أدب

بين حقيقتين

شعر: حنان بدران

يتهادى نظري إلى هناك…
عند أكوام الغيوم العابرة
وبين
سمكة فضية في الإناء الزجاجي
أوائل الخريف بأوراقه المتساقطة
مؤثرة حد الوجع
غموضها لا ينفي حدتها
الأنا بداخلي تضمحل
في عظم الحلم الباهت
بالسكون!
يرهقني فيها عمق السماء
يتعبني التفكير المموسق الرتيب
دون إشكالية
دون مجادلات ثرية
دون ارتعاشات صاخبة
الكاتبة بداخلي تصرخ
قبل الاستسلام
ل دفاتري الفارغة منذ عام
أحلامي المتناثرة
بين هنا وهناك
أقلام
أقلام
قلم واحد اثنين عشرة
لكن
ماذا سأكتب بها؟!
مَن منها مهيأ للكتابة؟!
يا حنان أي كتابة؟!
الموسيقى مسترسلة
في سماعة البلوتوث
تكدس النغمات الحزينة
في أذني
من النافذة يتصل ضوء النهار
وشمس ما زالت وقحة بحرارتها
قطي العابث البليد
مسترخ للنعاس
مروحة على الجدار
تدور
وتدور
في مكانها الصدئ
قصب الناي يسيل
بلحن حزين بين أناملي
وأنا بين كرى النعاس والصحو
أتفيأ أوراقي الذابلة
ما هذا الكون؟!
تساؤلات عبثية
أمنيات منكسرة
على عود الحزن تجن لهفات
نكست راياتها
ما زلنا في هذا العالم
تحت قبة السماء الكئيبة
وجوه متعبة
أقدامنا غائصة في طين الأرض المغمومة
بملامحنا المستسلمة
تمر مواكب وسرعان ما تغيب
وسرعان ما نتوارى في مدى الأفق
في سطح الكرة الأرضية يتوارى
فضول النظر البشري
قليلا ما كنت أتفهم السر…
والأكثر
كانت تطبق علي اللامبالاة
أشعر بثقل فظيع أكثر من أولئك
المثقلون بسراباتهم الساحقة
نشرب نخب أوراق منقوعة
نقرأ أوراقا قرئت
في العام الفصل
بين سني النوم وجمع القوت
نبحث عن شقوق التابوت
نبحث عن جذع الشجرة
نبحث في مدى التابوت
عن عين الحكمة
الضائعة
في أركان زواياه الأربعة
نقيم حفلتنا
لنرى ما نرى في مدى الكون
ونحن نحمل على ظهورنا
سرابنا الهائل
لنرى…
مدى العالم
مدى الإنسان
مدى أنفسنا
لنكتشف
كلنا
كلنا
كل هذا العالم في…
مدى التابوت…!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى