بيداء النفس و شقاء الإنس
بقلم: الكاتبة معالي التميمي| العراق
لَطَاْلَمَاْ أًعْتَقِدَتُ بِأَنَّ دَاْخِلَ كُلِّ إِنْسَاْنٍ بَحْرَاْنِ إِحْدَهُمَاْ ظَاْهِرَاً لِلْعَيَاْنِ وَآخَرٌ خَفِيٌ قَدْ يُدْرِكَهُ أَوْ لَاْ يُدْرِكَهُ صَاْحِبَهُ لَكِنَّنِي فَهِمْتُ فِيْمَاْ بَعْدُ أَنَّ بَعْضَ الْبَشَرِ لَاْ فِيْهِمُ بَحْرٌ وَلَاْ نَهْرٌ صَحْرَاْءٌ قَاْحِلَةٌ فَحَسْب.
إِنْ كَاْنَّ كُلُّ الْبَشَرِ مِنْ طِيْنٍ وَمَاْءِ لِمَاْ يَاْ تُرَى اقْفَرَ بَعْضُهُمْ! وََكَرِهُوْا مِمَنْ اخْضَرَتْ ذَوَاْتِهِمُ وَجَاْرُوْا عَلَيْهِم كَجِوْرِ النَاْرِ لِلْحَطَبِ، قَدْ يُؤْذِي الإِنْسَاَنُ مَنْ آذَاْهُ لَكِنْ كَيْفَ يَقْسُوْ عَلَى مِنْ بِالْوِدِّ بَاْدَرَهُ! كَيْفَ لَاْ يَرَى جِرَاْحِهُ وَلَاْ يَسْمَعُ أنِيْنَهُ؟ حَقَاً عَجِبْتُ لِهَذَاْ الشَخْصِ ذُوْ النَفْسِ الْمُكْفَهَرَة، الْهَيْئَةِ الْمُعْتِكَرَة، وَالْعَقْلِيَةِ الْمُوْصَدَةِ كَأَنَّهَا لَمْ تَرَ النُوْرَ قَطْ، تَخَلَى عَنْ جَمِيْعِ السِمَاْتِ وَاْتَخَذَ الإِفْتِرَاْسَ نَهْجَاً لَهُ غَيْرَ إِنَّهُ تَخَطَى الحَيْوَاْنَ وَهَمَّ يَفْتِكُ مِنْ دُوْنِ حَدٍ أَوْ قَيْدِ، فَأَمَاْتَ بِذَلِكَ إِنْسَاْنِيِتَهُ التِي مَاْ عَرَفَهَاْ قَطْ وَعَاْشَ هَاْئِمَاً فِي الأَرْضِ بِلاْ هَوِيَةٍ وَاْضِحَةٍ لِكَيْنُوْنَتِهِ، تُرَى مَاْ الْذِي قَدْ يَقْتِلُ الفَرْدَ بِهَذَاْ الْشَكْلِ المُرِيْعِ مَاْ الْسَبَبُ الْذِي يَجْعَلَهُ كَاْئٍنَاً صُلْبَاً بِلَاْ مُسَّمَى؟،
لَيْسَ المَظْلُوْمُ مِسْكِيْنَاً إِذْ أَنَّهُ سَيَأخُذُ حَقَهُ عَاْجِلَاً أَمْ آجِلَاً وَيَحَيَى بِيُسْرٍ وَسَلَاْمِ إِنَّمَاْ الظَاْلِمُ هُوَ ذَلِكَ المِسْكِيْنُ الْذِي يُشْفَقُ عَلِيْهِ لِأَنَّهُ مَاْ ذَاْقَ العُذُوَبَةُ فِي الدُنِيَاْ وَمَاْ سَلِمَ مِنَ الْجَزَاْءِ فِي الآخِرَةِ، فَقَدَ الخَيْرُ كَلَّهُ فِي الجِهَتَيْنِ فَأَعْيَاْ ذَاْتِهِ وَغَيْرِهِ تَحْتَ أَفْيَاْءِ فِهْمِهِ المَعْدُوْمِ وَ رُؤَاْهُ المَهْدُوْمِ.