فراشَة
شعر: رشا فاروق | مصر
أراني فراشة مشتتة بين جراح ماضية وآتية كحضارات أوطاني.
أخاف على جناحي من اللهبَ المضمرِ في كلِّ زاوية،
قابعة بحديقة “نُوْرِي” اسْتنشقُ الحياةَ، أمدُّ رحيقها بساطَ أمنياتٍ، كي لا أنصهرَ، أسافرَ في ذاكرة الريح، أجوزُ عواصفَ الصمتِ، لتستقبلني نسمةُ فجرٍ بعدَ ليلٍ تسردبَ في آهاتي، تمسحُ عنْ جبيني رذاذَ الخديعةِ، وتجلُو ضحكةَ أخفتها العتمةُ طويلاً، فتنسابُ الأغنياتُ دفئًا يضيءُ.
تتصاعد نبضاتيَ قصائدَ تغمدُ قوافيها في متون الخيال لترويَ ظمأهُ.
تذيب لغة الضباب السابحة في الكون،
يدفقُ الحلمُ أمواجَ تساؤلاتٍ، يتلُوها الضوءُ على شواطئِ الغافلِينَ، لعلها تتطهر وتستفيق من عارِها.
تستعجلُ مراسمَ تأبينها.
يومًا ما ستكنسُ ذاكرتي كوابيسَ القهرِ، وترسمُ على الشفاهِ سماءً، لتولد وتحلق حمائمها عاليًا عن أرصفة الغدر، طاوية خيباتها، عازفة على وتر الماء شروقها المنساب من مسام الشمس.