رأي موضوعي عن ( عيوب العقل العربي ) لطارق حجي
باسم عبد الكريم العراقي | العراق
المحور: المجتمع المدني
كتبتُ خلال السنوات العشر الماضية كتباً ومقالاتٍ عديدة عن عيوبِ العقلِ العربي – وكلها عيوب ثقافية. وأعني أنها عيوبٌ مكتسبةٌ من ثلاثة مصادر أساسية هي: مناخ عام إستبدادي ونظام تعليمي متأخر لا يتابع نظم التعليم العصرية ونظام إعلامي أنتجه المناخ العام الإستبدادي ولخدمة أهدافه. ومن أبرز عيوب العقل العربي المعاصر ما يلي:
• قلة مساحة السماحة الفكرية.
• ضآلة الإحتمال لتعدد الأفكار.
• ضآلة الإحتمال للآخر.
• ضآلة الإحتمال للنقدِ وندرة ممارسة النقد الذاتي.
• إنطلاق المواقف من أرضيةٍ قبليةٍ أو دينيةٍ عوضاً عن إنطلاقها من أفكارٍ مختلفة.
• شعور دفين بعدم المساواة مع الآخرين (في النتائج والثمار) يظهر في شكلِ شعورٍ حادٍ ومبالغ فيه بالكرامة، وهي “كرامة كلمات” أكثر منها “كرامة إنجازات”.
• المغالاة في مدح الذات وإعطاء التراث الماضوي أكبر من حجمه الذي كانه في الواقع.
• شيوع ثقافة كلامية (أو ثقافة كلام كبير) تعوض عن النقص المهول في النتائج العملية، وتصل هذه الثقافة لصيرورة الأقوال وكأنها أفعال.
• ضآلة الموضوعية وإستفحال الشخصانية.
• الحنين المرضي للماضي والهجرة له.
• عدم شيوع ثقافة الوسطية Compromise بل وعدم إحترام الـ Compromise والشعور بأنه يعني شكلاً من أشكالِ الهزيمةِ والخسرانِ.
• ضآلة الإحترام للمرأة.
• شيوع القوالب الفكرية واللفظية النمطية(Sterio Type ).
• ¨ شيوع درجة مبالغ فيها من الإعتقاد بأن وراء كل شيء مؤامرة – وأن العرب دوماً ضحايا مؤامرات الغير.
• عدم وضوح لون وماهية الهوية الوطنية (عرب… أم مسلمون… أم آسيويون.. أم أفارقة.. أم بحر أبيض متوسط؟).
• ¨ شيوع علاقة مع الحكام تقوم على المبالغة في التقديس في الظاهر مع ميل جارف لتمجيد الأشخاص.
• ¨ شيوع ذهنية محلية بشكل مفرط تعرف القليل جداً عن العالم وتياراته وموازين القوى الحقيقية، ناهيك عن عدم معرفة واسعة بعلوم وثقافة الآخرين.
• ¨ ضآلة الشعور بقيمة الإنسانية… فالروابط عند معظمهم إما قبلية أو عائلية أو عرقية أو قومية… ولكنها لا تضم “الإنسانية” كأكبر وأبرز القواسم المشتركة.
• ¨ شيوع ذهنية التعصب الناجمة عن عدة عناصر أهمها “قبلية الذهنية العربية” بدرجات متفاوتة.
• ¨ كذلك، فإن العقل العربي نظراً لعدم ممارسته جرعات عالية من “الحرية”
و”المشاركة” فإنه قليل الإكتراث بالحرية ونظمها.
ويمكن لأي خبير في شئون الشرق الأوسط أن يضيف لهذه العيوب العشرين أشياءً
أخرى.
وهذه العيوب كلها عيوب مكتسبة، وهو ما يعني أنها قابلة (كلها) للتغيير. كما أنها توجد بنسب مختلفة في مجتمعات أخرى. وهي عيوب – كما ذكرت – تنبع من مناخ إستبداد عام ونظام تعليمي ومؤسسات إعلام خارج العصر ومسخرة لتحقيق أهداف الإستبداد.
وستبقى هذه العيوب وتتفاقم آثارها ما لم تحدث تغييرات جذرية في النظم السياسية (بما يهيئ مساحة أكبر من الحرية ويعوِّد الناس على المشاركة في صنع الواقع والمستقبل) مع تغييرات كاملة لفلسفة التعليم وبرامجه ومناهجه وطرقه… وأخيراً، ما لم يخرج الإعلامُ من سطوةِ الحكوماتِ ويتحرر سياسياً وإقتصادياً بما يكفل له أن يتحرر فكرياً وثقافياً وإعلامياً.