مقال

كشفت الأحداث حقيقة الغرب الكذاب!

د. أحمد الطباخ
ما يحدث من أحداث جسام أمر يشيب من هوله الوالدان ولا يمكن أن يمر علينا مرور الكرام فصفحات التاريخ فيها الكثير من مثل تلك النوازل التي صعقت أسلافنا في زمن قريب منهم من تم تقطيعه بدم بارد وإبادة عائلته وقبيلته ولم ينج منها إلا القليل في أحداث عظيمة وقعت على يد هذا الغرب الذي يمثل دور المدافع والزائد عن حقوق الإنسان وهو أبعد ما يكون عنها لا سيما عندما يكون هذا الإنسان عربيا مسلما يدين بهذا الدين الذي يضمر له الغرب منذ الحرب الصليبية كل عداوة ويدبر له المؤمرات ويكيد له المكائد التي تسهم في انهاكه واضعافه فهل نسي علماؤنا ورجال الفكر الرزين هذه الحملات الاستشراقية التي خطط لها الغرب تخطيطا محكما حتى ينال من هويتنا ودعواته في هدم اللغة العربية ومحو وإذابة ثقافتنا وتمييع لساننا وما فعله الغرب في البلاد التي احتلها من قتل وإبادة ونهب وتدمير يندى له الجبين وما يزال حتى يوم الدين وهو لا يهادن ولا يفعل فينا إلا كل شيء مهين فلن يرضى عنا هؤلاء حتى ننسلخ من ديننا وننصهر في قيمه وما المثلية عنا ببعيد ودعواته الإباحية وهدم الأسرة وتقويض بنيانها وتنفيذ مخططاته التي لا يمكن أن يبتلعها سوى السذج الذين باعوا ما يملكون من أجل إرضاء هؤلاء الذين أجمعوا أمرهم واحتلوا بلادنا ونهبوا ثرواتنا وأذاقوا أسلافنا المرار والجهل والأمراض ولم يرحموا ضعيفا ولا فقيرا وإنما كانوا يحكمون البلاد بالحديد والنار وعندما خرجوا من بلادنا زرعوا هذا الكيان الغاصب في هذه الجغرافيا الخطيرة وهم على علم ودراية بآثار ذلك على المنطقة وامدوها بكل ما تحتاج من حجر وشجر وبشر ومال وعلم وسلاح وعتاد وزودوها بكل مقومات الحياة حتى تظل شوكة في حلقتنا وخنجرا في ظهرنا وسها في مرمى اهدافنا كي نظل هكذا في تلك الدوامة التي تسببت في هذا العجز والتاخر والتناحر الذي يجري في منطقتنا المنكوبة بهذه النكبة الأبدية التي لا عاصم لها سوى العودة إلى فطرة الله الذي فطر عليها الناس ولا تبديل لفطرة الله.
أليس هذا الغرب الفاجر العاهر هو الذي لم يطق وجود دولة الأندلس على حدوده وفي قارته وهو الذي استفاد وتعلم وتحضر وتمدن من تلك الحضارة التي شع نورها وانتشر ضياؤها وانبثقت شسها في ربوع هذا العالم الغربي طوال ما يربو على ثمانية قرون وكان سكان الدولة الأندلسية في قمة الإنسانية وذروة الأخلاق النبيلة وأروع العلاقات الحضارية في تلك البلاد وما يزال الغرب يكيد كيدا ويتربص بأهل البلاد حتى أوقع الفتنة وزرعها في ربوعها وأعد عدته حتى انقض عليها مدينة مدينة فابتلعها وذبح أهلها وأباد ناسها دون رحمة ولا شفقة كما فعل الكيان الغاصب اليوم فحاصر الغرب حصارا استمر شهورا وجوعهم تجويعا طويلا ونصب لمن تبقى المشانق وكان كل ذلك التطهير العرقي على الهوية والدين فلماذا نسينا كل تلك الجرائم واستبشرنا بإنسانية مزيفة يظهرها هذا الغرب المزيف الذي لن تصفو مشاربه ولا جنانه وصفحات تاريخه ولا مخططاته التي لن تنتهي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى