سوالف حريم.. الأقارب عقارب

حلوة زحايكة | فلسطين

يوم أمس التقيت صديقة من بنات قريتي، ومشينا سويّة على قمّة جبل المكبّر ننظر قدسنا التي تُسرق منّا يوميّا، وفجأة جفلت صديقتي وقالت:

انتبهي هذه عقرب سامّة قريبة من قدمك. وحملت حجرا تريد أن تهرس به العقرب!

فأمسكت بيدها لأحمي العقرب منها، وقلت لها:

هذه الزّواحف جزء من التّكامل الطّبيعيّ، وهي جميلة ورائعة، اتركيها في حال سبيلها، فالخوف ليس منها وإنّما من العقارب البشريّة.

فضحكت صديقتي من كلامي وهي تسأل ساخرة: وهل الأفاعي أيضا غير مخيفة؟

فأجبتها بجدّيّة متناهية: نعم هي غير مخيفة، وذكّرتها بأنّ 92% من الأفاعي غير سامّة، وأنا لا أخافها ولا أؤذيها، حتّى أنّني رأيت ذات يوم في حديقة بيتي قطّا يهاجم أفعى فطردته عنها، وتابعتها حتّى عادت إلى جحرها خارج الحديقة.

وأكدت لها أنّ هذه الزواحف لا خوف منها، وهي لا تؤذي من لا يؤذيها، لكنّ الخوف من الأفاعي البشرية، فلم يعجب كلامي صديقتي، وافترقنا وكلّ منا تدافع عن وجهة نظرها، وهذا الصباح هاتفتني صديقتي وقالت ضاحكة:

فكرت بكلامك، ووجدت أنّني لم أتعرض في حياتي للسعة عقرب أو لدغة أفعى، لكنني تعرضت كثيرا للدغات من بشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى