الطارات من (الجودي) حتى الاحتلال الإنكليزي وبينهما حكايات

تحقيق صحفي: منى النجم | أديبة عراقية
الطارات هذا الكنز الظاهر للعيان ويزهد فيه أهله حيث زحف الإهمال على جنباته وقد التقينا أحد سكان المكان فتحسّر باكيا على ضياع هذا الإرث التاريخي المزدان بعبق  المدينة.
الطارات هي: آثار عمرها قرابة أربعة آلاف عام شاخصة للعيان في قمة عنفوانها وذكرها المؤرخون في موثقاتهم بأنها:
هي أرض (الجودي) ورسو سفينة نبي الله نوح – عليه السلام وعلى أنبياء الله أجمعين – على المرسى


النواويس ” ذكرها الإمام الحسين’ع’ ” “وكأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا”.
والنواويس في اللغة هي مقبرة النصارى وهي حجار ة منقورة تجعل فيها جثة الميت (كما ورد في منجد اللغة)
وقد استخدمت الطارات أيضا كمدفن ويعود ذلك إلى زمن اللخميين الذين استوطنوا الحيرة.


واللخميون، هم سلالة عربية من قبيلة لخم من تنوخ وقد حكموا العراق قبل الإسلام وكانوا حلفاء الرومان في البدء ثم تحالفوا مع الفرس وقد اتخذ ملوكهم لقب “ملك العرب” وهو اللقب ذاته الذي كان ملوك الحضر يلقبون به أنفسهم، وجودهم بالعراق بدءاً من أواخر القرن الأول قبل الميلاد.


ويمكن للمشاهد أن يلاحظ وجود طارين يحيطان بالنجف الأشرف يبدأ أولهما المسمى بـ”طار النجف” من منطقة الحيرة جنوب النجف ويتجه غربا ويبلغ طوله حدود (65 كم) وترتفع أعلى نقطة ارتفاع فيه بحدود (176) مترا.
ويحيط ثانيهما المسمى ب “طار السيد” بالمدينة المقدسة من جهتها الغربية ويبلغ طوله حوالي (60 كم) وترتفع أعلى نقطة فيه بحدود (132) مترا.ويلتقي الطاران في منطقة وادي اللسان.
/ م / بإمكان أي شخص زيارتها والتنقل بين مناطقها دون دفع أية رسوم ويفضل زيارتها نهارا فقط.
قال المؤرخ البروفيسور حسن الحكيم ” الحفاظ عليها أمانة في أعناقنا ورعاية للتراث”
وتعد مدينة النجف مدينة سياحية بالغة الأثر حيث مقام ومرقد الإمام علي ابن ابي طالب (رضي الله عنه).


وتمتد فيه بساتين على مساحات شاسعة بامتداد البحر المسمّى ببحر النجف المتصل بمعبر عرعر السعودي  البري .
كذلك هنالك متاحف ترجع بالقدم إلى ثورة العشرين حيث خان الشيلان  الذي اعتقل فيه قادة ثورة العشرين.
ثم تم أسر أحد مارشالات الانكليز  وقد زارت ابنته المكان فيما بعد لتتعرف على مكان اعتقال والدها وسأكتب عنه مفصلا.
وقد وقف بباب الخان نصب للشاعر العراقي الملقب بمتنبي العصر الجواهري.

المراجع:

د. حسن عيسى الحكيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى