والسياسية والثقافية المتداولة بات مصطلح “الرواية/ Narrative” الفلسطينية يستخدم للتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني وطموحاته الوطنية وعدالة قضيته، في مواجهة الرواية المعادية وغير العلمية التي تحمل الشعب الفلسطيني وقيادته مسؤولية المصير البائس والمعاناة المستمرة التي يقاسيها.
تعزيز الرواية الفلسطينية
في ضوء ما تقدم، من المهم جدا تعزيز الرواية الفلسطينية ومواصلة ضخها وتعميمها بمختلف الوسائل المباشرة وغير المباشرة، عبر مختلف أدوات التربية الإعلامية والثقافية والفنية، لسنا بحاجة إلى “اصطناع” أو “تلفيق” رواية ما في مواجهة رواية مضادة مضللة ندرك أحيانا أن ثمة من يصدقها في هذا العالم، كل ما نحتاجه هو الحقيقة والصدق واعتماد المنهج العلمي والوقائع التاريخية المثبتة والاستناد إلى خطاب حقوق الإنسان، ومن المهم في هذا السياق التركيز على النواحي التالية وإبرازها:
– الحركة الصهيونية ومشروعها المتمثل في دولة إسرائيل هي حركة استعمارية استيطانية مرتبطة بالاستعمار الغربي وأطماعه في منطقة الشرق العربي.
– عانى الشعب الفلسطيني من تواطؤ الدول الاستعمارية الكبرى التي رعت المشروع الصهيوني من أجل مصالحها ( وعد بلفور) ودعمته لاحقا بكل السبل بما في ذلك التنكر للقوانين الدولية وانتهاكات حقوق الإنسان.
– الصراع مع الاحتلال ليس صراعا دينيا بل هو صراع من أجل التحرر والحقوق الوطنية.
– الشعب الفلسطيني هو شعب موحد وليس مجرد مجموعات متنافرة من السكان تواجدت بالصدفة التاريخية على هذه الأرض، وبالتالي فإن حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه هي حقوق وطنية سياسية وليست مجرد حقوق إنسانية ومعيشية.
– حقوق الشعب الفلسطيني تنسجم تماما مع ميثاق الأمم المتحدة ومع القوانين الدولية والشرعة الدولية.
– عرف الشعب الفلسطيني تاريخيا بطابعه التعددي المتسامح تجاه الأديان والمذاهب والطوائف التي يتشكل منها، إن عقلية الإقصاء والإلغاء والحرمان من الحقوق والتمييز العنصري هي وليدة الممارسة العنصرية الصهيونية في اشكالها التي باتت تتخذ الآن بشكل رسمي طابع التمييز العنصري السافر (الأبارتهايد).
– الانسجام الكامل بين الخطاب الفلسطيني المنشود وبين خطاب حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية.
– حق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة بكافة الأشكال التي يتيحها القانون الدولي.
اقتراحات عملية / مخرجات للنشاطات
– تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة الهادفة لنشر وتعميم المبادىء الرئيسة للرواية الفلسطيينية ومكانتها في التربية الإعلامية.
– إعداد كراس ودليل تدريبي.
– بلورة مسرد حديث ومتطور للمصطلحات العلمية والفنية والتاريخية بشأن الرواية الفلسطينية وتعميمها بما يشمل اسماء الأماكن، وصف الأحداث والوقائع والتواريخ،
– عقد سلسلة دورات تدريبية لطلبة الإعلام في الجامعات ولصحفيين شبان.
– استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات الإعلام الجديد للترويج لمضمون ومخرجات هذه النشاطات
– عقد ورشة عمل تفاكرية بين خبراء ومختصين بحيث يجري تعميم نتائجها.
– في حال توفر الإمكانيات المناسبة يمكن عقد مؤتمر وطني لموضوع الرواية الفلسطينية والتربية الإعلامية
– استكتاب عدد من الاعلاميين والمختصين بشأن الموضوع.
– إصدار كتيب يلخص هذه التجربة وتعميمه على كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية.
• * قدمت هذه الورقة لورشة أكاديمية ومهنية متخصصة نظمها مركز الدراسات والتطبيقات التربوية (كير) ، كما صدرت في كتاب عن المركز بعنوان : الطريق الوعر ، رؤى تربوية ثقافية عملية لصون الرواية التاريخية الثقافية الفلسطينية تحت اشراف مدير المركز الدكتور غسان عبد الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى