مثيرو الشفقة

سجى مشعل | فلسطين

الكلمات الّتي تنخر الضّلوع، والدّعوات المسمومة، والمزحات الكاذبة المُخادعة الّتي يدّعي صاحبها النُّبل وهو خبيث، ما هي إلّا نتاجات لقلوب سوداويّة، وعقول فارغة، ونفوس مريضة، وعيون لم تشبع في بيت أهلها.

أولئك الفارغون إلّا من الأحقاد لم يتعلّموا بأنّ التّواجد في وجهين اثنين مع مَن أمامهم بِسِبّة الحقد والحسد وتمنّي زوال نعمة من أمامهم حتّى تحلّ بين أيديهم ما هو إلّا ذلّ ومنقصةٌ وجوع. وما عرفوا وبأنّ التّربية الطّيّبة ما واءَمت طِباعهم، ما عرفوا بأنّهم منبوذون ومُحتقرون وذلك لأنّهم ما أدركوا معنى الشّبع، وما فهموا ماهيّة كون كلّ امرئ ينعم بحياة تختلف عن غيره، وبأنّ مَن يمدّ عينيه على ما متّع الله غيره به ما هو إلّا شخص آكلٌ ذاتَه، وقاتلٌ لمعاني الجمال فيها، يَصل اللّيل بالنّهار داعيًا عليك، قائلًا في كلّ مرّة: “هذا المكان لي فكيف يضعه الله لِغيري؟، وهذه الحياة أنا أولى بها فَكيف سُرقت منّي، وتلك الأيّام أنا مَن يتوجّب أن يعيشها لا غيري حتمًا”، وكَعادته يُسرف في تقسييم الأحقّيّات والأولويّات لِمَن يراه يستحقّ ومَن يراه لا يفعل، وفي كلّ الوضعيّات هو لا يُثير شيئًا في النّفوس عدا الشّفقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى