رواية مملكة خوزان.. عندما يتحدث التاريخ بلغة الإبداع
بقلم: د. زينب أبوسنة
شغلني أثناء مُطالعتي للملحمة العربية “ليالي ألف ليلة”، وكذلك “سيرة ذات الهمة”، و”سيف بن ذي يزن”، وكتاب “الإسراء والمعراج لابن عباس”، والملحمة المملوكية “سيرة الظاهر بيبرس”، تردد ذكر الجواهر وأنواعها والدقة في اختيارها، وتشكيلها، وصياغتها، والأساطير والحكايات الغرائبية عنها وفيها؛ وما جذب ولعي وشغل بالي الأساطير المصرية عن الأحجار والتمائم، وخاصة “متون الأهرام”، وكتاب ” الخروج إلى النهار” المُسمَّى خطأ “كتاب الموتى”، والمومياوات الموشاة بشتى أنواع الأحجار والتمائم، وهذا أسميه “فقه الجواهر والأحجار”، وما دفعني لكتابة هذا النص بعد سنوات طوال سبرت فيها الحياة، واستهلكتني الدراسة، أدركت أن الأسطورة جزء من الحقيقة، والأحجار والتمائم جزء من الوجود.
وأن ما غاب عن سطور مضمون الأساطير أكثر من الحضور، ودائما ما تقع بين الاستفهامين: كيف ولماذا، ولأن تخصصي في الكيمياء فهمت عضوية المواد، ومعادلات التغيير والتركيب، وخواص الأشياء، أدركت التصورات، وأسرى بي إلى سدر التراب والنار، وعجائب الجان، وعالم الأفاعي المحاطة بسرادق الأساطير والحكايات، والمخبوء وراء اللفظ، فأدركت أن كل ذلك إشارة والأساطير والأحجار والتصورات هي القرب والبعد بلا مسافة، فاكتفيت في رحلتي وأوبتي بالحجر والنار، وجمعت ما يملأ قراطيس من الأساطير والأحجار، وهذا ما دونته في “مملكة خوزان” بعد روايتي الأولى “مملكة الجوارح” عن سيرة الناصر محمد بن قلاوون، كما أدون وأحكي ما أدركته وأدركني وما مسني من الحقيقة والوهم والأعجوبة في شكل درامي تختلط فيه الأسطورة بالواقع، والخيال بالوجود، وأردت أن أصل بتجربتي وأساطيري وما جمعته من عالم الجواهر والجان والأفاعي ليصل في أسلوب شائق إلى العامة قبل الخاصة، ويمتزج فيه الغموض ليقترب من الحقيقية؛ عسى أن تنفك الدلالة عبر الفهم والحكي.
رواية «مَمْلَكَةُ خُوزَان» – رواية للدكتورة/ زينب أبو سِنَّة – صدرت عن دار أفاتار للطباعة والنشر – القاهرة