راجعين يا هوى.. عودة إلى كلاسيكيات أسامة أنور عكاشة
منال رضوان | الإسكندرية – مصر
“راجعين يا هوى” من الأعمال القليلة جدًا التي أتابعها، وربما كان الحنين لقراءة اسم أ. أسامة أنور عكاشة بوابة الدخول؛ لكنني لاحظت أن أناقة وأصالة الروح ما زالت حاضرة وبقوة..ومما لاحظته حتى الآن:
– الأسلوب الذي تم به تقديم الأبطال كان أنيقًا مراعيًا لمكانة الأسماء المشاركة.
– آداء غاية في التمكن من مدحت صالح يحمل قدرًا من الشجن يتفق وفكرة العمل، ولا عجب فهو أحد أضلاع الثالوث الأفضل والأشهر في غناء التترات بالإضافة إلى أ. على الحجار وأ. محمد الحلو.
– الأبطال يشبهوننا كثيرًا فلم أجد طريقة الكلام المستفزة لمخارج ألفاظ بعض الشباب والتي باتت سمة أبتلينا بها واعتبرها البعض دليل الانفتاح على الثقافة الغربية!
– خالد النبوي آداء متميزًا خرج به من عباءة الفنان الفيلسوف، فجاء تمثيله أكثر واقعية مع استخدام مقنن لقسمات الوجه وحركات الجسد فامتزج بروح بليغ أبو الهنا.
– نور كالعادة طاقة تمثيلية جيدة وعجينة طيعة في يد المخرج يمكن أن يشكل منها الكثير لولا الآداء الذي يبدو مضطربًا أمام الكاميرا في بعض الأحيان وخيانة اللكنة المصرية لبعض مخارج الألفاظ، لكنني ما زلت آراها الأفضل والأكثر توهجًا سينمائيًا كما في ملاكي إسكندرية والرهينة وميكانو.
– الأستاذ أحمد بدير، ليس فقط فرق الطول كما قال في أحد إفيهات العمل.. بل هي الخبرة والأصالة الفنية التي تجعل الممثل كقطعة من الأرابيسك تتشكل بالدق والتخديش لملامح عبد العال وبخاتي والزيني وجابر لتكون تلك القيمة الفنية الكبيرة في النهاية.
– أخيرًا وقد اقترب العمل إلى المنتصف لا يفوتني هنا التعليق على الأناقة الشديدة في اختيار الملابس والتي تعد من النقاط اللافتة والمضيئة في تلك المعالجة الناجحة لتحويل أحد الأعمال الإذاعية للراحل الكبير أسامة أنور عكاشة لعمل متلفز، المعالجة والسيناريو والحوار لمحمد سليمان عبد المالك، وتحية لهذا الإبداع الذي يقوده المخرج محمد سلامة في حرفية وقدرة ملحوظة على التعامل مع هذا الكم من النجوم.