الأحزاب الصهيوينة والصوت العربي
شاكر فريد حسن | فلسطين
لا جدال في أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بكل أحزابها ذات الفكر الصهيوني الشوفيني الكوليونالي، مارست وتمارس سياسة عنصرية واضطهادية ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية في أرضها ووطنها، قائمة على التنكر لحقوقها القومية واليومية ومصادرة أراضيها.
وعلى امتداد سنوات طويلة وعشية كل انتخابات كانت الأحزاب الصهيوينة تغزو الوسط العربي وتقتنص الكثير من الأصوات العربية عن طريق الاغراءات وشراء الضمائر والذمم والوعود المعسولة الكاذبة، وبقي هذا الحال لحين تشكيل المشتركة، كقائمة وحدوية وارادة شعب يصبو ويطمح إلى المساواة والعيش الكريم والسلام العادل والشامل الذي يضمن حق شعبنا بإقامة دولته الوطنية المستقلة فوق ترابه الوطني في حدود السادس من حزيران العام 1967.
وقد منحت جماهيرنا العربية الثقة الكاملة للمشتركة وأوصلت 15 نائبًا للكنيست، ونجحت في كنس الأحزاب الصهيونية من مجتمعنا العربي.
وعشية هذه الانتخابات نشهد عودة جديدة لهذه الأحزاب، التي بدأت بالمغازلة والتودد للعرب، ناثرة الوعود بالعمل لصالح قضاياهم، متناسين تحريضها عليهم، وتشريعهم القوانين العنصرية بحقهم، وفي مقدمتها قانوني القومية وكامنتس وسواهما، مستغلين الخلافات والمشاحنات والتراشق بين مركبات القائمة المشتركة.
إننا نحذر من ألاعيب وأحابيل الأحزاب الصهيونية، وندعو أبناء شعبنا إلى اليقظة الواعية والمسؤولية الوطنية، ولفظ هذه الأحزاب ومنعها من تغلغلها في الوسط العربي لسلب الصوت العربي، وتزييف إرادة الناخب العربي بالمال السياسي والوعود الكاذبة التي سرعان ما تتبخر، فيذوب الثلج ويبان المرج.
ما لنا سوى التكاتف والتعاضد والتلاحم الحقيقي والوحدة الوطنية في مواجهة والمشاريع والمخططات العنصرية وسياسات الأحزاب الصهيونية والحكومات الإسرائيلية التي تمارس ضدنا التمييز وتسلب أراضينا وتهدم بيوتنا. ولذلك يجب تحصين مجتمعنا وسد المنافذ كلها ولا تسمح لهذه الأحزاب باقتناص أصواتنا، والأهم الإسراع باستعادة وحدة المشتركة على أسس وطنية ومشروع سياسي كفاحي واضح يحقق طموحاتنا ومطالبنا اليومية، فالحقوق تؤخذ بالنضال والكفاح مرفوع الرأس، وليس بالمقايضة وقطف الرأس.