مقال

الناشطات وحقوق المرأة

د. عادل جبار الربيعي| أكاديمي من العراق

     بحثت طويلا من أجل التعرف على دور الناشطات في مجال الدفاع عن المرأة وأهم الأهداف وماتم تحقيقه خلال الفترة المنصرمة فلم أجد الجواب الشافي الذي يجعلني متفائلا. بأن ثمة شخصيات أمينة تسير بالاتجاه السليم. لأننا على يقين بأن المرأة التي كرمها الله في كتابه واتبعها الرسول في سنته هي بحاجة إلى دعم يليق بمكانتها كونها نصف المجتمع وثلاثة أرباع القرار.
ترى هل هن على قدر المسؤولية؟
للأسف مانشاهده من نماذج تثير التقزز شخصيات الغالب عليها التبرج المفرط. سلاطة اللسان عدم احترام الشرائع السماوية متاثرة إلى حد كبير بالحضارة الغربية رافضة للقيم الاجتماعية وخصوصية المجتمعات التي نحن فيها.
تركيز الناشطات على وتر واحد. التحرر وهو بمفهوهم التقليل قدر المستطاع من الملابس التي تحد من حركة المرأة وكذلك عدم إطاعة الزوج والتمرد بحجة ممارسة حقوقها ولا أدري هل يعانين من عقد من هذا المجال أم ماذا. وأشد من ذلك لايوجد كلام غير النفقة وكأن النفقة هو غاية وليست حالة استثنائية وحل مؤقت.
لاندري لماذا هذا الإصرار على قوانيين وضعية جنينا خيباتها وزادت من الطين بلة. زادات حالات الطلاق والتمرد والنشوز والعنوسة وكل ما أثقل كاهل المراة وضيع مكانتها واحترامها في المجتمع.
هل يعقل أن تقوم بعض العوائل يتزويح وتطليق بناتهم للكسب المادي. هذا ماتحدثت به مجموعة من المحاميات وكذلك مسالة حضانة الأطفال التي كثر الحديث عنها.. هل من المعقول أن تتحول هذه العلاقة المقدسة إلى صفقات تجارية بمجرد أن يحدث خلاف بين الزوجين
نعود إلى الناشطات واسألهن هل قدمتن شيئًا مهم للمرأة. هل طالبتم بتخفيض ساعات العمل مثلا. أو تقليل أيام الدوام للمراة العاملة والمتزوجة؟ هل طالبتم بدعم تعليم المراة ومنحها امتيازات خاصة بالقبول وهل خفضتم لهن تكاليف الدراسة.
وهل عملتن على تشكيل جهة معينة لزج النساء في دورات لصقل المواهب والمهارات ودعمهن علميا؟ وهل طالبتم برعاية صحية للمراة وهل طالبتم بتمثيل برلماني وعمل حقيقي غير الكوته التي تسد الفراغ وتسهل التصويت لرؤساء الكتل هل تبنيتم جائزة علمية غير جوائز الغناء والرقص للنساء المبدعات المتفوقات والمثقفات ومااكثرهن وليس التملق والتزلف للبلوكرات والفاشنسات والتوكتوكات؟ لماذا لاتخرجن بأسلوب دعم الحياة الزوجية وليس تخريبها تتباهين بالأنظمة الغربية التي جعلت المراة سلعة تباع وتشترى في المحلات والبالغة من الفتيات يتم طردها للشارع وتضطر بالاعتماد على نفسها ودراستها وكل شيء فتتخذ لها صديقا. يعينها على مشوارها وكذلك الانظمة التعسفية في الزواج تجعل الرجل والمراة يرفضون الطلاق وكل يعمل بمايراه من خليل وخليلة. هذا هو حلم الناشطات.
في حوار سابق مع فتاة صينية كانت تعمل ليل نهار. من أجل لقمة العيش سألتني هل تعمل المرأة عندكم قلت نعم باختيارها قالت كيف لاتعمل قلت يتكفل الرجل بجميع شؤونها فهي مقدسة ومحترمة لدينا ولايمكننا إجبارها على عمل لاتريده مطلقا. هذا هو نظام الإسلام قالت ضاحكة ليتني أتزوج عندكم كي أستريح.
إن المبالغة في المطالبات الفارغة وتصوير المرأة على أنها مضطهدة هو من شجع على الخلافات الزوجية ولانعتقد بأن الزوج لايرغب بالسكينة والاستقرار مع وجود حالات شاذة أكيد وليست هي الغالبة.
حملة شعواء على القانون المدني وتعديله والذي ليس فيه جديد سوى تثبيت حقوق المرأة وتنظيم شؤونها وفق الدين والمعتقد التي أبرمت عقد الزواج عليه ليس أكثر من ذلك.. ثارت ثائرة الناشطات كي يستفزون النساء اللواتي لايعرفن القانون لأجل إثبات الأنا. ليس إلا.. وصل الاستهتار بالدعوة لمخالفة القرآن والسخرية والتهكم على رسوله. للأسف انتن ناشزات ولستن ناشطات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى