حقيقة بنت حق

محمد أبو عيد | مصر

مذ الخريف الأول
تحديدا بعد سقوط الطربوش المضيء
من رأس الشجرة المكممة بطلع الغبار
وسنبلتي الطيبة ملقاة على آخر نهار
لا هي ظللت غنائي ولا جعلته للطير يمر
أبعد دائما عن حدود الأسئلة بمقدار (شماعة) …
كيف أؤاخي السؤال بالجواب ؟!
النهار ليس ماهرا في لعبة الجدل
وظلي لا يملك قطعة واحدة من حلوى المرواغة
سامحني يا إلهي واغفر فالنفس أمارة بالشعر
وأنت من حلل الميتة للمضطر
أول امبارح الطازج
كانت هشاشتي جائعة جدا
قررت أخيرا شواء آخر قناديلي الفطيس
فتحت باب العين واللسان
وسألت النار هل تبقى من رمادي حطب
قذفتني بشرر عقيم ثم أغلقت علي الشفتين
لا جدوى من النزف المكلوم على الهوامش
الحوار مع المرايا بدون شمس يفقد الظل توازنه
لي مع أصابعي المطيعة مآرب أخرى
في الليل أتركها في رأسي
تعد جروح الشجرة العجوز
في الصباح التائه تتهيأ بالقصائد الشهية
لضيافة الأرقام الجديدة
تعصر الشعر بالمجاز
وتصب الشوك في أقداح دمائي
على مائدة الريح
شرق لذيذ متبل ببهار البحار والأنهار والأشجار
مشوي على فحم الليل البارد
وقنينة آبار معتقة في حظيرة البقر
سأفتح صهريج الفراغ على آخر مدينة
أغسل الأثر القديم بالمحو والغرق
مذ براءة أحلامي المطاطية
علمني الدخان طقوس الطاعة وفقه الضعفاء
وكيف أقدم المدن الشهية للكواكب الضالة
الشجرة تخرج من عيني تطل على عيني !
أيتها المثقلة بالانطفاءات والمر والخيبات
في أي شيء يحملق جفافك العاري ؟
أنا حجر وموسى رحل
وليس في المدى عيسى
لست الذي سيقف على باب المقابر القديمة
ينادي الطرابيش ويعود بها إلى مسكن رأسك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى