أين يسكن الجمال الخالد؟
بقلم: محمد أبوعيد
كنت نائماً في فكرة واسعة
صحوت جميلاً مبللاً بضوء غزير
في ركن من أركان الفضول الغريق
رأيت المرآة تحملق في عيني
عجباً تسألني ………….
أين يسكن الجمال الخالد؟
ناديت قلمي فلبى النداء
حبواً أتاني على استحياء
ورقته البيضاء كانت ترتعش برداً
صعدت إلى عطر جنوني
وفتحت أعماق الضياء
انتقيت قطعة من أصواف الفكر البعيد
وألقيت عليه غطاء الدفء الحكيم
فاستقام على حبره وأجاب سؤال المرآة
الفجر ………
هذا الفنان الملهم
هو أعظم شعراء الحياة
حين يصحو من فراش الكون
يفرك أجفان نداه بالنمير السلسبيل
وبصمت رائع يشب على أصابع الأشجار
يفتح أقفاص النسيم فتخرج العصافير
محلقات تغسل وجه الشمس بالزقزقات
فتشرق الصباحات الخضراء من أصابعه
تكتب قصيدة الحياة بالعسجد الساحر
هنالك ؛ بعيداً عن “الفتنة القصيرة”
ستعثر يمينك على الوجد المضيء
الوجد ؛ هذا القديس الأبيض
هو أعظم شعراء الحب
حين يصحو في المشاعر
يفرك أجفان حكمته بالماء والنار
تراه في جمرة مباركة
يتوغل في الدماء الباردة
يلسعك بشدة ؛ ليس ليؤلمك
إنما ليخبرك أن في جسدك نبض
الروح ؛ العقل ؛ القلب
هذا الشعور الثلاثي الأجراس ينبهك
كي تغسل قصائدك الشائكة بروح الله
وهكذا في طهر الأوابين تصبح شاعراً عظيماً
أنت الآن في إنسانك أشد حرارة من ذي قبل
تستطيع احتواء برد الوصل ونار الفقد
ستكون نبيلاً وتجمعهما في ذكرى لطيفة
يا مرآتي السائلة ؛ بين الفجر والوجد
تناغم في الفكر والخطرات
من عين الفجر تشرق الحياة
من أشواك الوجد يشرق الحب
وبين الحياة والحب يسكن الجمال الخالد.