خيطان الفرح

ميسون حيدر | سوريا

يبعثرني ذلك الرجاء الملتف حول عباءة الصبر لينثر أشلاء فوق صدى كل احتمالاتنا التّي رفضها المنطق  وخذلها الواقع مراراً.

كم مرّة انتظرنا ؟كم مرّة بكينا؟!كم مرّة أغضبنا الصبر؟!كم مرّة أحرقنا الوقت؟!كم مرّة آلمنا الوجع وكم وكم؟

أسئلة تراودنا كلما نظرنا إلى عينينا حقيقة أو حين نغمضها وننظر إليها بقلوبنا.

لايهدأ كل الغفران التّي زرعناه على أشرعة خطانا في رحلة عبر الزمن نرجو فيها الهدوء لاشيء إلا الهدوء.

في غربة الصراع الدائر في أعماقنا حول الحق والحقيقة نجد أنفسنا دائماً محمّلين بالذنوب أو حاملينها …لايهم. المهم أن نجد تعليلاً لكلّ تفسير خاطىء  يأخذ على عاتقه مبررات  لمسوغات حياتنا

درست ماتحبّ؟!

تزوجت من تحبّ؟!

يعجبك وضعك الاجتماعي؟!

يرضيك منزلك مدينتك عملك جيرانك؟!

أمسوؤل عن كلّ خياراتك؟!

الإجابة لاتهم بقدر الرضاا عنها

أشمُّ رائحة جدتي  في كلّ محنة تعترضني  عندما تشعر روحي بالبرد القارس لا أجد بديلا  عن معانقتها أغمض عينيّ لأتذكر  ذلك المعبر الترابيّ الذي كان يوصلني إليها   لاأجد بداً إلا أن أهمس لتلك الصيف الخافت أن يعود لأذهب معها حيث الفرح.

لاتمحى خيطان الفرح من معابر لهيب الذاكرة حين تحفل بمن تحبّ ولايسعنا إلا أن نكون صادقين مع أرواحنا التي تكره الخداع حتى أحاديث الرجاء المنقطع  تلهث صاغرة الخذلان والنكران ولكل أشكال القسوة  التي مررنا بها ولو كبرنا ألف عام يبقى صوت الدفأ النابع  ممن أحببناهم يعانقناالبعد حين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى