مجاذيف الكلام

مصطفى الحاج حسين / سوريا 

 

 

سقطتْ أجنحتي فوقَ عواءِ النّارِ
وارتمتْ من قصيدتي مجاذيفُ الكلامِ
الضّحكةُ بلا سلالمَ
والدّمعةُ مكشوفةُ العورةِ
والدّربُ منزوعُ الرِّئتينِ
تَمُدُّ الرِّيحُ لي صَرخَتَها
وضفائرُ الرَّملِ تُعَتِّمُ أشرعتي
أمشي فوقَ سُقُوطي
ويزحفُ بدمي التَّعَثُّرُ
الشّمسُ تتلبَّسُ لُهَاثي
والسّماءُ تَضطجعُ على امتدادي
لا نافذةَ في هذا السَّديمِ
وفي غُصَّتي بحرٌ من العطشِ
والجهاتُ أخذتْ أبوابَها وارتحلتْ
لم يبقَ منّي إلَّا جراحي
ورمادَ صوتي المُحَفَّرِ
وأنا أشربُ اشتعالي
وأدُّقُّ أبوابَ الصَّدى
وأرسُمُ من شهقَةِ قهري
مراكبَ الاحتضارِ
أشُقُّ لهبَ دمعتي
أنثُرُ وهَنَ وقتي
على صحراءِ أوراقي
فتكونُ أحرُفي من سجِلِّ
تقضُمُ مَرجَ النّدى
وحنطةَ الأمنياتِ
لتصعَدَ بي الهزيمةُ
إلى آفاقِ السَّكينةِ
فأسكُنَ دهشةَ الكفَنِ
أقتاتُ على رحى الحربِ
وحَمحَمَةِ الخراب
في بلادي ! 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى