عباس آل حُميد يُصدر (المنظومة الفكرية الإسلامية)
جريدة عالم الثقافة | مسقط
“وحدويًّ يدعو إلى المشترك في الأمة وإلى صناعة الإنسان.. قدّم الكاتب مادّة منهجيّة معاصرة لصورة الدّين الإسلاميّ إلى النّاشئة والمتلقي يحمل بعدين: الإنسان وبناء الحضارة، منطلقا من الإنسان وفكره إلى بناء الحياة وإعمارها صلاحا وبناء، ومؤصلا للتّفعيل الإيجابيّ للإيمان بالله تعالى، وكون الإنسان خليفة له”.
هذا مما قاله الشيخ/ بدر بن سالم بن حمدان العبريّ من سلطنة عمان عن كتاب: “المنظومة الفكرية الإسلامية” لمؤلفه العماني عباس آل حميد.. هذا الكتاب الذي نال إعجاب مجموعة من المفكرين الإسلاميين على اختلاف مذاهبهم وأقطارهم.
فقال فيه مثلاً الشيخ/ خالد الملا، رئيس جماعة علماء العراق: “كتاب بمستوى عالٍ جدًّا ومتميز، والذي جعله متميزًا أنه يأخذ البعد الإسلامي ومنهجه السماوي الذي أراده الله تعالى من خلال إرسال سيدنا محمد (ص)، والذي لا يستطيع الكثير من الناس أن يروه إلا من خلال هذه الأطروحات بالغة الأهمية في زمانها ومكانها…”.
وقال فيه المفكر الإسلامي/ الشيخ حسن موسى الصفار من السعودية: “لقد اطلعت على كتاب (المنظومة الفكرية الإسلامية) الذي أعده الأستاذ الفاضل/ عباس آل حميد وقرأته بتأمل وإمعان، فوجدته وافيًا بالغاية التي وضع من أجلها كمنهج تدريس ديني تأسيسي، وبحق إنه يمثل استجابة رائعة لحاجة الساحة الدينية لوجود مناهج تقدم الفكر الديني كمنظومة متكاملة مترابطة بلغة علمية واضحة وأسلوب عصري جذاب.
ومن ميزات هذا المنهج القيّم انطلاقه في طرح الرؤى والأفكار من وحي آيات القرآن الكريم لتعزيز الثقافة القرآنية وتأكيد مرجعيتها، إلى جانب الاستشهاد بالأحاديث والروايات المعتبرة عن رسول الله (ص) وعن الأئمة الطاهرين وأقوال العلماء والمفكرين، كما أن أسئلة التقييم التي جاءت في نهاية كل موضوع قد اختيرت بعناية لتساعد الطالب في استيعاب الأفكار المطروحة، وتنمي قدرته على التحليل والمناقشة”.
وأما المفكر الإسلامي/ الشيخ حيدر حب الله من لبنان فقد قال عنه: “يحاول الباحث الأستاذ/ عباس آل حميد أن يضع لنا رؤية مركّزة تطلّ على بناء وعي ديني ناضج للأجيال القادمة، فيربط لها بين مكوّنات المنظومة الدينيّة لتشكّل مفرداتُ القضايا الدينية حلقاتٍ متعاضدة في عقدِ جُمان منضود، وهذا ما نعتقد أنّه ضرورة عالية لفهم الدين بوصفه بناءً متكاملًا دون اقتطاع جزئيّاته للتعامل معها مبتورةً عن سياقاتها المنظوميّة”
يسعى هذا الكتاب إلى عرض المنظومة الفكرية الإسلامية بشكل مترابط ومتكامل من خلال أساليب البحث، التحليل، والمناقشة بطريقة شائقة ولغةٍ معاصرة تنسجم مع ما هو شائع في الوسط الثقافي العالمي الحالي، وذلك بهدف تمكين الطالب من فلترة ما يتلقاه من مفاهيم وثقافة معولمة -من مختلف قنوات التواصل والمعرفة التي تزخر بها بيئاتنا الثقافية المعاصرة– وتقييمها في ضوء المنظور الإسلامي الإلهي القرآني، كما تمكِّنه من تأسيس معارفه الدينية مستقبلًا بأسلوب العصر ولغته.
عَمَدَ هذا المنهج إلى الابتعاد عن الخصوصيات المذهبية، ولذا فهو لا يتناول الموضوعات الفقهية أو التاريخية أو السيرة الإسلامية، ولا يتطرق لمجموعة من الموضوعات الفكرية الإسلامية التي تخرج عن إطار أهداف هذا المنهج.
صُمِّم هذا المنهج ليدَّرس بشكل مستقل أو ضمن المنهج التدريسي الديني العام الذي تعتمده الجهات المختلفة التي تدير عمليات التدريس الديني في المناطق المختلفة.
إن الأهداف المعرفية التي يسعى إليها الكتاب هي:
1.تمكين الطالب من فهم الفكر الإسلامي بوصفه منظومة متكاملة مترابطة يستند بعضها إلى بعض بأسلوب ولغة تتوافق مع الثقافة العالمية السائدة، بما يمكن الطالب من إدراك تميز المنظومة الفكرية الإسلامية وسموها عن المدارس والتوجهات الأخرى الرائجة في الوسط الثقافي المعاصر.
2.تأصيل الثقافة القرآنية لدى الطالب بحيث تتشكل ثقافته مستندة إلى الاستدلال القرآني.
3.تطوير قدرات الطالب على البحث، والتحليل والمناقشة ليستطيع مواجهة الانحرافات الفكرية المختلفة.
وأما الأهداف السلوكية فتكمن في:
1.ربط الطالب بالله على مستوى حركاته وممارساته اليومية، ووضعه في طريق السير إلى الله، وتكوين المفاهيم والتصورات الذهنية اللازمة لديه لتمكينه من الاستفادة من الممارسة اليومية الاعتيادية في السير إلى الله -جلَّ جلاله- بشكل إيجابي وبنَّاء.
2.غرس الدافعية الذاتية لدى الطالب نحو الإيجابية في الحياة والإصلاح والدعوة إلى الله والخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أمر الله.
محتويات المنهج:
يشتمل المنهج على 28 درسًا مترابطًا صممت لتمنح الطالب فكرة جيدة ومترابطة عن المنظومة الفكرية الإسلامية ككل، وهذه الدروس مصنفة إلى الأقسام الرئيسة الثلاثة المشكِّلة للمنظومة الفكرية الإسلامية، وهي: الرؤية الإسلامية للحياة، والعقيدة الإسلامية، والممارسات الإسلامية. وتقدر المدة اللازمة لتدريس هذا المنهج بـ 30 ساعة تدريسية.