المُراسلات مرّةً أُخرى، تبعث تاليا لِـ (سين)
سجى مشعل | فلسطين
تُصدّق يا عمري بأنّ الحياةَ قاليةٌ أبدانَنا، وبأنّ العمرَ أضيقُ من ثقبِ إبرة، وتُصدّق بأنّ الحلاوةَ مرةٌ أحيانًا، لا أعرفُ من أين أبدأ لأنّي لا أدري أين هي نهاية المَسير، يقولُ العالمُ: إنّنا أحياء، لكنّني أنطقها على مَضَض، أنطقها بشراهةِ الفقد، بشراهةِ الرغبةِ في تصديقها.
لا عليكَ من كلّ تلك الكلمات، ودَع عنكَ بحورَ الحروفِ وصدفَ الوجود، قلبي يئنُّ جدًّا، والأيام ثِقالٌ لدرجةٍ كانت فيها رفاهيةُ الحياةِ أمام عينيّ قصة خيالية، فَلماذا تبدو الأمور مُعقّدةً لتلك الدرجة التي لم أكن أتصوّر؟، يتضوّر قلبي للأماكن القديمة، فَالحنينُ لاذعٌ وقاسٍ في آنٍ معًا، لَقد تشوّهت صورةُ الأماكنِ من فيضِ أحزانِ الماضي، تنهبُ القلوبَ تلك الذكرياتُ، وتلك الأنّات واللحظات، عمرنا يضيع أمام عينينا ونحن نتفرّج ونتصلّب، ماذا كنّا قد فعلنا حتى ينهار العالم أمام عينينا، ها ماذا فعلنا؟!