إحساس وأقاصيص أخرى
صلاح عويسات| فلسطين المحتلة
(رؤيا)
نسجت عنكبوت خياﻻته عالما خرافيا، أخذ يبحث عن الذّهب ،أخبره من “أوتي الحكمة” أنّ رزقه في ظاهر اﻷرضلا في باطنها…ما لبثت أرضه أن ماجت بسنابل الذّهب.
(لا عزاء للعواطف)
حمي الجدال بين العروسين، كلما دافع عن دموع أبيه وهو يوصيه بمكتبته، أشهرت في وجهه الشّريحة التي يمكنها إحتواء عشرة أضعاف مكتبة أبيه.
(وقولوا للناس حسنا)
سمعت طرقا خفيفا على الباب، فتحت بتثاقل، وجدت ثلاثة رجال بثياب بيضاء وعمائم ولحى، نظرت إليهم باحتقار وقلت بتقزز: هل تريدون أن تأخذوني إلى جهنّم التي يتحدّث عنها شيوخكم؟
ابتسموا في وجهي واستأذنوني في الدّخول… بخطاب جديد لم أعهده في حياتي، انفتحت أمامي نوافذ جديدة،غير تلك المملوءة بالخفافيش والغربان.
(إحساس)
فجأة شعرت بانقباض قلبها، كان يعدّ لعرس أخته، ذهب بسيّارته ليحضرها من صالون التّجميل،في نفس اللحظة التي انقبض فيها قلب أمّه، كان ينزف دما على الحاجز العسكريّ، منعوا عنه اﻹسعاف، تاركين دماءه تتصفّى، المبرّرات جاهزة كالعادة، محاولة دهس جنود الحاجز.
(وما نقموا منهم)
كعادتها بعد كل كارثة، أرسلت الحكومة لجنة لتقدير الخسائر، وجمع البيانات عن كل المتضرّرين ، رحلت اللجنة بعد أن وعدت بدراسة الحالات بكلّ تفاصيلها وتقدير التّعويض لمن يستحق، قامت مجموعة من روّاد المساجد بجمع التّبرعات، ونصب الخيام، وتوفير كافّة اﻹحتياجات بالسّرعة القصوى،عادت اللجنة بعد لأي للتّأكد من البيانات، ففوجئت بانتظام الحال، وثناء النّاس على الشّباب الذين قاموا بمدّ يد العون لهم … واجه أولئك الفتية تهما باﻹرهاب، وعرقلة عمل الحكومة، وتلقّي اﻷموال من جهات معادية.