جثتان تبلغان عن مجتمع… ولا عزاء
باسم الجنوبي| (كاتب وناقد)
افتتحت الروائية سارة ممدوح روايتها (لا عزاء) التي تبدو وكأنها موجهة إلى اليافعين الجدد لتعلمهم حقيقة مجتمعهم، فصلها الأول بمشهد يشبه بداية فيلم جريمة من إنتاج هوليوود، حيث مسرح جريمة لجثتين ومُقدم شرطة ومحققي البحث الجنائي، في فيلا تجمع صديقات مختلفات العمر والظروف وتجمعهم كذلك الخيبة. ثم ترجع الأحداث بالزمن إلى الخلق للتعرف على كل سيدة على حدة لمعرفة القاتل.
الرواية بلا بطل واحد، لتكون بطولة جماعية للمشكلات المسكوت عنها، التي تعرضت لها شخصياتها وتحدثت عنها ببوح وألم، ومنها الفساد في ملفات تخصيص الأراضي، فساد رجال الأعمال وتهتك الحياة الخاصة لبعضهم، ممن يعاملون العلاقات الإنسانية معاملة السلع في الاقتناء والاهمال والاستبدال، التحرش بعاملات البيوت، جرائم الختان، الابتزاز الخفي، الصمت بين الأزواج في أسر مقتولة الروح وتبدو للناس حية وسعيدة، البيوت مستورة الخيانة والباقية فقط بسبب قلة الحيلة، صبر المرأة عندما ينفجر وتكون كقنبلة تدمر كل من حولها بما فيهم نفسها، جرأة أصحاب النفوذ في ارتكاب جرائم مكتملة يتحملها ضعفاء.
جرائم كهذه وغيرها تم التعرف عليها في حالة تلبس،من خلال تقصي الرواية الحقائق بعد وجود جثتين، لقد أبلغت الرواية عن مجتمع قاتل وما زال يقتل، وفي النهاية حُفظت القضية