تاريخ

” الخليفة الذي ضحى بالمُلك من أجل فلسطين (عبد الحميد الثاني)

شيرين أبو خيشة | القاهرة

أنصح السيد “هرتسل” أن لا يفكر مرة أخرى في هذا الموضوع ففلسطين ليست ملكًا لي لكي أستطيع أن أبيع شبرًا واحدًا من أرضها فلسطين ملك للمسلمين كلهم ولقد جاهد أجدادي العثمانيون لمئات السنين من أجل هذه الأرض وروت أمتي ترابها بدماء المسلمين ونصيحتي لليهود أن يحتفظوا بملايينهم فإذا تجزّأت دولة الخلافة يومًا ما فإنكم قد تأخذونها بلا ثمن أمَّا وأنا حيٌّ فواللَّه إنَّ عمل السكين في بدني لأهون عليَّ من أن أرى فلسطين وقد بُترت من ديار الإسلام.
خادم المسلمين عبد الحميد الثاني

برز إلى الساحة قائدٌ عظيم أواخر زعماء تلك الدولة المنهارة هذا القائد يبلغ من العظمة ما يؤهله لكي يحتل الصدارة لعظمة تلك الدولة والذى حقق انتصارات عظيمة للمسلمين أنه الخليفة ” عبد الحميد بن عبد المجيد الذي خلده التاريخ الإسلامي بحروفٍ من ذهب تحت اسم السلطان عبد الحميد الثاني ومنهم من أطلق عليه السلطان المظلوم وٱخرون السلطان الغاز ى
الحقيقة أنني لم أجد تفسيرًا علميًا لهذه الظاهرة العجيبة والتي تظهر في تاريخ دول المسلمين فقط لماذا يظهر العظماء في نهاية كل دولة ولماذا لم تحل عظمة أولئك العظماء دون سقوط دولتهم التي سقطت بعدهم مباشرة إلا أنني أفترض عدة افتراضات منهجية قد يكون يمثل حلًا لهذا اللغز. 
العجيب إما أن تكون فترة حكمه قصيرة بشكل لا يكفي لإحداث تلك الإصلاحات.
وإما أن يكون ذلك القائد العظيم قد ظهر في زمانٍ لا تنفع فيه الإصلاحات أصلًا بسبب تركة الهزائم والديون والفوضى التي أورثها إياه من سبقوه من قاده ضعاف وإما أنه يكون ضحية للمؤامرة
وباستثناء قصر فترة الحكم فإن هذا ينطبق على الخليفة عبد الحميد الثانى ويرجع سبب اقتصار ظهور القادة العظماء في زمن انهيارات الدول الإسلامية بالذات والحقيقة أن السبب يكمن في أمرٍ وحيدٍ يميز المسلمين بشكلٍ عامٍ قادة وشعوبًا ألا وهو أن عظمه المسلم لا تظهر إلى في وقت الشده
فلقد تسلم الخليفة العثماني مقاليد الخلافة في “إسطانبول” بعدد سلسلة من السلاطين الذي أضعفوا الدولة العثمانية بترفهم وتبذيرهم
فعمل السلطان عبد الحميد على إصلاح الخلافة واستمر تحديث الدولة العثمانية في عهده فأصلح البيروقراطية وأصدر الدستور واجتمع البرلمان وتمكن من مد خط السكة الحديد الروماني وخط سكة حديد الأناضول وإنشاء خط سكة حديد بغداد وخط سكة حديد الحجاز.
واستطاع إنشاء أنظمة تسجيل السكان والرقابة على الصحافة وأنشأ أول مدرسة محلية وتلاها العديد من المدارس في عدة مجالات منها (القانون، والفنون، والهندسة، والطب، والجمارك)
وحظيت فلسطين فى عهده باهتمام بالغ استفاد أهل القدس من تدفق الأموال إلى القدس فازداد دخول الحرفيين والتجار وزاد التوسع العمراني في هذه الفترة وزاد البناء في عهده حتى أصبح البناء جديدا ومميزا وما زاد من تدفق الأموال إلى القدس هو اتصالها بميناء يافا البحري الذي كان الميناء الجنوبي لفلسطين بالإضافة إلى إنشاء خط سكة حديد متصل بالقدس بدأ تشغيله عام ١٨٩٢م.
تمكن السلطان عبد الحميد الثانى من إيصال المياه إلى القدس من مياه أرطاس وإنشاء المسار المجاور للسور في باب الخليل و تجديد “قايتباي” الواقعة” “بين الصخرة المطلة وبوابة “القطانين”.
قام ببناء المدرسة الراشدية مقابل باب الساهرة خارج السور ومد بناء السكة الحديدية بين يافا والقدس ولم ينسى الجانب الصحى فقام بإنشاء المستشفى البلدي الواقع غرب المدينة بالقرب من الشيخ بدر وكاد أن ينجح في استكمال انجازاته لولا وقوع المؤامرة التي أسميها شخصياً «المؤامرة الكبرى» لم تبدأ هذه المؤامره منذ حكم السلطان
عبد الحميد الثانى بل بدأت مبكرًا جدًا
ففي عام ١٨٧٤م حصل اليهود على حقوقهم السياسية كاملة وتزايد نفوذهم في معظم أنحاء أوروبا ثم جاء الرجل الذي أوقف المشروع اليهودي واستطاع أن يعطله عدة عقود كان السلطان عبد الحميد الثاني
امتدت نفوذه إلى فلسطين و مصر وقام بتنظيم الدولة العثمانية فأصدر الدستور العثماني وعقد برلمانا واستطاع من خلال ضم العرب وكان للقدس ممثلان فيه عندما تولى السلطان عبد الحميد الخلافة بلغ عدد اليهود في فلسطين حوالي أربعه عشر ألفًا وتمكنوا من إنشاء أول مستوطنة لهم في, بتاح تكفا استغل اليهود ذلك وبدأوا في بناء المستوطنات ووصل الخبر إلى السلطان عبد الحميد الثاني الذي أعاد إدارة الساحل إليه شخصياً فأرسل قوة عسكرية طردت اليهود منه وأصدر قانوناً عام (١٨٩٢م) يحرم بيع الأراضي لليهود حتى لو كانوا كانوا من سكان فلسطين.
بدأت الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا وفرنسا بالتوسط لدى الدولة العثمانية للسماح لهم بالإقامة في الدولة العثمانية
وافق السلطان عبد الحميد على توطين اليهود في أراضي الدولة العثمانية إلا فلسطين بعد طلب الرحمة ومبدأ التسامح الإسلامي
وتدخل السفير الأمريكي مطالبا السلطان باستيطان اليهود فلسطين فأجابه السلطان عبد الحميد الثاني لن أسمح لليهود بالاستقرار في فلسطين ما دامت الخلافة العثمانية قائمة
وهاجر إثنان ونصف مليون يهودي من روسيا وأوروبا
عاشوا في الإمبراطورية العثمانية وأوروبا وأمريكا الشمالية ولم يهاجر إلى فلسطين إلا خمسه وخمسون ألف يهودي وسمح لهم السلطان عبد الحميد بزيارة الأماكن المقدسة دون أن يعيشوا فيها
ثم أصدر السلطان عبد الحميد قانوناً يمنع على الزائرين اليهود إلى فلسطين الإقامة أكثر من ثلاثون يوماً ومن يخالف سيتم ترحيله قسراً
فغضب اليهود وتوجهوا إلى بريطانيا وعقدوا مؤتمرهم الرابع في “لندن” والذي قال فيه “تيودور هرتزل” بريطانيا العظمى التي تطل أراضيها على كل بحار العالم هي الدولة التي تفهم حركتنا.
وتزايدت الضغوط على الدولة العثمانية خاصة من بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا نتيجة الإفلاس المالي للدولة والتهديدات التي تعرض لها.
لأن السلطان عبد الحميد لم يسمح لليهود بالإقامة في شمال فلسطين إلا عام ١٩٠١م ومنع السلطان اليهود من دخول القدس.
في عام ١٩٠٥م انعقد في بريطانيا مؤتمر للدول الاستعمارية المعادية للأمة الإسلامية وتقرر إنشاء دولة عازلة داخل أراضي الدولة الإسلامية تكون عدواً للمسلمين وحليفاً للأوروبيين وهو ما من شأنه أن يبقي المسلمين في حالة ضعف بحيث لا تكون لهم قوة على المواجهة فتقاطع مشروع الصهاينة مع هذا القرار.
وواصل اليهود نشاطهم في شمال فلسطين وأُنشئ أول “كيبوتس عام ١٩٠٧م ،وهو نظام زراعي عسكري يهودي ذاتي الإدارة فكان ذلك الصدام الأول بين الفلسطينيين واليهود الصهاينة.
بدأ شعب فلسطين يهتم بتحركات اليهود ووقع أول اشتباك مسلح بين الفلاحين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود
وبدأت الصحف العربية تنشر تحذيرات من خطر اليهود في فلسطين واستشعر السلطان عبد الحميد هذا الخطر فأمر بفصل دولة فلسطين عن دولة الشام وجعل تقاريرها ترفع إليه مباشرة حتى يتمكن من متابعة شؤونها بشكل أفضل.
شعر السلطان عبد الحميد الثاني أن العالم الإسلامي أصبح هدفاً للدول الاستعمارية فبات يراقب تحركاتهم عن كثب فعمل على إحياء الوحدة الإسلامية من جديد فأنشأ خط السكة الحديد.
الذي يربط المدينة المنورة بالقدس والشام بعاصمه
الخلافه، بالرغم مافعلوه المسلمين العثمانيين حيث قاموا باستضافة اليهود فأكرموهم كرمًا بالغًا وأعطوهم بعض الإقطاعيات في مدينة “سالونيك” اليونانية وكانت تابعة للخلافة العثمانية ليعيش اليهود في كنف دولة الإسلام في غاية الأمن والاستقرار إلا أن بعض اليهود أراد أن يرد الجميل للعثمانيين فعملوا على تدمير دولتهم فادّعوا اعتناقهم للإسلام تقية لأخذ مناصب عليا في الدولة فسُموا بـ “يهود الدَوْنمَة”وهي كلمة تعني بالتركية العثمانية “اليهود الذين ارتدوا عن اليهودية” ليصلوا إلى بعض المناصب الرفيعة في الدولة وعندهابدءوا اليهود ينظرون إلى قوى الأرض في ذلك الزمان فوضعوا أيديهم في أيدي إنجلترا وفشلوا أن يتعاهدوا مع ألمانيا وفشلوا أيضاً أن يتعاهدوا مع روسيا ولكن روسيا ردت رداً شديداً عليهم ففكروا في قلب نظام الحكم عندما اكتشف “الإسكندر الثاني” قيصر روسيا لمؤامرة كان اليهود يدبرونها لاغتياله والسيطرة على روسيا فظهرت حركة تسمى “أحباء صهيون” تمكن من إحباط مخططات الصهيونيه والبقاء على قيد الحياة وبدأ في قمعهم لطردهم من روسيا وظهرت حركة “معاداة السامية” التي كانت تهدف إلى استعداء كل من له أصل سامي وأيضاً جوبهوا بمجابهة عنيفة شديدة من الخلافة العثمانية ففكروا أيضاً في قلب نظام الحكم في الخلافة العثمانية
تحرك اليهود لتنفيذ هذه المخططات الخبيثة
وهم لم يكن لهم دولة في ذلك الزمن سعوا لإسقاط الدولة العثمانية
نفذت إنجلترا مخططات اليهود هذا  تعاونوا في السر مع إنجلترا وفرنسا والحركة الصهيونية لإسقاط الخلافة العثمانية إلى الأبد.
فبدؤا بإنشاء حركه الصهيونية فهي حركة سياسية تهدف إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وتأخذ اسمها من جبل صهيون المقدس عند اليهود والموجود في فلسطين والصهيوني هو الذي يرغب في العودة إلى جبل صهيون أرض الميعاد حتى يقيم فيها دولة ويرى المتطرفون من اليهود الصهاينة أنه لا يكفي مساعدة اليهود في الرجوع إلى فلسطين حتى تكون صهيونياً بل لا بد من العودة بنفسك إلى فلسطين حتى تنال هذا اللقب
ووضعت مبادئها القذره أن ليس اليهودي الفرنسي واليهودي الأمريكي واليهودي الإنجليزي بصهيوني إلا بعد أن يحزم حقائبه ويذهب إلى فلسطين ومن ثم فجميع اليهود الذين يستوطنون في فلسطين صهاينة وكثير من اليهود الذين يعيشون خارج فلسطين لا يطلق عليهم صهاينة حتى ولو كانوا يساعدونهم بالمال والرأي.
وحقيقة الأمر أن كل الصهاينة يهود وليس كل اليهود صهاينة
إلا أن مشروعهم تعطل عند ظهور السلطان عبد الحميد الثاني فلقد أرسل زعيم الحركة الصهيونية تيودور هرتزل رسالة إلى السلطان عبد الحميد الثاني.
في هذا الجو المتوتر تماماً والعصبي تماماً بين إنجلترا والدولة العثمانية وبين اليهود والدولة العثمانية لم ييأس تيودور هرتزل من أن يقابل سلطان المسلمين في هذا الوقت عبد الحميد الثاني فمع كل هذه الأمور إلا أنه ذهب ليقابله ويعرض عليه عرضاً عجيباً.
يقول تيودور هرتزل في مذكراته أنه ذهب بنفسه إلى السلطان عبد الحميد الثاني وحاول مرة وثانية وثالثة أن يقابله حتى نجح في الأخيرة وعرض عليه تيودور هرتزل على السلطان عبد الحميد الثاني حتى تعلم عظمة هذا الرجل وحتى تعلم أيضاً مدى ثراء اليهود في ذلك الوقت.
مائة وخمسون مليون ليرة إنجليزية رشوة خاصة للسلطان عبد الحميد الثاني على أن يعمل السلطان على تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكمًا ذاتيًا
ويقوم اليهود بسداد جميع ديون الدولة العثمانية البالغة ثلاثة وثلاثين مليون ليرة إنجليزية ذهبي
 بناء أسطول لحماية الإمبراطورية العثمانية بتكاليف قدرها مائة وعشرون مليون فرنك ذهبي.
 تقديم قرض بخمسة وثلاثين مليون ليرة ذهبية دون فوائد لإنعاش مالية الدولة.
وبناء جامعة عثمانية إسلامية في القدس ومحاوله
 تهدئة الأوضاع في الغرب حول قضية اضطهاد العثمانيين للأرمن والتي أثيرت في فرنسا وإنجلترا فرنسا وإنجلترا ادعتا أن الدولة العثمانية اضطهدت الأرمن والحق أن الأرمن النصارى ثاروا على الدولة العثمانية التي تملك هذه البلاد في ذلك الوقت
لكن أشيع في فرنسا وإنجلترا أن الدولة العثمانية تضطهد الأرمن حتى يكون هذا ذريعة لدخول الجيوش الإنجليزية والفرنسية لاحتلال الدولة العثمانية بهدف الدفاع عن الأرمن النصارى فعرض عليه تيودور هرتزل أنه سيهدئ له قضية الأرمن في إنجلترا وفرنسا وأنه على ذلك قادر.
عروض ضخمة يسيل لها لعاب أي رجل من حكام الأرض في ذلك الوقت لكن السلطان عبد الحميد رجل صالح
 نظر السلطان عبد الحميد من أعلى إلى كل هذه العروض وقال: على تيودور هرتزل ألا تتقدم خطوة واحدة أخرى في هذا الشأن لا أستطيع بيع بوصة واحدة من البلد لأنه ليس ملكي بل ملك شعبي
لقد أوجد هذه الإمبراطورية وغزاها بدمه وسنغطيها مرة أخرى بدمائنا قبل أن نسمح بتمزيقها
يستطيع اليهود أن يوفروا ملايينهم حين تقسم الإمبراطورية قد يأخذون فلسطين مقابل لا شيء لكن لن تقسم إلا على جثثنا لأنني لن أسمح أبداً بتشريحنا ونحن أحياء.
هكذا كان رد السلطان عبد الحميد الثاني على تيودور هرتزل ثم طرده وطلب تيودور هرتزل مرة أخرى أن يقابله فرفض رفضاً تاماً وأغلق باب اليهود تماماً.
قال تيودور هرتزل بعد هذا الرفض أنه في حال استمرار رفض السلطان عبد الحميد للمطالب الصهيونية فإن تحطيم الإمبراطورية العثمانية شرط أساسي لإقامة حكومة صهيونية في فلسطين.
قرر حينها تيودور هرتزل ومن معه أن يسقطوا السلطان عبد الحميد 
رفض سليل صقور آل عثمان ذلك العروض المغريه الذي كان بإمكانه حل مشاكل الدولة المالية عندها قرر اليهود إزالة هذا الخليفة الإسلامي من على خارطة القرار فحاولوا في البداية أخذ الطريق الأسرع في مؤامرات متعددة لاغتيال السلطان عبد الحميد الثاني
تعرض السلطان عبد الحميد الثاني لمحاولة اغتيال نتيجة موقفه ضد الاستيطان في القدس قام “كارل إدوارد” ملك إنجلترا المنتسب إلى الماسونية والصديق المقرب لليهود بدفع مبلغ ثلاثة عشر ألف ليرة ذهبية للمنظمات الأرمنية لتفجير “جامع يلدز” بهدف قتل السلطان لكن القوات العثمانية أحبطت المؤامرة
كما حاول اليهود اغتيال السلطان في سويسرا عن طريق تفخيخ السيارة التي كان مسافرا فيها لكنه نجا من الحادث وأدى إلى مقتل عدد كبير من الجنود
لكنها بأءت بالفشل وهنا علم الصهاينة أن هذا الطريق السريع قد يغير من السلطان لكن لا يغير من واقع الدولة وسياستها فبدءوا في طريق آخر ولا شك أن هذا الطريق الذي سلكوه هو طريق ناجح فقد فقام يهود الدونمة بإنشاء جمعية تسمى “جمعية تركيا الفتاة” تدعو الأتراك من خلالها إلى الأفكار العلمانية والقومية ومناهضة كل ما هو إسلامي ليلتحق بهذه الجمعية عدد كبير من أفراد الجيش مُكوِّنين ما عُرف بحزب “الاتحاد والترقي” وهو الجناح العسكري لجمعية تركيا الفتاة بعدها قام حزب الاتحاد والترقي بالانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني سنة ١٩٠٩ م بعد أن سلمه ثلاثة جنرالاتٍ قرار العزل اثنان منهم يهود ليقوم هؤلاء الإنقلابيون بنفي عبد الحميد الثاني إلى مدينة “سلانيك” وهي نفس المدينة التي استضاف بها الخلفاء العثمانيون اليهود المضطهدين من أوروبا حيث بقي هناك منفيًا إلى توفي في ١٠ فبراير ١٩١٨ م. ولكن السلطان الإسلامي استطاع أن يسرب من منفاه وثيقة سرية تحمل سرًا خطيرًا للغاية ويشرح من خلالها سرَّ خلعه والانقلاب عليه
ويبين فى تلك الوثيقة دور اليهود الأساسي في خلعه من كرسي الحكم بعد رفضه بيع فلسطين لليهود والتي استطاع أحد الخدم المخلصين للسلطان إيصالها خفية للشيخ التركي محمود أبى الشامات كأمانه في ذمه التاريخ
لم يتخلى عبد الحميد الثاني عن الخلافة الإسلامية خوفاً على نفسه أو لسبب ما سوى المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم جون تورك وتهديدهم اضطرر وأجبر على ترك الخلافة إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا ان يصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة فلسطين ورغم إصرارهم فلم يقبل أبدا وبعد أن فشلوا فى إقناعه بكل العروض المغريه فرفضها بصورة قطعية وأجاب بهذا الجواب القطعي إنكم لو دفعتم ملء الأرض ذهبا فضلا عن مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبًا فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي وبسبب رفضه القطعي اتفقوا على خلعه وأبلغوه أنهم سيبعدونه إلى سلانيك فقبل بهذا التكليف الأخير. حامدا المولى أنه لم يقبل بأن يلطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة فلسطين.
خدم السلطان عبد الحميد الثاني الملة الإسلامية ما يزيد عن ثلاثين سنة فلم يسوِّد صحائف المسلمين وآبائه وأجداده من السلاطين والخلفاء العثمانيين
وبعد التخلص من السلطان عبد الحميد الثاني ظهرت بعد ذلك شخصية من أسوأ الشخصيات التي حاربت الإسلام هي شخصية أحد يهود الدونمة المدعو كمال أتاتورك فقد كان هذا الرجل كارهًا للإسلام تمامًا ومواليًا للصهاينة بشكلٍ كاملٍ فقد ألغى الخلافة العثمانية تمامًا وأتبع ذلك بعدة قوانين منعت كل مظهر إسلامي في تركيا كإلغاء الحروف العربية من اللغة التركية واستخدام اللاتينية عِوضًا عنها وإلغاء منصب شيخ الإسلام ومنع الأذان للصلاة باللغة العربية ومنع الحجاب وتحويل العطلة من الجمعة إلى السبت والأحد.
فظن الجميع أن الإسلام قد انتهى وإلى الأبد في تركيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى