الدَّهْرُ مُضْطَرِبٌ لَعوبُ

أسامة باكير

أَلا بانَتْ سُلَيْمى لا تَؤوبُ

وَقَدْ تَأْسى إِذا بانَ الْحَبيبُ

 

قَرُبْتُ مِنَ الدِّيارِ وَبي حَنينٌ

فَضاقَ الْقَلْبُ وَاشْتَعَلَ اللَّهيبُ

 

فَجُزْتُ الدَّرْبَ لَمْ أَعْطِفْ إِلَيْها

وَقُلْتُ لِصاحِبي وَأَنا كَئيبُ:

 

أَلا لَوْلا تَعودُ بِنا الدُّروبُ

لِماضٍ راحَ حاضِرُهُ عَصيبُ

 

فَقَدْ تَشْقى بِما تَلْقاهُ دَهْرًا

وَتَطْلُبُهُ إِذا نابَتْ خُطوبُ

 

فَصَدَّقَني وَقالَ يُريدُ نُصْحي

وَأَهْنى النَّاسِ صاحَبَهُ اللَّبيبُ

 

فَإِنْ يَسُرَتْ عَلَيْكَ فَذو سُرورٍ

وَإِنْ عَسُرَتْ فَمِعْوانٌ نَجيبُ

 

وَإِنْ صَمَّ الْأَنامُ عَلَيْكَ أُذْنًا

فَمُسْتَمِعٌ بِلا ضَجَرٍ قَريبُ

 

وَإِنْ ضاقَتْ بِكَ الْأَيّامُ ذَرْعًا

فَصَدْرُ الْخِلِّ مُنْشَرِحٌ رَحيبُ

 

“وَمَنْ تَقٌسو عَلَيْهِ مُعَقِّباتٌ

فَماضيهِ لِحاضِرِهِ طَبيبُ

 

وَلَيْسَ بِراجِعٍ زَمَنٌ مَرِيمٌ

وَمَنْ رامَ الرُّجُوعَ فَقَدْ يَخيبُ

 

وَلا تَدْري بِما تُخْفي اللَّيالي

وَأَعْجَزُ مِنْكَ عَرّافٌ كَذوبُ

 

فَلا تَفْرَحْ وَلا تَجْزَعْ وَعادِلْ

فَإِنَّ الدَّهْرَ مُضْطَرِبٌ لَعوبُ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى