فارس يكشف المستور ويؤكد الاستحقاق

الناقدة فدوى عطية | القاهرة
يؤكد النجم والمخرج القدير محمد صبحي تربعه على عرش فن المسرح من جديد من خلال عرضه المسرحي الأحدث “فارس يكشف المستور”، والذي تقدمها عبر فرقة “استوديو الممثل” التي أسسها منذ الثمانينيات، مستكملاً بها رسالته الفنية التي توازن بين المتعة والفن والفكر والوعي الوطني والاجتماعي.
منذ اللحظات الأولى للمسرحية، يباغتنا صبحي برؤية إخراجية مميزة تمزج بين السينما والمسرح، حيث يبدأ العرض بمشهد سينمائي يظهر فيه ” فارس بلاجواد”، الشخصية التي قدمها صبحي سابقًا في مسلسل فارس بلا جواد. هذه الافتتاحية ليست مجرد تذكير بشخصية شهيرة، بل تُعدّ تأسيسًا لهوية فكرية ودرامية تُمهد لما سيُعرض لاحقًا من قضايا تمسّ جوهر المجتمع المصري والعربي وهي القضية الفلسطينيةويحكي عن الكنز وهو الجد حافظ .
وأما مضمون المسرحية فتدور أحداث المسرحية من أول مانرى قطار، يحمل رمزية الزمان والمكان، وينقلنا في رحلة سردية ثرية تبدأ من محطة مصر في القاهرة، لتمر بمحطات إنسانية وفكرية عدّة، وبعدها نلتقي بعائلة السعداوي، التي تمثل نسيج المجتمع المصري، حيث يجتمع الورثة القادمون من خلفيات متباينة للبحث عن إرث جدهم حافظ نجيب، وسط جدل محتدم حول “الكنز” الذي يرمز للوطن والهوية.
يتنقل العرض بين مشاهد متنوعة من القطار إلى منزل العائلة، ثم إلى قصر وميدان، في تجسيد بصري وسينوغرافي متناغم، يضيء على هموم اجتماعية كالتعليم البكالوريا، والعولمة، والتكنولوجيا، وتفكك الأسرة بفعل الهاتف المحمول، بالإضافة إلى قضايا أكبر كسرقة الهوية المصرية الأفروسنتريك ، والرقابة، والانتماء، والوعي الزائف.
يغزل البعد الكوميدي مع العمق السياسي في عرض يناقش بأسلوب رمزي بروتوكولات الهيمنة العالمية وخصوصا بروتوكولات حكماء صهيون التي يعبر عن قراءتها في مشاهد من المسرحية وأيضا المليار الذهبي ، وكذلك كيفية اختراق العقول قبل الحدود، من خلال الورثة الذين يمثلون طيفًا منهم الخونة والانتهازي والمطبلاتي والوصولي والمحبطين،والفشلة وغيرهم من نماذج مختلفة تمثل نوعيات مختلفة من المجتمع المصري في صورة كاريكاتورية تعكس الانهيار الداخلي لمجتمع بلا وعي حقيقي.
أما عناصر العرض، فقد جاءت متكاملة بانسجام واضح. الإضاءة، والديكور، والأزياء، والموسيقى، والغناء، جميعها توظّفت لخدمة النص والرسالة، وأبرزت روح الفريق التي يتميّز بها “استوديو الممثل”. المسرحية تتألف من فصلين، يضمان أربعة عشر مشهدًا، وجاء الأداء سلسًا وعفويًا، يحمل طاقة الشباب وطموحاتهم.
فالمسرحية ليست فقط نقدًا للواقع، بل دعوة إلى استعادة الوعي، حيث يجسّد محمد صبحي ووفاء صادق، بدوريهما “فارس” و”بهية”، ثنائية البحث عن الحقيقة والهوية، وسط خضم من الضجيج الإعلامي والمجتمعي، الذي يُغلف الحقائق بشعارات براقة.
كما لم يُغفل العرض توجيه رسالة قوية إلى الأجيال الجديدة، خاصة الأطفال، من خلال مناقشة تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على وعيهم وهويتهم، وما يفرضه هذا الواقع من تحديات تربوية وثقافية.يشارك في البطولة نخبة من الفنانين منهم في مسرحية فارس يكشف المستور في اطار ميلودرامي .
فني واقعي كوميدي غنائي استعراضي، قدمتها فرقة استديو الممثل ، تأليف وإخراج محمد صبحي، وشارك في كتابتها أيمن فتيحة، ديكور محمد الغرباوي، الأغاني أشعارعبد الله حسن، وألحان وتوزيع شريف حمدان، والبطولة لكل من : محمد صبحي( فارس) ، ميرنا وليد( بهية )، كمال عطية( دهب)، رحاب حسين( ميسون)، انجيلكا أيمن( نضال) ، ليلي فوزي( سعاد)، داليدا ( شيماء)، مصطفي يوسف( غازي)، محمد شوقي( شوقي)، لمياء عرابي( عبلة)، داليا نبيل( ملك)، مايكل ويليام( مايكل وليام،دقدق)، محمود أبوهيبة( سند)، حلمي جلال( عارف المحامي)، محمد عبد المعطي ( مختار) ، علاء فؤاد( كمال) ، خالد محمد ( رجل المحطة)، جمال عبد الناصر(سعدون) ، وليد هاني، والأطفال : مريم شريف( رحمة)، ريماس الخطيب( سارة)، لمار عواد( حنين) ، بلال محمد ( سيف).
لنصل إلى حقيقة مؤكدة أن رؤية محمد صبحي الاخراجية من اول مشهد حيث قدم صبحي البرولوج في استخدام تقنية دمج شاشة السينما مع العرض المسرحي من لقطات من شخصيةحافظ في مسلسل فارس بلاجواد الذي قام بتمثيله من سنوات ليؤكد في بداية المسرحية على هوية معينة
ويرجع بنا إلى من اول مشهد لذلك ليدخل بحماس في المشاهد لذلك القطار الذي يعبر عن تاريخ وطن وهويته وعائلة السداوي الذي أتوا من أماكن مختلفة من أجل الميراث ولايعرف بعضهم ونقاش على الكنز في المشهد الذ ي يليه في تنقل ممتع بين محطة مصر لمشهد الشقة التي سييعيشون فيها وهو بيت العائلة لينقلنا لهموم البيت المصري من التعليم المجاني البكالوريا وهمومه للافروسنتريك الذي يحاول سرقة هوية المصريين القدماء للرقابة بالضمير عل حياتنا للبكاء الاصطناعي والعولمة والتكنولوجيا والموبايل الذي فرق شمل الأسرة المصرية وكل ذلك في مشاهد متتالية في الفصل الأول وهم يبحثون عم الكنز ووسط توالي من اللشعار والأغاني والإضاءة والديكورات ومحاولة فك شفرة الكنز بين بطلي المسرحية محمد صبحي ووفاء صادق وغيرهم .مع بقية أبطال العرض المسرحي الذين ذكرت أسماءهم سابقا كل بدوره.
لنصل لنهاية مفتوحة يشارك بها الجمهور حيث يستمتع بكل لحظة من الأداء السهل الممتنع والأغاني التي تعيش وتعبر عن هوية وطن في إطار وعي شعبي بمسؤوليتنا نحن بلدنا مصر والتنبيه على التهديدات الخارجية والتحديات الداخلية في سياق ضمني يطرح أطروحة الانتماء والهوية والقضية الفلسطينية التي وقفت بجانبها مصر وستظل رفضا للتهجير والدفاع عنها من خلال شجر الزيتون الذي يعيش الالاف السنين في رمزية لفلسطين وانها بداخل قلب كل مصري وعربي وأننا لن تتغير في صورة عرض متكامل من كل عناصره الفنية محققا المعادلة الصعبة في حب الجمهور ونجاح في تقديم فن راقي لتكون المسرحية الأولى على مستوى مسرح القطاع العام والخاص وهذا ما اؤكده من دون نفاق ورياء وتصل فارس يكشف المستور للمركز الأول المستحق بجدارة في قلوبنا وعقولنا ووجداننا .