مقال

الفراسة من وجهة نظر كاتبها

الفراسة: سلاح ذو حدين ووسيلة محايدة ويمكن استخدامها في الخير والشر

بقلم: الدكتور/ قاسم النفيعي عميد كلية التربية ريمة الأسبق

الفراسة: منظومة من العوامل النفسية تطلقهاالنظرات،وتترجمها الأقوال والأفعال . وقد تكون الفراسة: إما إيجابية في حضورها، وفاعلياتها.وقد تكون سلبية تصل أو تتبروز كعين شيطانية. تصيب صاحبها فتدمر المتفرس( بفتح الراء)، فتصبح تصرفاته لا إرادية،أو تجعله يثرثر الأقوال بطريقة آلية،أصابها عطل في مكوناتها الداخلية.
الفراسة:هي التمعن،والتدقيق من المتفرس (بكسر الراء)، للمتفرس( بفتح الراء). من خلال أقواله،ومغزاها،وأهدافها المبطنة،والتي لا ترى،حتى بالعين المجردة.وكذا من خلال أفعاله ،وما ينم عن تصرفاته،وحركاته،وجميع سيميائياته، ولغاته ،مع التفرس لملامح وتجاعيد الوجه. ومايرافق من ترجمات ناطقة،وصامتة.
الفراسة: تعتبركياسة،وفطنة،وحاسة سادسة،واستيحاء مبطن لتصرفات همجية،أو فيها من الانتقام،أو إيصال رسالة،أو رؤى،بطريقة مختصرة. وهادفة.
الفراسة: ابتسامة صفراء وبيضاء وحمراء وأحيانا تكتنز جميع ألوان الطيف وبطريقة ظاهرها الشفافية،وباطنها صراعات مزمنة وأحقاد، وأنانية، وعلى حسب تحقيق الأهداف المرجوة.
الفراسة:سموم تنفث في جسم المتفرس(بفتح الراء). ودون أن يشعر بها وهي تشبه إلى حد ما صعقة كهربائية، وصرعات ،وعراك بارد بين قيادات،أو مؤسسات،أو أجهزة أمنية ،ولذا يقال:( خلي عندك حسن أمني).
الفراسة: وسيلة امتصاص غضب العدو بطريقة محترمة،وبكل شفافية، (حتى إذا خرجوا من عندك….).
الفراسة؛ بلع الأحقاد وأرشفتها في سجلات الانتقام. حتى إذا أحس بفرصة مواتية،أخذا القشة،فقسم بها ظهر البعير، أو رمى بها لغريق لينقذه بها فإن شاء أخذها وإن شاء تركها. وفي الحالتين لها نتائجها.
الفراسة: ابتسامة، وإيصال رسالة عنكبوتية تطوى بها الفريسة،حتى إذا علقت الفريسة تحولت إلى شراع سفينة.
الفراسة: إدراك وشعور غائر، وغادر،وخائن لا يفهم فحواها ولا يحس به إلا من كان يمتلك نفس الحاسة، وتتحول إلى صراعات داخلية. معقدة، تارة تنتصر،وتارة أخرى يلمسها المارة، وأحيانا تلقى في غيابة الجب حتى يلتقطعا من صرفت له أو أطلقت من أجله دون شعور وذبذبات إشارة.
الفراسة: طلقة نارية تصيب بصوتها قبل وصولها. وقد تكون دون صوت لكنها أردت فريستها مقتولة.
الفراسة: نظرات قاتلة. لكنها سراب لا تظهر نتائجها إلا بعد استخدام جرعتها كاملة، إلا أن تحصل ثمة ممانعة. كقراءة الفاتحة،والبقرة،،وهود ،ويسين، والواقعة،وتبارك،والإخلاص،
والمعوذتين، والأذكار الواردة.
وقبل ذلك الاتصال بالله جل جلاله.واتباع سنة رسوله.
الفراسة: دعاء وابتهال،وأصوات إيمانية أطلقها أحد صاحبته صلى الله عليه وسلم. بقوله:ياسارية الجبل …). وتلك المرأه الباغية.
الفراسة: خبرة ، وصيدلية جامعة،وإشاعة،ومخبر،تعين على تشخي الداء،والأعداء ،والأصدقاء،
وبطريقة فنية ،وجودة نظر عالية، وتشريح للنفس البشرية،وهي في قوامها حية تسعى.
الفراسة: طفلة بريئة تنام بمقلة
هادئة،وتشفي الجريح والأليم بابتسامة صافية ،صادقة. حتى وإن بدت بوجوه شاحبة لكنها ضاحكة مستبشرة. مقربة من الله إن لم تكن من أصحاب الميمنة.
الفراسة: سلاح ذو حدين، ووسيلة محايدة،ويمكن استخدامها في الخير ،والشر، والأصح نظرات ثاقبة.لمجهول معلوم باطنه لدى صاحب الفراسة.
اللهم اجعل فراستنا فيما يرضيك،ويخدم عبادك،ويغفر زلة،ويتجاوز عن أصحاب الغفلة،واجعلها نظرات رحمة،وخير،وبركة، ونظرة سريعة للعظة،والعبرة،وترك سعادة الدنيا واللهاث وراء سعادة الآخرة، لجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. وأرنا النظر لوجهك الكريم،وأحشرنا ومحبينا وجميع المسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات اللهم مع النبيين ،والشهداء،والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ولا تنسونا من صالح دعواتكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى