شوق إلى كتاب الله
زيد الطهراوي | الأردن
زادُ الغريب هو التقوى و غربتُه
قد أرهفتْهُ فصار العزمُ سيالا
***
و كلًَ يوم له في الأرض يحسبُه
كنزاً ليجنيَ في الفردوس أحمالا
***
شوقٌ ألمّ به للنور مكتملاً
و الشوقُ قد أشبعَ المشتاقَ إذهالا
***
جمرٌ كمثلِ ضياءِ الشمس إن سطعت
و بلسمٌ ليسير القلبُ شلالا
***
فاح الشذى فاستدرَّ السعيَ من هممٍ
معطاءةٍ فتحاكي الغيمَ هطَّالا
***
مُرتلينَ كتابَ اللهِ في شغفٍ
مع التدبرِ تفصيلاً و إجمالا
***
يبكونَ أعوامَ بُعدٍ عن مُعايَشةٍ
لنورِهِ فيُضيعُ العبدُ آمالا
***
فيُهرعون إلى التعويضِ في قلقٍ
كَمَنْ يُزيحُ عن الأعناقِ أغلالا
***
و همةُ المرء إن سارتْ إلى هدفٍ
فَسَعْيُها شرفاتِ المجدِ قدْ نالا
***
و المجدُ في الأرضِ مَوقوتٌ و مُنقطعٌ
و ربَّما تجدُ الإنسانَ مختالا
***
لكنَّ مجدَكَ في الجناتِ مُتَّصِلٌ
و أنْعُمُ اللهِ قدْ أبهرنَ إسبالا
***
و أنتَ في طاعةِ الرحمنِ مُعْتَكِفٌ
أخلصتَ لله أفعالاً و أقوالا
***
معَ التواضُعِ ترجو رفعةً سَمَقَتْ
و النفسُ قدْ خَشَعَتْ للهِ إجلالا
***
سبحانَ منْ أنزلَ القرآنَ يُنْذِرُنا
يوماً يُشيِّب في الأهوالِ أطفالا
***
و سوف يَرفعُ بالقرآن حافظَهُ
و منْ يُتابِعُهُ سمتاً و أعمالا
***
و كَرَّمَ اللهُ في الجناتِ من خَشَعتْ
و المُحْسِناتِ و منْ ربَّيْنَ أجيالا
***
همامةٌ تَرتجي ستراً و مرحمةً
فَتُسْدِلُ البَذلَ في الخيراتِ إسدالا
***
و شَوقُها لكتاب الله متصل
فتصطفيه بكوراً ثُمَّ آصالا